#مقالات رأي
شيماء الوطني 7 نوفمبر 2020
اشتهر الفنان (عبد السلام النابلسي) في معظم أفلامه بدور البطل (السنيد)، أي الشخص الذي يلازم البطل في كل تحركاته، يوافقه على كل ما يفعله، ويضحك لكل نكتة يقولها وتنزل دموعه مع نزول دموع البطل، وأحياناً يتبرع بوجهة نظر قد يأخذ بها البطل أو يهملها جانباً!
بالنسبة إليّ أرى أن شخصية (السنيد) شخصية باهتة ومهزوزة، فسيناريو الأفلام غالباً ما يُظهر تلك الشخصية ضعيفة، هلامية حد المبالغة، وتكون تصرفاتها هزلية بطريقة سمجة، إما لانتزاع ضحكات المشاهدين أو لإظهار جاذبية البطل واستحقاقه لدور البطولة، وبالتالي لا نجد أمامنا من مفر إلا أن نعجب بالبطل ونُشيد بتميزه!
ولعل غالبية الحالمين بالسينما لم تكن أحلامهم لتتجاوز يوماً دور (السنيد) على أقصى تقدير، فتاريخ السينما يذكر بأن كثيراً من نجومه العظام ظهروا في بداية حياتهم الفنية مؤدين لهذا الدور، لكنهم لم يكتفوا به بل دربوا قدراتهم لينالوا استحقاق نجوميتهم عن جدارة .
في الوقت ذاته نجد أن فنانين آخرين اكتفوا بأداء ذلك الدور دون أن يفكروا في خطة لتطوير مهاراتهم لتجاوزه، إما لقصورموهبتهم، أو لأنهم استسلموا لواقعهم واكتفوا به!
في حياتنا الواقعية قد نصادف الكثيرين ممن استسلموا لدور (السنيد) واكتفوا بالعيش في ظلال الآخرين بلا رأي ولا شخصية ولا طموح ولا أدنى هوية!
نجدهم مستسلمين لكل ما تمليه عليهم الحياة حتى وإن كان ذلك الإملاء يجحف من حقهم في استخدام عقولهم وقدراتهم؛ أمثال هؤلاء هم كالأغصان المتكسرة التي يأخذها مجرى النهر أينما شاء بلا اعتراض وبكل تسليم، وليس أسوأ من أن يظل المرء رهيناً للظروف التي من حوله تتلاعب به دون أدنى مقاومة منه.
البعض من هؤلاء يتفنن في أن يسوق أسباباً واهية يقابل بها نظرات الاستنكار من الآخرين، فهناك من يخشى المجازفة وآخر يستسلم ببساطة لواقعه، والبعض الآخر لا يدرك لذة المحاولة لإحداث تغيير ما!
ولست هنا بصدد التقليل من دور أي إنسان، ولكن أنا ضد من يركن للواقع ويرفض حتى محاولة تغييره، خصوصاً إذا ما كان ذلك الواقع لا يتناسب مع قدراته!.