#أخبار الموضة
كارمن العسيلي الأحد 4 أغسطس 2024 12:00
منذ صغرها، كانت الريم المنصوري تُحوّل مشاعرها وأفكارها إلى لوحات فنية ساحرة على الورق، ولم يكن هذا مجرد شغف عابر، بل لغة تُعبّر بها عن إبداعها، وتُشارك من حولها جمال العالم. وبتشجيع من والدتها، صقلت موهبتها بالعلم، وبدعم من زوجها أطلقت مشروعها الخاص، وتعاونت مع علامات تجارية مرموقة، مثل «جميرا مرسى العرب».. في حوارنا معها، نتعرف أكثر على مسيرة الريم المهنية، وإلهامها، وتحديات تأسيس علامتها التجارية الخاصة، وخططها المستقبلية:
متى بدأت الرسم، ومن شجعك على صقل موهبتك هذه؟
منذ صغري، كنت أحب الرسم، وأعبر عن نفسي من خلال الألوان والرسم على الورق. لم يكن الأمر هواية فحسب، بل كان شغفاً يملأ روحي، ويدفعني إلى استكشاف عالم الفن، بألوانه وأبعاده كافة. وقد لاحظت والدتي شغفي؛ فشجعتني على تنمية موهبتي، وسجلتني في مراكز فتيات الشارقة بقسم الفنون. هناك، بدأت أشارك في العديد من المعارض داخل الدولة وخارجها، حتى إنني مثلت الدولة في جدارية كبيرة بحديقة «الأولمبياد بارك» في ألمانيا. ثم صقلت موهبتي بالعلم، وحصلت على شهادة البكالوريوس في الاتصال التطبيقي، تخصص التصميم الغرافيكي وإنتاج الفيديو من كليات التقنية العليا في الشارقة.
أولى التجارب
هل تتذكرين أول لوحة رسمتها، والمواد التي استخدمتها؟
كانت أولى تجاربي مع الرسم باستخدام الأكريليك، حيث عشقت رسم الصخور وقت الغروب على البحر. هذه اللوحات الطبيعية كانت تأسرني بتدرجاتها اللونية المتنوعة. ومع مرور الوقت، توسعت تجاربي الفنية؛ لتشمل رسم الأشكال، والزخارف الإسلامية، مستوحاة من ثراء تراثنا العريق. بعدها، انتقلت إلى عالم الألوان الزيتية، واكتشفت سحرها وعمقها، وشاركت بلوحتين في بينالي الشارقة الدولي، وفزت بجائزتين عن هاتين اللوحتين. هاتان الجائزتان كانتا تأكيداً على موهبتي وشغفي، ودافعًا إلى المضي قدمًا في رحلتي الفنية.
كيف انتقلت من الرسم على اللوحات إلى تأسيس شركتك الخاصة للطباعة على الأقمشة؟
بعد تخرجي، عملت في شركات ومؤسسات مرموقة من ضمنها: «جميرا»، وهيئة السياحة في دبي، وتوليت مناصب مختلفة، طورت خلالها مهاراتي الإبداعية في إدارة التسويق، ووسائل التواصل الاجتماعي. بعد زواجي، تركت العمل وانتقلت للعيش في مدينة العين، وهناك بدأت أفكر في مشروعي الخاص، واستوحيت الفكرة من مشروع مشترك مع صديقاتي، أطلقنا عليه اسم «فنّ الغوالي». كنا نُزيّنُ القمصانَ والحقائبَ برسوماتٍ مُبتكرةٍ على الأقمشة، ومنه جاءت فكرة الرسم على الأقمشة؛ مستعينة بالرسم الرقمي. قضيت أكثر من سنة ونصف السنة في دراسة المشروع، والبحث عن منافسين، فاكتشفت ندرة المشاريع المشابهة. وبالاستعانة بالرسم الرقمي، بدأت أبحث عن مطبعة، تُتيح لي طباعة تصاميمي على الأقمشة بأعلى جودة. وبدعم من زوجي، وجدت مطبعة مناسبة، فقمت بحياكة الأقمشة؛ للتأكد من جودتها، ثم انطلقت في ترويج مشروعي الجديد.
