#علاجات تجميلية
تغريد محمود 27 يناير 2024
يظل حلم كل أنثى هو ألا تعرف علامات التقدم في العمر طريقاً إلى بشرتها أبداً، ويبدو أن العلم قد شارف على تحقيق هذا الحلم، مع هذه المادة السحرية الجديدة، التي تغير قواعد اللعبة على ساحات الطب التجديدي، لاسيما الحفاظ على شباب البشرة، وتكثيف الشعر إلى أمد طويل.. «زهرة الخليج» تلقي بالضوء على تقنية العلاج بـ«الإكسوسوم» (Exosome Therapy)، وآلية عملها، وأهم المستحضرات المحتوية عليها.
الإكسوسومات عبارة عن جسيمات خلوية متناهية الصغر، يراوح قطرها بين 30 و150 نانومتر، تفرزها الخلايا للتواصل مع بعضها بعضاً. وهي مشبعة بالدهون والبروتينات والأحماض النووية، ويتم الحصول عليها من الخلايا الجذعية، وهي خلايا متخصصة، لديها القدرة على التطور إلى العديد من أنواع الخلايا الأخرى. وقد تم اكتشافها لأول مرة في مجال ترميم الغضاريف والمفاصل، ويعتقد الأطباء أن لها مفعول السحر في تأخير ظهور التجاعيد، ومساعدة الشعر على النمو بصورة ملحوظة.
نتائج جيدة
وعند حقنها أو استخدامها موضعياً، تساعد الإكسوسومات، ذات الخصائص المضادة للالتهابات، على تحسين مظهر الجلد وسمك نسيجه وجودته، بل وطبيعته على المستوى الخلوي العميق. وهي أفضل من البوتوكس، فبالمقارنة مع أدوات التحفيز الحيوي، مثل: فيلر «سكالبترا» Sculptra، والترددات الراديوية، التي تشجع الجلد على إنتاج الكولاجين، يمكن أن يحفز العلاج بالإكسوسوم النمو، دون أن يتسبب في إحداث إصابة بالبشرة أو تورمها على نحو يستدعي تعافيها. وقد أحرز العلاج بالإكسوسوم نتائج جيدة جداً، فبعد استخدامه عقب الخضوع للعلاج بليزر ثاني أكسيد الكربون قلل احمرار البشرة من سبعة أيام إلى يوم واحد، كما ساعد على شفاء خياطة الجروح، والجروح الجلدية الغائرة، والكدمات القوية.
مصادر الإكسوسومات
وعلى النقيض من العلاج بالبلازما الغنية بالصفائح الدموية (PRP)، يمكن أن تحتوي الإكسوسومات على المزيد من عوامل النمو. وفي حين أنه يجب أخذ البلازما من دم المريض نفسه مع احتمالية احتوائها على عوامل نمو أقل مع التقدم في العمر، يمكن استخلاص الإكسوسومات من النباتات أو الحيوانات أو الأفراد، وحتى من الدم أو الدهون المتبرع بها، وأهم مصادرها هي: الخلايا الدهنية، والحبل السري، والمشيمة، والصفائح الدموية. تجدر الإشارة إلى أن بعض العيادات تسيء استغلال هذا الكشف الجديد؛ لتحقيق مكاسب مادية، فمثلاً يسهل الحصول على الإكسوسومات المشتقة من الدهون، لكنها لن تكون مجدية أبداً، لو تم حقنها بهدف إنبات الشعر. وتنتشر في كوريا الجنوبية بنوك الخلايا الجذعية في العيادات التجميلية، إذ لديها القدرة على الاحتفاظ بالخلايا الجذعية للمرء، والمستقاة من نخاع العظام أو الدهون، واستخدامها وقت الحاجة إليها مع التقدم في العمر، كوسيلة لإدارة الثروات التجميلية!
إكسوسومات الورد
ومن المستحضرات الموثوق بها، هنالك مصل Exoso-Metic من العلامة الألمانية Dr. Barbara Sturm، ومصل Cell Forté من ماركة Angela Caglia، وهو يحتوي على مزيج من الإكسوسومات الطبيعية والاصطناعية والسيتوكينات، وعوامل نمو البشرة، فضلاً عن مصل Plated SkinScience Intensive Serum الغني بالإكسوسومات وعوامل النمو ومضادات أكسدة قوية، ومصل Stripes Power Move Plumping + Hydrating Serum with Hyaluronic Acid للترطيب العميق وملء الأنسجة، ومصل DP Dermaceuticals Exo-Skin with Stem Cell Elevai Exosomes Technology بتقنية الإكسوسومات. وتعد حقن النضارة المحتوية على مزيج من المكونات، مثل: حمض الهيالورونيك، والأحماض الأمينية، وببتيدات الكولاجين، والجلوتاثيون، من العلاجات الشائعة أيضاً، مثل ASCE+ من Belomed، والمحتوية على إكسوسومات مستخلصة من الورد.
مستقبل واعد.. ولكن!
وبالذهاب إلى ما هو أبعد من تجديد شباب البشرة، وتحفيز نمو بصيلات الشعر، يؤكد العلماء إمكانية استخدام الإكسوسومات يوماً ما؛ لتوصيل المضادات الحيوية، أو حتى العوامل المضادة للسرطان إلى خلايا بعينها. ولأن الإكسوسومات تؤثر في التواصل في ما بين الخلايا، فإننا بحاجة إلى مزيد من الدراسات المتعمقة لفهم احتمالية السيناريوهات، التي يمكن أن تخرج فيها الإكسوسومات عن المسار المرسوم لها، وقد توجه إشارات غير متوقعة إلى الخلايا تؤدي إلى تكاثرها على نحو غير مرغوب، أو ربما موتها. كما أن عدم الاتساق في الطرق، التي تتم بها تنقية الإكسوسومات، وتخزينها، وإعادة إنتاجها، يعيق اعتمادها في المجال السريري. والعامل الأكبر هو أن تأتي من مختبرات موثوق بها، لأن عملية استخلاصها قد تنطوي على مخاطر التلوث والعدوى.