#سياحة وسفر
إشراقة النور 5 يوليو 2020
بين ثنايا شوارعها وأزقتها العتيقة لا تخبئ الأسواق القديمة في مدينة جدة التاريخية بالمملكة العربية السعودية، قصص وحكايات ساكنيها ونبض حياتهم وتراثهم العريق فحسب وإنما أيضاً تقف شاهدة على ذكريات تقاليدهم الثقافية وفنونهم التراثية والمنتجات اليدوية الباهرة والتي تعبر عن مدى انفعال أهل جدة بقيمهم الاجتماعية الثرية والتي تشكل عنصر جذب سياحي لكثير من زوار المدينة.. في هذا التقرير نستعرض مجموعة منها.
يعود تاريخ نشأة منطقة جدة إلى ما يقارب 3000 سنة على أيدي مجموعة من الصيادين وقد تم اعتمادها من قبل اليونسكو ضمن مناطق التراث العمراني العالمي، وتحتضن «جدة البلد» كما يحلو لأهلها تعريفها كثيراً من المباني الأثرية، والأماكن السياحية، وتبرز الأسواق الشعبية القديمة والتي يقدر عددها بأكثر من 10 أسواق كأحد أهم وأجمل المعالم في المدينة، حيث يجد فيها الزائر ملامح الحياة الشعبية والاقتصادية متنسمة شذى الحياة العصرية، إضافة إلى احتفاظها بالرونق القديم منافسة بذلك أكبر المحلات الحديثة وتعد قبلة لكثير من السياح الذين يغادرونها حاملين الهدايا التذكارية والتحف والمصنوعات اليدوية والملابس التقليدية.
سوق الندى
تلبس هذه السوق حلة 150 عاماً من العراقة داخل أسوار مدينة جدة القديمة، تشتهر بمطاعمها ذائعة الصيت التي تقدم الأكلات الشعبية، وأنواعاً مختلفة من الأسماك الطازجة، ولا تقتصر بضائعها على ذلك إذ هي أيضاً مخصصة في معظمها لبيع الأحذية، إلى جانب أغطية الرأس «الشماغ» والأقمشة الرجالية وغيرها وإلى جانب محلاته يصطف عدد من الباعة في عشرات البسطات على جانبي طريق السوق الرئيسية. يعرضون بضائعهم المحلية.
باب مكة
وسط مدينة جدة نجد سوق «باب مكة» التي تختص بالمواد الغذائية والتموينية بدءاً من التمور إلى الحبوب المطحونة وغير المطحونة والعسل بأنواعه إلى الأواني المنزلية وينشر بعض الباعة بضائعهم من الخضراوات والفاكهة، إضافة إلى بعض المستلزمات المنزلية. وينتشر على امتداد الشارع الضيق للسوق عدد كبير من محال اللحوم ونوعيات معينة من البقالات التي تتركز معظم بضائعها حول الأجبان والزيتون وغيرها وتتميز أجواء السوق عموماً بعبق من الأصالة والعراقة.
توابل وثياب
تقع سوق البدو» في شرق مدينة جدة، ويعود تاريخها لأكثر من 140 عاماً، ومع ذلك ما زالت السوق صامدة باستقبال زوارها، كانت في السابق توفر السلع المتنوعة من احتياجات أهل البادية، مثل البن والهيل وغيرهما، وبيع منتجاتهم من الحليب والسمن وفي الوقت الحالي أصبحت السوق مكاناً لبيع الأقمشة ومحلات العطارة والتوابل والحبوب، والعباءات النسائية، وبعض المستلزمات الرجالية كالغتر والثياب.
سوق الخاسكية
تتميز البضائع في هذه السوق المسقوفة بتنوعها، فمنها ما هو مصنع محلياً على أيدي الحرفيين أو المستورد من الخارج، ولذلك فقد كانت «سوق الخاسكية» في جدة القديمة السوق الشاملة لكل شيء، مما زاد قيمتها التجارية عند التجار والأهالي وشجعهم على الإقبال عليها في مختلف أوقات العام من دون تمييز موسم عن غيره.
باب شريف
تعد «سوق باب شريف» من أشهر الأسواق الشعبية في جدة، حيث يتجاوز عمرها القرن، وما يميزها أنها ملتقى لمجموعة متنوعة وكبيرة من التجار وتكون من خلال حركة الحجاج التي شهدتها تلك البقعة في ذلك الوقت حيث كانوا ينزلون في ذلك المكان للاستراحة وللتزود ولبيع ماكانوا يجلبونه معهم من متاع وبضائع تستورد عن طريق البحر، يحوي أكثر من 200 محل تعرض الكثير من البضائع والملابس العطور والبخور والأحذية وبأسعار معقولة.
القديم والحديث
تلتقي في «سوق قابل» السلع القديمة بالحديثة وهي محطة جاذبة للزوار للوقوف عليها والتسوق منها وأهم بضائعها الأقمشة والأحذية والذهب وجميع مستلزمات المناسبات من حلوى وساعات وأجهزة كهربائية وهي هدف حيوي للسياح والزوار قديماً وحديثاً.
سوق الجامع
تقع في حارة المظلوم ويوجد بها مسجد الشافعي التاريخي، وتشتهر السوق بكمية كبيرة من الدكاكين الكبيرة والصغيرة التي تعرض الأقمشة بكميات وألوان وأشكال متنوعة العادية منها والمطرزة من أشهر الماركات، كما يتوافر العديد من المحال التي تبيع كافة السلع من هدايا وملابس ومشغولات، إلى جانب البسطات التي توفر السلع بأسعار زهيدة.
سوق الحراج
تحوي أكثر من 12 ألف محل و26 مركزاً تجارياً و10 آلاف بسطة، وهي تقع أقصى جنوب المدينة وتعد من كبرى الأسواق مساحة في المنطقة وتباع فيها الأشياء القديمة المستعملة والجديدة، والسوق خاصة كذلك بالمزادات العلنية، ويباع كل شيء فيها بلا مبالغة بدءاً من الإبرة إلى قطع الاسبيرات ومروراً بكل شيء من الكتب للملابس والأحذية والإكسسوارات والتحف واللوحات الفنية والأثاث.
سوق العلوي
يحمل سوق العلوي بموقعه في قلب مدينة جدة، وسيرته التاريخية الباذخة، الكثير من ذكريات المنطقة، فضلاً عن احتضانه عدداً من المساجد والمباني القديمة والأثرية. ويعد السوق النموذج الأمثل للذاكرة الشعبية لأهل المنطقة، محتفظاً بنبض جذورها الضاربة في القدم، حيث كان بمثابة نقطة لتجمع معظم التجار، وما زالت رائحة البخور والعطور والبهارات المعتقة في أقبية ازمانه، التي عاشها تحمل أريج التواصل مع الماضي وإلى الآن. يعرض السوق كذلك الكثير من السلع التقليدية الأخرى، تجعله قبلة للسائحين مثل الملابس والمواد الغذائية والحبوب المتنوعة والأواني المنزلية.
الخانات القديمة
الخانات عبارة عن محلات لتجارة الأقمشة، وأهم هذه الخانات التاريخية خان الهنود وخان الدلالين وخان العطارين، خان القصبة وهو محل بيع الأقمشة ويطلق على هذه الخانات أيضاً اسم القيسارية وتعني السوق التي تحتوي على مجموعة دكاكين تفتح وتغلق على بعض.