#صحة
زهرة الخليج - الأردن اليوم
كثيراً ما نمر بأوقات عصيبة، نشعر فيها بأننا نعاني شعوراً لا يمكن التخلص منه، يُعرف باسم «الاكتئاب». وحينها نختصر كل المشاعر والأحاسيس بكلمة واحدة، أو بشعور واحد، أو بتفصيل واحد.
وقد يرتبط «الاكتئاب» بفقدان الوزن أو زيادته، ويمكن أن يضر فقدان الوزن الشديد بصحتكِ، ويجعلكِ تشعرين بالتعب، وانعدام الحافز. ففي المقام الأول، يؤثر «الاكتئاب» في مزاجكِ وعقليتكِ العاطفية، كما أنه يسبب أعراضًا جسدية، إذ قد تلاحظين آلامًا وأوجاعًا، وانخفاضًا في مستويات الطاقة لديكِ، وصعوبة في النوم، ومشاكل غير عادية في المعدة والهضم، أو تغيرات في شهيتكِ.
إلى جانب ذلك، قد ينتهي الأمر ببعض الأشخاص، الذين يعيشون مع «الاكتئاب» إلى الشعور بالجوع أكثر من المعتاد، أو تناول المزيد من الطعام؛ عندما يشعرون بالعاطفة، إذ يمكن للأطعمة أن تهدئ، وتخفف مؤقتًا من الحزن والفراغ والضيق العاطفي، خاصة خلال أشهر الشتاء الطويلة المظلمة.
وفي المقابل، يسبب «الاكتئاب»، أيضًا، انخفاضًا في الشهية، ما يؤدي - في النهاية - إلى فقدان الوزن غير المقصود. وقد يعتبر بعض الناس هذا تأثيرًا جانبيًا إيجابيًا، لكن فقدان الوزن المفاجئ أو الشديد قد يعرض صحتكِ للخطر، كما يمكن أن يترككِ مع انخفاض الطاقة، ما قد يجعل من الصعب التعامل مع أعراض «الاكتئاب» الأخرى.
لماذا يسبب «الاكتئاب» فقدان الوزن؟
غالبًا، ترتبط تغيرات الشهية والوزن، بشكل مباشر، بأعراض «الاكتئاب» الأخرى، مثل: تغيرات المزاج، والشعور بالحزن دون وجود سبب واضح، والشعور باليأس، والشعور المستمر بالخدر وعدم الاهتمام.
تغييرات الشهية:
يمكن أن تحل هذه التغييرات محل مشاعركِ المعتادة، وتشغل طاقتكِ العقلية، أي لن تكون لديكِ مساحة كافية للتركيز على أنشطتكِ اليومية، مثل: الاستحمام، واللباس، وترتيب منزلكِ، وإعداد وجبات الطعام، وتناولها.
وتتضمن العلامات الشائعة الأخرى: فقدان الاهتمام بالأنشطة التي تستمتعين بها عادةً، وكذلك التعب، وانخفاض الطاقة، وصعوبة اتخاذ القرارات، ويمكن أن تساهم هذه الأعراض، أيضًا، في فقدان الوزن. فعلى سبيل المثال، إذا كنتِ تستمتعين بالطهي، والتخطيط لوجبات فريدة. لكنكِ، الآن، لا تستطيعين إيجاد الطاقة؛ للقيام بأكثر من تناول موزة، أو حفنة من البسكويت. وإذا لم تتمكني من الاستمتاع بالأكل، فقد لا تفكرين كثيرًا في ما تأكلينه أو متى، وقد لا يكون الطعام أولوية بعد الآن، لذا قد تفوتين وجبات الطعام، دون أن تلاحظي ذلك.
أعراض جسدية متعلقة بـ«الاكتئاب»:
تلعب العلامات الجسدية للاكتئاب، أيضًا، دورًا في فقدان الوزن، إذ قد تجعلكِ آلام المعدة العشوائية غير المبررة، أو الغثيان تتجنبين جميع الوجبات باستثناء أكثرها اعتدالًا، وقد تأكلين أقلَّ؛ لتجنب إثارة الأعراض غير السارة.
ويتغلب التعب وانخفاض الطاقة، أيضًا، على مشاعر الجوع، إذ قد تشعرين بالإرهاق الشديد في نهاية كل يوم؛ لدرجة أنكِ تريدين فقط الراحة والنوم في السرير، وقد تأكلين أطعمة بسيطة لا تتطلب تحضيرًا، لكنكِ تجدين حتى صعوبة في حشد الطاقة؛ لإنهاء هذه الوجبات الصغيرة.
ويعاني بعض الأشخاص المصابين بالاكتئاب، أيضًا، الاضطراب الحركي النفسي، بما في ذلك: التململ، والمشي. وتحرق هذه الأنشطة السعرات الحرارية، ويزيد الجمع بين الحركة المضطربة، وانخفاض الشهية، احتمالية فقدان الوزن.
الآثار الجانبية للأدوية:
تشير الأبحاث إلى أن بعض أدوية «الاكتئاب» قد تسبب فقدان الوزن، خلال الأشهر القليلة الأولى من الاستخدام، إذ قد تؤدي مضادات «الاكتئاب»، مثل: الفلوكسيتين (بروزاك)، والبوبروبيون (ويلبوترين)، أيضًا، إلى فقدان الوزن على مدى فترة طويلة. وقد يحدث فقدان الوزن المرتبط بمضادات «الاكتئاب»، أيضًا، نتيجة انخفاض الشهية، أو الآثار المعوية الجانبية، مثل: الغثيان، أو اضطراب المعدة، أو الإسهال.
تغيرات الدماغ:
عرض الباحثون صورًا للأطعمة والمواد غير الغذائية، على ثلاث مجموعات صغيرة من الأشخاص:
1. الأشخاص الذين يعانون «الاكتئاب» الشديد، والذين لاحظوا زيادة في شهيتهم.
2. الأشخاص الذين يعانون «الاكتئاب» الشديد، والذين لاحظوا انخفاضًا في شهيتهم.
3. الأشخاص الذين لم يصابوا بـ«الاكتئاب».
وبدا أن أولئك الذين لديهم شهية متزايدة أظهروا نشاطًا أكبر في مناطق الدماغ المرتبطة بالمكافأة، فيما بدا أن الأشخاص الذين يعانون فقدان الشهية أظهروا نشاطًا أقل في منطقة الدماغ المرتبطة بالإدراك الداخلي، الأمر الذي يساعدكِ على الشعور، وفهم الأحاسيس الجسدية، مثل: الجوع والعطش. بينما لم تُظهر مجموعة الأشخاص، الذين لم يصابوا بالاكتئاب، أي نشاط أو خمول شديد في الدماغ.
وقد لاحظ الباحثون أن الروابط بين مناطق الدماغ هذه قد تساهم، بشكل أكبر، في فقدان الشهية، وعدم الاهتمام بالطعام، وفقدان الوزن.