هل واجهتِ تحديات وصعوبات، وكيف تغلبت عليها؟
كانت قلة رأس المال أبرز التحديات، وكانت أسعار المعارض الكبرى مرتفعة، ولم تكن معارض المشاريع الناشئة تجذب الجمهور. هذا الوضع صعّب عليَّ ترويج مشروعي، خاصةً مع محدودية الموارد المتاحة. لكن تمسكي بمشروعي دفعني إلى البحث عن حلولٍ إبداعيةٍ؛ فتعاونت مع مؤثري مواقع التواصل الاجتماعي، واستفدتُ من دعمهم الكبير، خاصةً المؤثرة فرح الهادي، التي قدمت لي مساندةً قيّمةً دون أي مقابل؛ فكانت هذه الخطوة نقطة تحولٍ في مسيرتي.
خبر سارّ
كيف تلقيت خبر اختيارك لتصميم مجموعة من الهدايا الفاخرة لنزلاء فندق «جميرا مرسى العرب»؟
خلال رحلتي، التي امتدت إلى أربع سنواتٍ مع «جميرا»، شاركتُ في مشاريع مُثيرةٍ للإعجاب، كافتتاح فندق «النسيم»، الذي يجسّد مفهوم الفخامة والراحة باحترافيةٍ لا مثيل لها. كان العمل مع «جميرا» بمثابة حلمٍ يتحقق، فقد أتيحت لي فرصة التعاون مع فريقٍ مُتميّزٍ من المحترفين، الذين يشاركونني شغف الإبداع. وعندما أتيحت لي فرصةُ التعاون معهم، مجددًا، لم أتردد لحظةً. ومن وحي وإلهام عالم «جميرا»، وألوانه، ابتكرتُ وشاحاً يُجسّدُ روحَ «جميرا»، و«مرسى العرب»، بمزج تدرجاتِ غروب الشمسِ المُذهلةِ، وألوانِ البحرِ الهادئة، ورمال الصحراء الذهبية. وقد استخدمتُ في تصميمي أنسجةً مختلفةً، من الحريرِ الرقيقِ إلى الشيفونِ المُنسدلِ، والذي يناسب النساء والرجال، على حدٍّ سواء. كانت فرحتي لا توصفُ؛ عندما رأيتُ المشاهيرَ يتزينون بأوشحتي، مُنيرين أزياءهم بلمسةٍ فنيةٍ، مُستوحاةٍ من «جميرا». ولم يقتصر تعاوني مع «جميرا» على الأوشحة فحسب، بل امتدّ ليشملَ تصميمَ هدايا لكبار الشخصيات، وكان ذلك بمثابة شرفٍ كبيرٍ لي، وفرصةً جديدةً؛ لإظهار إبداعي، وإيصال جماليةِ «جميرا» إلى العالم.
هل من كلمة ترغبين في توجيهها؛ بمناسبة يوم المرأة الإماراتية؟
للمرأة الإماراتية، أقول: كوني فخر بلادِكِ، وشعلةً للإبداعِ، وانطلقي بمشروعِكِ بثقةٍ. وتذكري أن لا شيءَ يُضاهي فرحةَ الإنتاجِ، عندما ترينَ مشروعكِ يزهر ويثمر، ويُحقّقُ أهدافَهُ، ويُساهمُ في تغييرِ العالمِ من حولِكِ. الدولةُ تُساندُكِ في كلّ خطوةٍ، وتُقدّمُ ما تحتاجينَ إليه من تراخيص ودعم مادي ونفسي ومعنوي، فلا تظنّي أنّ هناك شيئًا مستحيلًا في الإماراتِ، فكلّ ما عليكِ فعله هو إدراك قيمة نفسِكِ وأفكارِكِ، وبدءُ العملِ بِجدٍّ ومثابرةٍ.