#تغذية وريجيم
زهرة الخليج 19 يناير 2025
منح الله المرأة البدينة روحاً طيبة، وعادة ما تكون موهوبة في صناعة البسمة على وجوه أصدقائها، ودائماً ما يعوضها المرح في حياتها في مواجهة كثير من متاعب البدانة.
ولكن البدانة المفرطة تعتبر مرضاً حقيقياً مستقلاً لأنها تحمل في طياتها كثيراً من المخاطر والازعاجات، فالمرأة البدينة تعاني بشدة الإحراج في المجتمع ومقاعد الدرس والسفر والمطاعم، إضافة إلى المضاعفات المرضية والصحية التي تتفاقم بسبب زيادة الوزن.
ومن بين المخاطر المرتبطة بالبدانة بعض أنواع السرطان وأمراض القلب والسكتات الدماغية والسكري وارتفاع ضغط الدم وأمراض المرارة وحصى المرارة والتهاب المفاصل والنقرس وكذلك مشاكل أخرى مثل توقف التنفس أثناء النوم.
الرياضة لا تكفي لإنقاص الوزن!
تشير الكثير من الدراسات الحديثة إلى فوائد الرياضة المتعددة من النواحي الصحية لتفادي الضغط الشرياني وتحفيز المناعة ومكافحة التوتر والاكتئاب، ومع ذلك فإن فائدة الرياضة في إنقاص الوزن تبدو محدودة، وعادة ما ترتبط ممارسة الرياضة لدى السيدات بأنها رخصة مفتوحة لتناول الطعام، على أساس أن ما نتناوله يتم حرقه تلقائياً بالرياضة، وفي طريق العودة من النادي يمكن أن تتناول كوب كوكتيل وفنجان قهوة ثم قطعة كيك مع الحلوى ثم تعود للاستلقاء والراحة طوال النهار من عناء الرياضة. بالتأكيد هذه وصفة لمزيد من الإخفاق في إنقاص الوزن ولن تصل إلى أي نتيجة!
ليس الهدف بالطبع التقليل من فائدة الرياضة ولكن يجب أن نتناول الأمر بموضوعية وتوازن، فمثلاً لو تناولت قطعة الحلوى (Blueberry Muffin) التي تحتوي على 360 سعراً حرارياً فأنت تحتاجين إلى رفع الأوزان لمدة ساعتين أو ركوب الدراجة لمدة نصف ساعة أو الركض على جهاز المشي لمدة نصف ساعة!
أسباب نفسية لزيادة الوزن
يمكن قياس البدانة بطرق متنوعة وعديدة وقد تعودنا قياس محيط الخصر باستخدام متر الخياطة العادي، ولكن مشعر كتلة الجسم (BMI) هو الأكثر فائدة من الناحية العملية، وهو برنامج حسابي يقدر تناسب الطول والوزن، ويقرر لك بدقة ظروف السمنة التي تعانينها، وحجم الكتل الإضافية من الدهون التي تحملينها على عاتقيك، ومع ذلك فلا يزال هذا البرنامج قاصراً في التفريق بين العضلات والدهون الموجودة في الجسم، وعلى كل حال فليس عسيراً على أي طبيب التمييز بين المرأة التي تتمتع بقوة بدنية وعضلية وتلك التي تعاني سمنة وترهلاً.
للأسف في حالات البدانة المرضية المفرطة لا تجدي الوسائل التقليدية نفعاً، وحتى الآن لا يوجد تفسير قاطع وواضح لأسباب فشل العلاج غير الجراحي عندما يتجاوز الوزن الزائد حاجز ال 45 كغ، لكن كل الدلائل المتوافرة باتت تؤكد أن جراحة البدانة تمثل العلاج المفضل والضروري عندما يتجاوز مشعر كتلة الحجم حاجز ال40 كغ أو عندما يتجاوز ال 35 مضافاً إليه واحد أو أكثر من الأمراض المتعلقة بالبدانة. ومع تقدم الطب وتوافر المزيد من الأمان في العمل.