د ب أ 15 مايو 2013
عادةً ما يصعب على الأطفال الصغار فكرة الانتقال إلى منزل جديد والابتعاد عن الأشياء والأشخاص الذين يحبونهم، ما يؤدي في كثير من الأحيان إلى وقوعهم تحت ضغط عصبي. وأوضح أخصائي علم النفس الألماني فيلفريد غريبل أن الأطفال لا يُفضلون التغيير في هذا الأمر على وجه الخصوص، موضحاً سبب ذلك بقوله :"عادةً ما يرتبط الانتقال إلى منزل جديد في ذهن الطفل بالانفصال عن كل ما يحبه؛ لذا يرغب دائماً في أن يبقى كل شيء على ما هو عليه فحسب". لذا أوصى غريبل، الحاصل على دبلوم في علم النفس من المعهد الوطني للتربية في مرحلة الطفولة المبكرة بمدينة ميونيخ الألمانية، الآباء بضرورة أن يوضحوا لطفلهم أنهم سيبقون على كل ما يخصه في المنزل الجديد كأن يقولوا له مثلاً :"سوف نصطحب معنا كل ما يخصك إلى المنزل الجديد". وبذلك يُمكن للآباء تهدئة طفلهم والحد من وقوعه تحت ضغط عصبي خوفاً من تركه للأشياء التي يُحبها. ونظراً لأن الأطفال قد يتعلقون بأشياء لا تخطر على ذهن الآباء مطلقاً، يشددّ أخصائي علم النفس الألماني على ضرورة أن يستعلم الآباء من طفلهم عن هذه الأشياء، مع طمأنتهم بأنه سيتم اصطحابها أيضاً إلى المنزل الجديد. كما أن فراق الأصدقاء يندرج ضمن الأشياء، التي تشغل ذهن الطفل عند الانتقال إلى منزل جديد، وتُُصعب عليه بالطبع مغادرة منزله القديم. وفي هذه الحالة يوصي غريبل الآباء بإطلاع طفلهم على كيفية إبقائه على تواصل مع أصدقائه عن طريق الاتصال بهم عبر الهاتف مثلاً. وأردف أخصائي علم النفس الألماني أنه يُمكن للآباء أيضاً أن يَعدوا طفلهم بأنهم سيحضرون مثلاً الاحتفال، الذي تُقيمه روضة الأطفال في العام المقبل؛ حيث تعمل مثل هذه الوعود الملموسة على إتاحة الفرصة للطفل لتخيل شيء جميل في ذهنه يهوّن عليه فراق أصدقائه، كما أنها تُساعده على التعامل مع فكرة الوداع وكأنه احتفال. وشددّ أخصائي علم النفس الألماني على ضرورة أن يقوم الآباء بتهيئة طفلهم لفكرة الانتقال إلى مسكن جديد وألا يفاجئوه بذلك قبلها بأيام معدودة من خلال عرض المنزل الجديد على طفلهم، سواء من خلال اصطحابه إليه أو بعرض بعض الصور له، موضحاً فائدة وأهمية ذلك بقوله :"يُسهم التوقع في الحد من وقوع الطفل تحت ضغط عصبي". وأوصى غريبل بأنه من الأفضل أن يصطحب الآباء طفلهم أيضاً إلى روضة الأطفال أو المدرسة الجديدة، التي سيلتحق بها عند الانتقال إلى المنزل الجديد، مشدداً على ضرورة أن يُفكر الآباء أيضاً في كيفية إتاحة الفرصة لطفلهم لممارسة هواياته عند الانتقال إلى المنزل الجديد وكذلك في المكان المناسب لممارستها. وأضاف أخصائي علم النفس الألماني أن السماح للطفل بالمشاركة في تحضير الأمتعة للانتقال إلى المسكن الجديد يساعد أيضاً في حمايته من الضغط العصبي، موضحاً أمثلة للمهام التي يُمكن للآباء السماح لطفلهم بالمشاركة فيها بأن يقولوا له مثلاً :"قم بتحضير مقتنياتك وألعابك التي ستصطحبها معك إلى المنزل الجديد". وكي لا يفكر الأطفال أن آباءهم يقومون بالأشياء المهمة ولا يسمحون لهم بالمشاركة فيها ويتركون لهم المهام البسيطة فحسب كجمع اللعب وخلافه، يوصي غريبل الآباء بمشاركة طفلهم في جمع ألعابه ووضعها في الصناديق، كي يشعر الطفل بأن هذا الأمر يتمتع أيضاً بأهمية كبيرة. وأوصى غريبل، الحاصل على دبلوم في علم النفس، الآباء أيضاً بإشراك طفلهم في تجهيز غرفته بالمنزل الجديد، كأن يسمحوا له مثلاً بتحديد لون الحائط ووضعية السرير في الغرفة، مشدداً على ضرورة وجود الطفل في يوم الانتقال نفسه، أي أنه لا يجوز للآباء إرساله إلى جدته في هذا اليوم، إنما يُفضل أن يدعوا جدته للمشاركة في هذا اليوم؛ حيث يُسهم ذلك في التخفيف عن الطفل ويحول أيضاً دون وقوعه تحت ضغط عصبي.ساعة رولكس
أدخل بياناتك
شكراً
ننتظرك غداً مع سؤال جديد
التالي
اغلق