#أخبار الموضة
غانيا عزام الأربعاء 2 أكتوبر 12:43
أقمشة الحرير الطبيعي الفاخر، تتميز بها ملبوسات مصممة الأزياء المصرية مشيرة إسماعيل، التي أطلقت علامتها التجارية «The Gem Fashion» من دولة الإمارات العربية المتحدة. واختيارها خامة الحرير سببه الحاجة إلى أزياء يومية لا تصيبها بالتحسس؛ بسبب معاناتها بشرة حساسة جداً.. في حوارها مع «زهرة الخليج»، تروي لنا مشيرة حكايتها مع التصميم، وهي الآتية من عالم المال والأعمال، فكيف تعلمت أصول المهنة وتحدياتها، وكيف تخطتها؟ كما تحدثنا عن رؤيتها الإبداعية، ونقشة «Houndstooth»، التي نفذتها علامتها لأول مرة على أقمشة الحرير، وطموحاتها، وإلى ما هنالك من أمور:
* ما الذي ألهمك تأسيس «The Gem Fashion»؟
- الأمر ناتج عن وضع خاص ببشرتي الحساسة، كان يقيدني عند اختيار أزيائي، إذ يجب أن تكون الأقمشة خاصة ومريحة، ومن الصعب أن تخدش الجلد؛ لأنه في حال أصيب الجلد يصعب تعافيه. والإلهام كان أن أصمم قطعاً تصلح للارتداء بسبب معاناتي عند إيجاد ما هو مريح، وبالمستوى الذي أبحث عنه. وجدت ضالتي في الحرير الطبيعي؛ لأنه من أكثر الخامات المريحة للجلد. وهناك خامات طبيعية أخرى مريحة، لكن خصوصية الحرير هي أنه يساعد في ضبط حرارة الجسم، فهو يجف بسرعة كبيرة بخلاف الكتان والقطن، ولا يدع أي بكتيريا تنمو عليه، وبالتالي يريح الجلد أكثر من أي خامة طبيعية أخرى. الأمر الثاني هو الستايلات، فقد كنت أجد أزياءً كثيرة حولي، لكن قصاتها لا تناسبني، ربما لأنني متحفظة قليلاً، وأحب قطعاً بستايلات محددة، أو بجودة وألوان معينة. وفي الأزياء الأساسية يمكن الحصول على خيارات أخرى تعوض هذا النقص، لكن الأمر الأصعب كان إيجاد قطع خاصة بشهر رمضان، حيث تكثر التجمعات والخروجات التي تتطلب أزياء فخمة وإطلالات جميلة. ففي العبايات الرمضانية، لم أجد ما يرضي ذائقتي، فقد كنت أرى قطعاً جميلة على الأخريات، لكنني لم أرَ نفسي في أي تصميم موجود، حتى عندما كنت أرتديه لم يكن يناسبني؛ لذا كنت أصمم عباياتي بنفسي، وبالأقمشة التي تلائمني. باختصار، الإلهام الأساسي تمثل في تصميم أزياء فخمة أنيقة ومريحة لنفسي، ومناسبة لوضعي الصحي، وتكون متعددة الاستخدامات والتنسيقات، لنستطيع أن نرتدي القطعة أكثر من مرة دون ملل.
صعوبة البدايات
* هل هناك صعوبات وتحديات، واجهتك في البداية؟
- نعم، واجهت صعوبة في إيجاد الخامة، والقيام بالتصميم عموماً، فالأمر أشبه بفكرة راودتني، ولا أعرف كيفية تنفيذها، فكنت أذهب إلى الخياط وأشرح له ما أريد، وكان أحياناً لا يفهمني؛ فنغير في القطعة. أول تحدٍّ كان الدراسة، وفهم التصميم، وكيفية توصيل ما أريده إلى الخياط، وكيفية قيامه بالتصميم فعلياً، و«الفينشينغ» كيف يكون؟.. وهل يمكن أن يتحسن أم لا؟.. أول ما فعلته هو أنني درست في معهد للتصميم، والسكتشنغ، وprocreate على الكمبيوتر والتقطيب والتنسيق. والتحدي الثاني كان وجود الستايل الذي أريده، فدرست الأساسيات، وما الذي سأصممه، فأتت مسألة الأقمشة، وكيفية الحصول على ما أبحث عنه، والوصول إليه بسعر مناسب، وكذلك القطع. كل هذا استطعت التغلب عليه بالدراسة أيضاً، ودراسة السوق والموردين، وأين أجدهم لأصل إلى أفضل خامة بسعر معقول.
