#تغذية وريجيم
زهرة الخليج - الأردن 3 أغسطس 2022
يؤثر نمط الحياة السريع والظروف المرافقة على صحتنا النفسية بشكل واضح. فالتوتر والقلق وسرعة الانفعال من النتائج الطبيعية لما نمر به من ضغوط يومية في العمل أو في المنزل، وحتى بين الأصدقاء. صحيح أنه قد يكون من الصعب تجنب مصادر التوتر المفاجئة، إلا أنّه من الممكن العمل على مواجهة التوتر المزمن، الذي ينعكس على صحتنا الجسدية والنفسية، وعلى حياتنا الاجتماعية.
لحسن الحظ إن التغذية والسلوكيات، التي يمكن أن نعتمدها في حياتنا، هي من العوامل التي يمكن أن تلعب دوراً مهماً في ذلك.
وتشير اختصاصية التغذية، علا عياد، إلى أن الطعام هو ما يمكن أن يساعد على تحسين المزاج، والحد من التوتر الذي قد نتعرض له. إذ تقول علا: "هناك أطعمة محددة، يمكن التركيز عليها لاعتبارها تساهم في ارتفاع معدلات الدوبامين والسيروتونين، المسؤولة عن الشعور بالسعادة. وفي الوقت نفسه تساعد هذه الأطعمة على انخفاض معدلات الكورتيزول في الجسم، وهو الهرمون المسؤول عن التوتر، ويُعرف بهرمون التوتر".
وتبين علا أن "الكورتيزول" يعتبر مفيداً على المدى القصير؛ لأنه يوفر آلية الحماية للجسم، ويساعده في مواجهة مسببات التوتر. لكن على المدى البعيد هناك نتيجة معاكسة، إذْ يسبب الإجهاد للجسم، ويزيد معدلات التوتر، ويؤدي إلى التهابات وارتفاع مستوى ضغط الدم. بشكل عام، يعتبر الغذاء من الحلول المتاحة للكل، لمكافحة التوتر وتحسين المزاج، ويعتبر اللجوء إليه حلاً عملياً.
وتنصح علا بمجموعة من الأطعمة، التي تجدها ملائمة لتخفيف التوتر، فتشرح: "أهم الأطعمة التي تساهم في تخفيف التوتر، تلك التي يتضمنها النظام المتوسطي، كالسمك والدجاج والفاكهة والخضر والحبوب الكاملة والدهون الصحية، مع ضرورة الحد من تناول الأطعمة المصنعة المسؤولة عن الالتهابات في الجسم، والتي تساهم في رفع معدلات الكورتيزول بالجسم".
وتلعب أطعمة أخرى دوراً مهماً في رفع معدلات السيروتونين بالجسم وتحسين المزاج، منها: البيض والأجبان، كونها تحتوي على "التريبتوفان"، التي تتحوّل إلى سيروتونين، ما يساهم في تحسين مزاج من يتناولها، والأناناس والموز والخس والحبش.
كما تعتبر المكسرات غنية بمكونات غذائية معينة، وعلى رأسها فيتامين (ب)، والأحماض الدهنية الصحية، التي تساعد على الحد من التوتر، كما تحتوي على المغنيزيوم الذي يساهم في الحد من القلق والتوتر.
إقرأ أيضاً: ما مقدار التمرين الذي تحتاجين إليه؟
ويحتوي الأفوكادو على الأحماض الدهنية (أوميغا 3)، التي تحد من التوتر والقلق، وتساهم في زيادة معدلات التركيز، وفي تحسين المزاج، إضافة إلى غناه بالألياف والكيميائيات النباتية والمغذيات الأساسية.
أما الأسماك، كالتونا والسلمون، فغنية بالدهون الصحية التي تساهم في مكافحة التوتر والوقاية من أمراض القلب، كما أنّها غنيَّة بالأحماض الدهنية (أوميغا 3)، التي تساعد في محاربة الاكتئاب، بما أن هذا النوع من المكونات الغذائية له أثر واضح على المزاج.
والنشويات تزيد معدلات السيروتونين، التي تحسن المزاج، وتخفض مستويات التوتر. ومع ارتفاع معدلات السيروتونين، تتحسن مستويات التركيز، لكن يبقى الأهم وهو حسن اختيار أنواع النشويات، والتركيز على تلك غير المصنعة، أي الحبوب الصحية وكاملة الغذاء.