#تغذية وريجيم
زهرة الخليج 19 يناير 2025
الحساسية هي مشكلة يمكن أن تصيب أي شخص من عائلتك، بالتالي، اكتشاف بعض الحقائق العلمية عن الحساسية أمر مهم، ويساعدك على التعرف أكثر عن الحساسية ومسبباتها وعوارضها وحتى علاجاتها.
أعراض الحساسية
تختلف أعراض الحساسية من شخص إلى آخر، وذلك بحسب اختلاف نوع الحساسية نفسها، وتكون أعراض الحساسية الخفيفة مصدر إزعاج طفيف للشخص الذي يُعانيها. لكن، في بعض الأحيان تكون أعراض الحساسية مفرطة وأحياناً خطيرة، حيث إنها تؤثر في أعضاء الجسم كافة، ويمكن أن تبدأ الحساسية بالشعور بحكّة في الجلد واحمراره بشدّة وتَقرُّص في الفم ومن ثم تورُّم الشفتين واللسان. أعراض الحساسية أيضاً تصيب الجهاز الهضمي، حيث إنها في بعض الأحيان تؤدي إلى الغثيان والتقيؤ والإسهال مع ألم في البطن. وعوارض الحساسية الأخطر، هي تلك التي تصيب الجهاز التنفسي والمسالك الهوائية، والتي قد تصل أحياناً إلى عدم قدرة الشخص على التنفس، وأعراضها لا تتوقف هنا فحسب، بل أيضاً يمكن أن تسبب الحساسية الدَّوار والتعب والرشح وآلاماً في الرأس وأوجاعاً في الحلق.
الحساسية تُهدّد الطفل
الحساسية لا تُميّز بين الكبير والصغير، فهي أيضاً تُهدّد صحة الطفل. ويمكن أن يعاني الطفل أنواع حساسية عديدة، تتمثل في حساسية الغبار، ودخان السجائر، وريش الوسائد، والألعاب المصنوعة من مادة البوليستر، ووبر الحيوانات، والبطانيات، والعطر. وأعراض هذه الأنواع من الحساسية تظهر على شكل زكام وسعال، وقد تؤدي أحياناً إلى إصابة الطفل بالربو. كما أن حساسية الطعام تهدد الطفل الصغير، خصوصاً الحساسية المتعلقة بحليب البقر ومشتقاته، والبندق والسمك ومنتجات الصويا والفراولة، وغيرها من الفواكه الحمضية. حساسية الطعام تظهر عند الطفل بعد ساعة من تناوله الطعام، وتتمثل في طَفح جلدي وتضخُّم في الشفتين واللسان. وعلاج حساسية الطفل تكمن في معرفة المسبب الحقيقي لهذه الحساسية وإبعاده عنه. وطبعاً يجب استشارة الطبيب فور حدوث أي عارض غريب عند الطفل، وذلك لمعالجته سريعاً.
المرأة أكثر عرضةً لأعراض الحساسية الخطيرة
نعم زهرتنا، أنتِ أكثر عرضة للإصابة بأمراض الحساسية، والتي تكون أعراضها أكثر خطورة لديك من الرجل، بحسب ما أظهرته دراسة أميركية حديثة. وقد أجريت هذه الدراسة من قبل علماء في المعهد الوطني الأميركي للحساسية والأمراض المعدية، ووجد الباحثون خلالها أن المرأة يمكن أن تعاني أعراض الحساسية الخطيرة، وذلك بسبب هرمون ال«أستروجين» النسائي، الذي يُعزز من مستويات الأنزيم في الجسم، فيسبّب بعض أعراض الحساسية المفرطة لتصبح أكثر قوة. وتجدر الإشارة إلى أن دراسة سابقة، وجدت أن المرأة تتجه نحو الحساسية المفرطة بشكل متكرر أكثر من الرجل، وذلك بسبب هرموناتها الأنثوية وتركيبة جسمها المختلفة.
الحساسية قد تختفي تلقائياً
اكتشف علماء أميركيون أن الحساسية يمكن أن تختفي من تلقاء نفسها مع مرور الوقت، خصوصاً الحساسية المتعلقة بالأطعمة. فإنّ 20 في المئة من الأشخاص يمكن أن يتخلصوا من الحساسية مع مرور الزمن، من دون تناول أي نوع من العقاقير، وذلك بحسب مجلة «الحساسية والمناعة السريريّة». لذا، ينصح الخبراء، الأشخاص الذين يعانون حساسيةً تجاه مختلف أنواع الأطعمة، أن يقوموا بالفحص المتواصل للتأكد من استمرار وجود الحساسية لديهم أو اختفائها. ذلك لأن الكثير من التقارير تشير إلى أنه على الشخص المتحسّس، أن يبتعد عن الطعام المسبّب للحساسية له طوال حياته، خوفاً من إصابته بأعراض الحساسية المزعجة. وتجدر الإشارة هنا، إلى أن خُمس الأشخاص الذين يعانون حساسية تجاه الفستق السوداني، تم شفاؤهم تلقائياً من هذه المشكلة.
القهوة علاجاً
الحساسية هي ردّ فعل الجهاز المناعي على إحدى المواد غير المألوفة للجسم، ما يدفع الجسم إلى إفراز مادة يطُلق عليها اسم ال«هيستامين»، والتي تمنع المواد غير المألوفة من مهاجمة الجسم، وتسبب أعراض الحساسية المختلفة. واليوم، تؤكد دراسة علمية حديثة أن مادة الكافيين يمكنها أن تعالج الحساسية، وذلك بسبب قابليّتها على الحدّ من إفراز مادة ال«هيستامين» في الجسم. فمادة الكافيين، بحسب ما يقول الخبراء، قد تكون فاعلة بالنسبة إلى أمراض الحساسية المزمنة، وأيضاً فاعلة لأنواع الحساسية التي تتم مواجهتها بشكل يومي. وتجدر الإشارة، إلى أن مادة الكافيين موجودة في الشاي والشوكولاتة والقهوة، خصوصاً قهوة الإسبرسو والقهوة التركية.
آخر علاجات الحساسية
الابتعاد عن مسبّبات الحساسية، وتناول الأدوية المضادة لل«هيستامين»، واللجوء إلى خطوات التخفيف من أعراض الحساسية، هي أنوع من علاجات الحساسية التي تُعتبر مؤقتة، حيث إن الشخص يمكن أن يُصاب بالحساسية من جديد في أي وقت آخر. فالعلاج الحقيقي والوحيد للحساسية والذي يعمل على علاج المشكلة من أساسها، هو العلاج المناعي. لذا، يمكن تركيب لقاح خاص بالمريض يحتوي على مسببات الحساسية التي تزعجه، وذلك بعد إجراء عدد من اختبارات التحسُّس. ويتم إعداد اللقاح وإعطاؤه للمريض بشكل منتظم، ومع مرور الوقت سوف تختفي أعراض الحساسية تدريجياً. ويمكن الحصول على هذا اللقاح عن طريق الإبَر، أو عن طريق الفم تحت اللسان، وذلك بشكل دوري شهري ولسنوات عديدة قد تصل إلى 3 سنوات.