#مشاهير العالم
لاما عزت 1 سبتمبر 2011
شهدت الدراما السورية هذا الموسم تصدّر العديد من الفنانين والفنانات السوريات المشهد الرمضاني، في حين لعبت مواقف آخرين من الأحداث التي يشهدها بلدهم دوراً هاماً في تقدمهم. علماً أنّ بعضهم استطاع أن يعيد نفسه إلى الواجهة بعد غياب سنوات.
ومن بين هؤلاء عابد فهد الذي فرض نفسه بقوة هذا العام على عكس رمضان الفائت من خلال دوره في مسلسل "الولادة من الخاصرة". إذ أدّى هنا شخصية الضابط "رؤوف" بشكلٍ متقن وحضورٍ لافت، خصوصاً أنّ الشخصية تتطلب حساً درامياً عالياً كونها مصابة بمشكلات نفسية تجعله متسلطاً ومتقلباً إلى حد الجنون والتهور. ولعلّ أحد أسباب نجاح الممثل السوري تجسيده شخصية ضابط، حيث كان هناك إسقاط لتصرّفاته على الواقع الذي يعيشه المجتمع.
ويشاركه في العمل قصي خولي الذي تألق هو أيضاً في تأديته لدور "جابر" الشاب البسيط والفقير الذي يتهمه بعضهم بالسرقة. هنا أكّد الممثل السوري بأنه رقمٌ صعب في الدراما التلفزيونية، خصوصاً في المسلسلات الاجتماعية. علماً أنّ بعضهم اعتبر أنّ أحد أسباب نجاح قصي هو تعاونه مع المخرجة رشا شربتجي التي لطالما قدمته بطريقة لافتة. وهو الذي عمل معها في مسلسل "غزلان في غابة الذئاب" الذي يعتبر منعطفاً كبيراً في تاريخ قصي.
كذلك، فإن نسرين طافش من أبرز الفنانات اللواتي تصدرن المشهد الرمضاني، وخطفن الأضواء بعد اقتصار مشاركاتها العام الفائت على أدوار بسيطة. إذ استطاعت لفت المشاهدين من خلال دورها في "جلسات نسائية" التي جسدت فيه شخصية "هالة" الأرملة التي تعيش علاقة حب صعبة بسبب رفض ابنتها لهذه العلاقة. كما أنها تلعب دور الفتاة التي تستشيرها شقيقاتها، وصديقتها "رويدا" في حل مشكلاتهنّ.
يذكر أنّ أحد العناصر البسيطة واللافتة التي تدلّ على نجاح نسرين في العمل هو انتشار "رنة" الهاتف الخليوي التي كانت تستخدمها في المسلسل بين الناس.
وتعتبر سلافة معمار من الفنانات اللواتي حافظن على نجوميتهن هذا العام من خلال دوريها في مسلسلي "الغفران" و"السراب". إذ استطاعت في الأخير أن تقدم دوراً جديداً ومختلفاً، خصوصاً في ناحيتي الشكل والنوع الدرامي الذي تؤديه. إذ اختلطت الدراما التراجيدية بالكوميديا. مما جعل بعضهم يقول بأنّ الممثلة السورية أثبتت للعام الثالث على التوالي بأنّها ممثلة متمكّنة ومحترفة في الأداء، تنقل إحساسها الكامل إلى المشاهد. وقد تجلى ذلك في دورها الرومانسي العاطفي في مسلسل "الغفران".
وفي مقابل هؤلاء، فإن هناك العديد من الفنانين والفنانات الذين شاركوا هذا العام في العديد من المسلسلات. إلا أنّ اطلالتهم جاءت باهتة، ولم يسجّلوا حضوراً لافتاً كالذي سجّلوه خلال السنوات السابقة. ومن بين هؤلاء سلاف فواخرجي التي شاركت في مسلسلي "الولادة من الخاصرة"، و"في حضرة الغياب". وقد اعتُبرت مشاركتها في العمل الأخير الذي يتناول سيرة الشاعر الراحل محمود درويش، نقطة سوداء في تاريخها الفني بسبب عدم مصداقية النص المكتوب مع حياة "شاعر الأرض"، فضلاً عن تواجدها في قائمة "العار" السورية. مما أسهم في فقدانها شعبيتها بسبب موقفها المناهض للاحتجاجات الشعبية التي يشهدها بلدها. وهو الأمر الذي جعل الجمهور ينصرف عن مشاهدة أعمالها.
كذلك، فإن ياسر العظمة الذي راهن كثيراً على الجزء الجديد من سلسلة "مرايا" التي أعادته إلى الساحة السورية هذا العام بعد غياب أكثر من خمس سنوات، فقد فشل فشلاً ذريعاً في تحقيقه نسبة مشاهدة. مع العلم أنّه أقنع العديد من الممثلين مشاركته في المسلسل كعابد فهد، ومرح جبر، وسلمى المصري. إلا أنّ ذلك لم يعطه أي دفع.
وتراجعت أيضاً أمل عرفة التي شاركت في العديد من المسلسلات منها "الزعيم" الذي لم يحقق لها أي تقدم. ويبدو أن السبب الرئيس في ذلك هو تراجع شعبية مسلسلات البيئة الشامية من الأساس، بعدما قورن أبطال هذه الأعمال الذين يصفون أنفسهم بالأبطال والشجعان في المسلسل مع مواقفهم المتخاذلة تجاه الأحداث في سوريا.
أما مكسيم خليل الذي تألق العام الماضي في مسلسلي "تخت شرقي" و"لعنة الطين" فلم يقدم هذا العام أي جديد على صعيد الأداء بل حصر نفسه في دور الشاب الطائش والمتهور سواءً في "الولادة من الخاصرة" أو "سوق الورق".
كذلك تراجع عباس النوري وجمال سليمان اللذان يعتبران من نجوم الصف الأول في سوريا. إذ أن النوري قدّم هذا العام أعمالاً عدة لكنها لم تحدث الضجة التي كانت تحدثها خلال السنوات السابقة. كذلك الحال بالنسبة إلى سليمان الذي اقتصرت مشاركته في الدراما السورية هذا العام على 15 مشهداً في حين قدم مسلسلاً مصرياً هو "الشوارع الخلفية".
للمزيد:
رمضان 2011: فنانات يخطفن الأضواء ونجمات يتراجعن