#أخبار الموضة
غانيا عزام 11 يناير 2021
يبدأ الإبداع من التصميم قبل كل شيء وهذه فلسفة دار كارتييه Cartier، التي تحقق إرثاً غنياً في عالم المجوهرات والساعات والاكسسوارات الجلدية.
تجسّد الخطوط الانسيابية المتقنة مفهوماً ثورياً هو بمثابة علامة فارقة، لـCartier، التي لطالما اشتهرت بكونها إحدى الدور القليلة التي تتمتّع بالقدرة على ابتكار تصاميم، لطالما أصبحت من كلاسيكيات عالم المجوهرات والساعات المدهشة.
تستمد المجموعات الست (تانك وترينيتي وجوست آن كلو وسانتوس ولاڤ وپانتير وبالون بلو) ألقها الفريد من أربعة مبادئ محورية، هي انسيابية ونقاء الخطوط، ودقة الأشكال، والتباينات المدروسة، والعناية الفائقة بالتفاصيل.
انسيابية ونقاء الخطوط
يجسد هذا النقاء رغبة كارتييه في تخليص كل قطعة من كافة الشوائب لإبراز جوهر تصميمها فقط لا غير، وذلك بأسلوب بعيد عن التعقيدات يتمحور حول البساطة أولاً وآخراً لمنح القطعة ذاك الألق الأولي، وهو ما يتطلب مستوى عالياً من الخبرة والحرفية.
دقة الأشكال
ما الذي يمكن إبداعه من مربع؟ دائرة؟ أم مستطيل؟ أم شكل بيضوي؟ لطالما امتازت Cartier برؤيتها الرائدة التي تعاين كافة احتمالات التباين والتناظر والتوازي الكامنة في كل شكل. ما بين العمق والانحناءات، ترتسم ملامح كل قطعة من Cartier لتكتسب حركية وشكلاً جديداً.
تباينات مدروسة
توازن بين الخطوط والأشكال والحجوم، لتصاميم غنية بالانسجام والتناغم. تنعكس الدقة في أسلوب ارتداء تصاميم Cartier كما لو أنها قطعة ملابس، لتمنحها التناسبات المنتقاة بعناية طابعها الخاص وتصوغ ملامحها الجمالية المنسجمة مع السياق المرصود لها. ومن هذا المفهوم تنبع قدرة Cartier على إعادة صياغة التناسبات بطرائق متنوّعة لتواكب روح عصرها من دون التفريط بجوهرها الأصيل. كما تولي الدار الباريسية أهمية كبيرة للراحة والحركة أيضاً، فتواظب على إجراء الأبحاث والاعتماد على أحدث الابتكارات التقنية لضمان التناغم بين شكل ومضمون القطعة.
تفاصيل ثمينة
تعكس هذه التفاصيل ما تراه عين الصائغ المبدع، التي تنشد وتجد الجمال في كل شيء حولها، لتشاطره مع الآخرين عبر تحويله إلى تصاميم زاخرة بالتفاصيل الغنية بمعانٍ وقيمة عميقة تعكس روح Cartier.
قطع تعشقها القلوب
تحرص Cartier على تصميم كل قطعة بما يتماهى وروح عصرها، مع منحها طابعاً مستقبلياً في الوقت ذاته، ليرى فيها البعض خيارات عصرية، بينما يراها البعض الآخر تجسيداً للعراقة، وفي كلتا الحالتين تغدو مع مرور الوقت عناصر كلاسيكية سرمدية تتحدى الزمان بألق لا يخبو. وتتسم التصاميم بقابلية إعادة ابتكارها مرة بعد الأخرى، مما يسمح لكارتييه بتقديمها في تجليات متنوّعة عبر الزمن. وتجسّد هذه القطع إرثاً عاطفياً وثقافياً يحمل رمزية خاصة ويرتبط بفيض من الأحاسيس والمشاعر التي يدركها كل عشاق كارتييه. وتشكيلة من الساعات والمجوهرات التي تركت بصمتها عميقاً في تاريخ فن صياغة المجوهرات، لتؤكد مكانة وقدرة كارتييه على إبداع كل ما هو أصيل وفريد.