* أخبرينا بالمزيد عن رؤية ورسالة علامتك التجارية!
- الرؤية تكمن في أن تستطيع النساء ارتداء الحرير بسعر معقول، وأن الأناقة يمكن أن تكون ذات جودة ومناسبة للمرأة العربية والغربية، ومصنوعة من أقمشة مستدامة، ومن خامات جميلة وأنيقة وبأسعار معقولة.
* تطلقين تصاميم متنوعة، فما الذي يجمع بينها؟
- العامل المشترك بين جميع التصاميم هو أنها تلبس بطرق عدة، وهذا عنصر أساسي بالنسبة لي. الأمر الثاني أن أكثرها من الحرير، والاستثناءات الوحيدة كانت قطعاً قليلة خاصة برمضان؛ كونها تلبس فوق الحرير، لذا من غير الضروري أن تكون أيضاً من الحرير. لكن بقية التصاميم المنتجة من «ذا جيم» كلها من الحرير، ومريحة للجسم، وفي الوقت نفسه صديقة للبيئة.
* كيف تمزجين الراحة بالفخامة في تصاميمك؟
- الراحة تأتي بالطبع من اختيار الخامة المناسبة، ومن التشطيب المتقن، وأكثر الخامات الصيفية المستخدمة مصنوعة من الحرير السترتش، الذي يتيح تنفس الجلد، وفي الوقت نفسه تضفي لمعتها فخامة كبيرة، وتفاصيل «الفينشينغ» الذي أهتم بأدق تفاصيله؛ لكي لا تتحرك القطعة من مكانها عندما يتم ارتداؤها، فطريقة تكيفها مع الجسم تُحدث فرقاً. هناك أزياء كثيرة موجودة في السوق وتمتاز بالفخامة، لكن عندما نراها نشعر بأنها حريرية لماعة، ومع ذلك لا تأخذ شكل الجسم، فهي «ستاندرد» من الحرير الممل؛ فعندما يكون الحرير موظفاً في قصّات ورسمة و«فينشينغ» مختلف؛ نشعر بفخامة القطعة. بالنسبة للراحة، تخضع كل قطعة أزياء لدينا لاختبارات كثيرة، فأقوم بارتدائها؛ وإذا نجحت في امتحاني واختياري، ووضع بشرتي الحساسة؛ فإنني أدرك أنها ستنجح مع أي امرأة أخرى.
* ما الطرق التي يمكنك، من خلالها، دمج العناصر التقليدية بالموضة الحديثة؟
- قصة الأزياء كلها عبارة عن سلسلة عناصر متآزرة. على سبيل المثال، في التشكيلة الصيفية، اخترنا نقشة «أسنان الحصان» (Houndstooth). هذه الرسمة انطلقت عالمياً في القرن الثامن عشر، لكن لم ينفذها أحد على الحرير، فهي عبارة عن «مجدول»، أي قماش محبوك بطريقة خاصة تعطي هذا الشكل. عالمياً، كانت هذه النقشة تصنع من الصوف؛ لأنها مجدولة، وتقليدية، وقديمة في الموضة الغربية. أما أن تكون هذه الرسمة مصنوعة بشكل جديد تماماً على الحرير، وبألوان عدة، فلم يتم دمجها بهذا الشكل سابقاً؛ لأنها تقليدياً تقوم على الأبيض والأسود، وهناك مصممون عالميون كثيرون استخدموها في الثلاثينيات، ولم يغيروا فكرة أن تكون محبوكة. لكن «The Gem» أول علامة، تطلقها كرسمة بألوان متداخلة ومدمجة، وأيضاً طبعنا عليها حروفاً عربية، فهناك دمج بين قرون من طبعة قديمة جداً، وحرير، ورسمات ملونة، وحروف عربية، وقصات مناسبة للمرأة العربية والغربية. بالنسبة للطبعة هذه، دمجنا موديلات عصرية دخلت في «توبات»، وسراويل، و«loungewear»، وبيجامات خروج من الحرير «السترتش». الأمر الثاني هو العنصر التقليدي، فالمرأة العربية تحب ارتداء العباية، والقطع الطويلة، فكيف يمكن دمج ذلك بقطع «مودرن»، منها: التوب، والبوستييه، والكورسيه توب على بنطلون ضيق، أو على فستان، ويلبس عليها كايب حرير أو عباية؟ وكيف يمكن جمع الحرير والفخامة والطبعة القديمة الغربية مع الموضة العربية، كله في معادلة واحدة؟.. هذا هو ما تقوم به «The Gem».
