د. شما محمد بن خالد آل نهيان 25 ابريل 2019
الشغف هو الرغبة القوية من الحب، والطاقة المتولدة من أجل تحقيق حلم ما، ليصبح هذا الشغف هدفاً نسعى إليه، يعطي الإنسان القوة والقدرة على البذل في سبيل شغفه.
هو ليس مجرد سلوك إنساني ضيق، بل هو طريقة حياة، إن عاشها الإنسان بكل مفرداتها تسللت إليه أجواء الفرح وأفاضت على روحه أمطار السعادة، فظلت البهجة ساكنة شغاف قلبه ومورقة على أغصان روحه التي قد تكبلها الحياة لحظة فقد الإنسان شغفه.
يبقى الشغف هو مفتاح النجاح، الذي يأخذ بنا إلى آفاق التفرد والتميز، فلكي تكون مبدعاً لا بد أن تكون شغوفاً.
قد يمر بنا الكثير من المواقف التي لا ندرك أنها تنبئ بشغف ما، لأنها تبدو لنا مبعثرة وعقولنا لا تقدر على احتوائها، فلا تشعر بحقيقة شغفك بشيء، إلا في لحظة تكشف مثل أنك تستمع لنوع معين من الموسيقى، في خلفية يومك من دون أن تنصت بشغف، وفي لحظة إنصات تشعر بها وكأنها تخطفك، فتشعر بحالة تكتشف فيها مدى شغفك بتلك الموسيقى وتأثيرها فيك.
إنها بعثرة العقل التي تبقي على الشغف مخبوءاً في حالة من اللاوعي، لكن في لحظة ما يلملم العقل خيوط القلب فيدرك ذلك الشعور المختبئ، فحين تكون شغوفاً بشيء ما فأنت تراه في كل الموجودات من حولك، فإن كنت شغوفاً بالكتاب ستجده ينعكس شكلاً ومضموناً على كل حياتك، والكتاب هنا ليس إلا واجهة للشغف بالمعرفة والقراءة، تجد ناظريك يلتفتان للمكتبات والكتب في كل مكان تذهب إليه ودائماً تحتفظ بكتاب بين يديك أو في سيارتك أو في حقيبتك، قد لا تقرؤه في كل وقت، لكن شعورك بوجود الكتاب قريباً منك يعطيك إحساساً بالبهجة والفرح والأمان. دائماً أفكارك نحو ما أنت شغوف به إيجابية، ومهما كانت درجات الصعوبة والمخاطر التي قد تواجهها في سبيل الوصول إلى شغفك، فإنك لا تلين وتظل متيقناً أنك ستصل إلى ما أنت شغوف به.
فتش في ذاتك، حتماً هناك الكثير من الأشياء أنت شغوف بها، ولكن هذا الشغف مبعثر في عقلك حاول أن تلامس قلبك، واعمل على تجميع خيوط مشاعرك حتى تدرك ما الذي أنت به شغوف من خلال قياسك.
الشغف واقع نعيشه يتحول من نقطة السكون إلى الحركة، وبمجرد إدراك حالة الشغف ستتحول إلى طاقة تمنحك قوة عمل في سبيل تحقيق شغفك.
الشغف بما تعمل هو سر نجاحك، والعمل هنا ليس بمعناه الضيق، بل كل ما تقوم بعمله في الحياة مهما كان صغيراً، ذلك الشغف يولد في داخلك الطاقة التي تجعلك تتفوق وتبدع وتكون متميزاً مهما كانت غرابة إبداعك، ويحول اللامعقول إلى معقول، هنا تكمن كلمة السر وهي الشغف بما تفعل.
في لحظة ما من حياتك قد تشعر بأنك فقدت الشغف، ومرت حياتك في صورة روتينية قاتلة، تسكت في روحك صوت الإبداع. في تلك اللحظة تحتاج أن توجد شغفاً جديداً في حياتك، تعلم شيئاً جديداً، تعلم لعبة جديدة، استكشف في ذاتك موهبة جديدة، جرب كل ما تفكر فيه، قد تظل الأفكار والمشاريع مبعثرة في ذاتك، لكنك عند التفكير قد تحصل على شغف جديد، اخرج من حالة الرتابة التي قد تعيش فيها، لا تسجن نفسك في نظامك اليومي، غير أسلوبك حتى في أبسط الأشياء، لا تركن إلى مناطق النور في طاقتك وقدراتك، كل منا لديه مناطق شغف مختلفة ومخبوءة تحت ركام الروتينية، اخرج من تلك النمطية، ساعتها ستجد نفسك محلقاً في سماء النجاح، تغزل من خيوط الشمس نجاحات تمطر بها حياتك وروحك لتغتسل من سكون الملل.