بالون بلو دو كارتييه
ظهرت مجموعة بالون بلو عام 2007، من وحي رؤية كارتييه الجديدة في التعامل مع الشكل الدائري عبر منحه مزيداً من الحجم، وتحقيق التوازن الأمثل بين الخطوط والأحجام من خلال التقعر المزدوج. وتجنباً لأي انقطاع في انسيابية الخطوط، تم تثبيت بلورة كريستال الياقوت الأزرق فوق التاج بكل عناية بحيث تتناغم مع العلبة، مع وضع رأس التاج تحت حلقة معدنية عند الساعة الثالثة لحماية الكرة الزرقاء.
جوست آن كلو
تتلخص روعة تصميم جوست آن كلو، في كونه مثالاً يؤكد قدرة كارتييه على تحويل مجرّد مسمار عادي إلى قطعة مجوهرات أخاذة، حيث يتألق هذا التصميم، الذي أبدعه ألدو تشيبولو لصالح الدار في نيويورك خلال السبعينات، بخطوطه الواضحة والنظيفة، ودقة تناسبات سواره، وشكله البيضوي الذي يعانق المعصم.
تانك
في عام 1917، ابتكر لويس كارتييه، ساعة تانك الرائعة مستوحياً تصميمها من نقاوة الخطوط. وقد أصبحت الحمالتان المتوازيتان علامة فارقة لساعة تانك، إذ استلهمتهما الدار من شكل المدرعات عند النظر إليها من أعلى، مع منحها طابعاً تجريدياً بحيث تحاكي الحمالتان شكل جنزيري المدرعة، بينما تحاكي العلبة شكل برج المدفع. وقد أثمرت هذه التوليفة عن مبدأ جديد وثوري يتمحور حول تثبيت ملحقات العلبة بشكل متسق مع الحزام بهدف الحفاظ على انسيابية التصميم.
ترينيتي
تصميم فريد يُبرز جمال الشكل. يتسم خاتم ترينيتي، الذي أبدعه لويس كارتييه عام 1924، بخطوطه النظيفة وتناسباته المتقنة، ويأتي مصنوعاً من ثلاث حلقات متداخلة بثلاثة تدرجات للون الذهبي.
پانتير دو كارتييه
أما ساعة پانتير دو كارتييه، التي ابتُكرت عام 1983، فهي تحفة فنية حقيقية بعلبتها ذات الزوايا المستديرة، وانحناءات قرونها اللطيفة وأبازيمها المرئية. وتمثل پانتير رغبة Cartier بتقديم تصميم يقوم على الخطوط الأنيقة دون التفريط بانسيابية هذه الخطوط، مما يجعل الساعة تحفة نفيسة بكل ما تحمل الكلمة من معنى. وتستمد الساعة اسمها من سوار پانتير الأصلي الذي يتسم بمرونته الفائقة في لفتة تحاكي مرونة الحيوان الذي استمدت Cartier منه هذا الإبداع، ليصبح الپانتير صنواً لها. وبعد أن أعيد تصميمها عام 2017، تأتي الساعة اليوم في حلة جديدة مرحة تتسم بأنوثتها الطاغية.
لاڤ
تمثل مجموعة لاڤ (LOVE) تعبيراً عن رؤية Cartier في التصميم بخطوطها الانسيابية التي توحي بالإتقان، وحزامها البيضوي الذي صممه ألدو تشيبولو في نيويورك عام 1969 من قوسين صلبين مستديرين، يتم تثبيتهما معاً باستخدم مفك براغٍ مخصّص لهذه الغاية.
سانتوس دو كارتييه
تكمن روح تصميم ساعة سانتوس، التي ابتكرتها لويس كارتييه عام 1904، في التركيز على جوهر الشكل قبل كل شيء، مع تخليصه من كافة الشوائب والإضافات التي لا حاجة لها، والعناية الفائقة بالتناسبات والتفاصيل، فكانت هذه أول ساعة مربعة الشكل، في عالم لم يعرف حينها سوى ساعات الجيب الدائرية. أما البراغي، فقد جعلتها الدار بارزة للعين المجردة، عكس ما كان سائداً حينها في تقاليد صناعة الساعات، حيث كان يتم إخفاؤها، لتغدو هذه الفكرة بمثابة بصمة جمالية للمجموعة.