تجارب تعليمية
* ما أهم التجارب التعليمية في حياتك المهنية.. حتى الآن؟
- كل ما نتعلمه يؤثر في شخصيتنا، وحياتنا، وعملنا. لفترة من الزمن كنت مديرة حسابات، فقد عملت في المالية، وإدارة الشركات، وأحمل شهادة الماجستير في التمويل والمصارف. إلى جانب ذلك، كنت أتطلع دوماً إلى تعلّم مجالات فنية وإبداعية، فتعلمت صناعة المجوهرات، وتصميم الجلود، والأزياء. التجارب الفعلية كانت، بالنسبة لي، تنفيذ تصاميم أولية لنفسي، وابتكار تصاميم غير موجودة، وأرى إمكانية تطويرها. التعليم كان عبر اختبار التصاميم بنفسي عندما بدأت التصميم والإنتاج، وهو يتم في خضم قيادة اتجاهات الأمور والـ«presentation».
* من قدوتك، أو مرشدوك، في صناعة الأزياء، وماذا تعلمت منهم؟
- هناك أسماء عالمية كبيرة، أعتبرها قدوة بالنسبة لي، في دور الأزياء العريقة، معروفة بإنتاجاتها الثابتة. أعتقد أن ملهمي الأكبر هو كريستيان ديور، وقطع أزيائه التي تضفي أناقة ورونقاً على قوام المرأة، فهي رزينة وغير مبتذلة، فقصاته صحيحة دائماً، وأزلية. بالنسبة لي، الإرشاد يكمن في الخطوات السباقة، التي أنجزها في حياته، وكيف ابتكرها وتطورت. ولأن نطاق عملي كان بعيداً عن التصميم، أعلم نفسي بما أراه من حولي، وأقتدي بكل الناس الذين سبقوني في هذا المجال، وأحاول تعلم ما فعلوه، وكيف فعلوه. وهناك «براندات» لا علاقة لها بالأزياء، وإنما بالحقائب والمجوهرات، أطلع على قصة نجاحها، وأستلهم منها الكثير.
* سابقاً.. هل شاركت في عروض أزياء محلية، وماذا عنها؟
- نعم، شاركت في «International Fashion Runway» في دبي، كانت تجربة جديدة بالنسبة لي، وأول عرض أزياء أشارك فيه، كنت أود خوض تجربة اختيار العارضات، ولبسهن، والاطلاع على كواليس العروض، ما أهلني للاشتراك في عروض أزياء تالية. كما سأشارك في أسبوع ميلانو للموضة، وسأكون موجودة خلال السنة المقبلة في مهرجان كان السينمائي الدولي.
* ما الذي تعملين عليه حالياً؟
- أعمل على التشكيلة الجديدة، التي سيتم إطلاقها في أسبوع ميلانو للموضة، وهي مجموعة ربيع وصيف 2025، وعلى المجموعة الرمضانية أيضاً.
* ما طموحك لـ«البراند» مستقبلاً؟
- ما أسعى إليه، هو أن تتبادر «The Gem» أولاً إلى ذهن المرأة، عندما تفكر في أزياء فخمة، ومريحة، وأنيقة، وغير تقليدية.