#منوعات
غيث التل 16 نوفمبر 2022
يعد الكونغرس العالمي للإعلام، الذي انطلقت نسخته الأولى في إمارة أبوظبي، صباح أمس، حدثاً فريداً بكل تفاصيله، فهو يدرس واقع الإعلام ومستقبله، بمشاركة نخبة من رواد صناعة الإعلام والمتخصصين والمؤثرين العالميين، بالإضافة إلى عدد من الأكاديميين والشباب وطلبة الجامعات، بهدف جمع الآراء من كل الاتجاهات، أملاً في الخروج بنتائج وتوصيات وإرشادات تشكل أسساً واضحة لإعلام الحاضر والمستقبل.
ويناقش الكونغرس معظم القضايا المتعلقة بالإعلام، سواء تلك المعنية بالاتصال الرقمي والذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة والإبداع، أو مجالات الصحافة والإذاعة والتلفزيون والإنترنت والإعلام الاجتماعي والمؤثرين العالميين، بهدف بلورة رؤية استشرافية لمستقبل صناعة الإعلام في العالم.
يقول نائب مدير التحرير رئيس قسم المحليات في صحيفة "الخليج" الإماراتية، جمال الدويري، في حديث لـ"زهرة الخليج"، إن هذا الكونغرس يمثل محطة مهمة لقادة الإعلام وصناع المحتوى، لمناقشة أهم التحديات التي تواجه هذا القطاع على كافة الصعد، سواء كانت متعلقة بالمحتوى، أو الموارد المالية.
ويشير الدويري، وهو أحد المشاركين في الكونغرس، إلى معاناة قطاع الإعلام، كما هي كل قطاعات الحياة التي طرأت عليها تغيرات جديدة بعد جائحة "كورونا"، وتغير أنماط الحياة المكتسبة، فقد أصبح لازماً على الجميع مواكبة المستجدات والمتغيرات حتى يكونوا قادرين على الاستمرار بالقيام بمهماتهم.
ويعتبر الدويري أن أكبر تحديات العالم في العصر الحالي هو ظهور مواقع التواصل الاجتماعي، ومنصاتها المختلفة التي بات البعض يعتقد أنها إعلام بديل، وهي في الواقع ليست كذلك بالمعنى الحرفي، وإنما هي ناقل للمحتوى الذي تنتجه وسائل الإعلام المعروفة.
ويؤكد الدويري أن صناعة المحتوى عبر هذه المواقع أمر مختلف كلياً عن الإعلام التقليدي، فالمحتوى في مواقع التواصل الاجتماعي متنوع ومختلف، وقد يكون معنياً بالأزياء أو الطعام أو أي أمر آخر، بينما الإعلام الحقيقي يحتاج متخصصين عاملين يخضعون لقوانين تضبط عملهم.
مستقبل الإعلام والتقدم الرقمي
يؤكد وزير الإعلام الأردني السابق، الدكتور محمد المومني، لـ"زهرة الخليج"، أن مستقبل الإعلام في العالم أجمع تأثر بشكل مفصلي بالتقدم الرقمي والتكنولوجي والإعلامي.
وحسب حديث الوزير السابق والمدرس في معهد الإعلام الأردني، فإن المؤسسات الإعلامية التي لا تواكب هذا التقدم ستغرد وحيدةً خارج السرب، منوهاً بضرورة تنظيم الفضاءات الرقمية وتحديثها لتكون أداةً فاعلة للتداول الإعلامي.
لا مساحة للإعلام التقليدي
من جانبها، أوضحت الإعلامية روان الجيوسي، مديرة مدرج لريادة الإعلام الرقمي وزميلة نايت في المركز الدولي للصحافيين لـ"زهرة الخليج"، أن تغير سلوك الجمهور وانتشار المعلومات بشكل مكثف وتطور التكنولوجيا الذي ساهم بتعدد مصادر المعرفة ومشاركة الأفراد بإنتاج المعلومات، وتحول العالم للاعتماد على فكرة الخدمات، انعكست بشكل أساسي على عمل الإعلام، ورافقت كل ذلك ثورة الاتصالات، وانتشار مواقع التواصل الاجتماعي، وتأثيرها على شكل الإعلام، وبالتالي فقد باتت وسائل الإعلام بحاجة لتصميم مواد إعلامية، تتناسب طبيعتها مع القدرة على نشرها في مواقع التواصل الاجتماعي بهدف الوصول لجمهور أكبر.
وتبين الجيوسي أن الإعلام اليوم يجب أن يكون ضمن معادلة تعتمد على تطوير بيئة جديدة عاملة في هذا السياق، يمكن من خلالها الاستفادة من صحافة البيانات والذكاء الاصطناعي، وتحليل البيانات وتحري الحقيقة ومحاربة الأخبار المضللة والمعلومات المغلوطة، إضافة لأهمية مساعدة التحول الرقمي لغرف الأخبار.
وتنوه الجيوسي بأن كل هذه العناصر باتت تفرض اليوم على صناع الإعلام النظر بشمولية لوضع الإعلام، من خلال الشكل الذي يقوم عليه نشر المحتوى الإعلامي والترويج له، لتحقيق الاستدامة والمعرفة المتعلقة بالتكنولوجيا، لذا بات من المهم في هذا العصر وجود شراكة كاملة بين فرق التحرير الصحافي، ومسؤولي البرمجة وتكنولوجيا المعلومات، والتصميم والإدارة والتسويق بحيث يكون العمل شمولياً عند بناء الأعمال المناسبة للوسيلة الإعلامية.
وتؤكد الجيوسي أننا نحتاج لنظرة شمولية للمستقبل من خلال دمج أقسام التسويق والإدارة مع الصحافيين، وإضافة لمسة الريادة تحديداً في مجال الإعلام الرقمي، فالطرق التقليدية لم تعد مجدية في الوصول إلى الجمهور.
وتختم الجيوسي حديثها بأننا بحاجة ماسة لتطوير عمل المؤسسات، وكذلك التشريعات التي يجب أن تضمن حقوق المؤسسات وحماية الملكية الفكرية للمواد الصحافية، ورفع الفاعلية بكلفة أقل تؤدي إلى أعلى انتشار، مع استخدام التكنولوجيا للمحافظة على حرية الصحافة، ورفع جودة المحتوى المقدم للجمهور.
إقرأ أيضاً: كريم عبد العزيز يستعرض كواليس الفيل الازرق في الشارقة الدولي للكتاب