لاما عزت 12 مارس 2013
"عاد سليم بأصابعه السمراء الطويلة إلى دولاب ملابسه من جديد وهو يبتسم.. تذكر أنه وعد أمينة ألا يرتدي بذلة هذا المساء.. هو أيضاً بدأ يصيبه الملل من كثرة ارتدائه للبذلات الكاملة.. عمله في سلك النيابة والقضاء يحتّم عليه أن يرتدي بذلة كاملة كلما توجه إلي العمل ولكن حتى لو ارتدى المايوه سليم عبدالمجيد ملامحه تقول أنه في كامل ملابسه الرسمية.. وأخرج قميصاً من القطن الأسود.. لكنه أعاده إلى دولاب ملابسه مرة أخرى.. سيفاجئ أمينة هذا المساء.. سيرتدي القميص الذي أهدته إياه منذ شهور والذي صاح حين رؤيته في ذهول وهو يقسم ضاحكاً أنه لو ارتداه لضربته يامنة بالرصاص.. إن لونه روز أو كما قالت أمينة «سيمون».. إن لونه هادئ رقيق ولكن لا يعلم لمَ يظن سليم أن جميع الألوان الهادئة والرقيقة لا تناسب أجساد سوى أجساد النساء.." هذا المقطع من الرواية التي صدرت طبعتها الثانية مؤخراً عن دار الساقي اللبنانية للروائية والإعلامية السعودية نور عبد المجيد. تعالج نور موضوعا في غاية الأهمية في المجتمعات العربية، وهو قرار الزواج الثاني وكيف تستقبله المرأة العربية وتتعايش معه. ولكن شخصية البطلة في هذه الرواية من نوع مختلف، فبعد أن أنجبت بنتين من زوجها الذي تحب، يقرر أن يتزوج سرا بأخرى لتنجب له الولد. وحين تعلم "أمينة" الشخصية الرئيسية في العمل بذلك تقرر طلب الطلاق بدعوى أن زوجها لا ينجب الذكور وأن العلم أثبت مسؤولية الرجل عن ذلك وأنها ترغب بالزواج من آخر لتنجب ذكورا هي الأخرى. إنها صفعة لكل تلك القيم السائدة والخاطئة وصرخة تطلقها الكاتبة نور عبد الحميد مسئولة تحرير مجلّة "مدى" السعودية وصاحبة المقال الأسبوعي "شهد الكلام" في مجلة "كل الناس". لغة الرواية جاءت مباشرة وسهلة والأحداث تدور في حوارات داخلية بين أمينة ووالدتها المتوفاة والتي تسطير على حياتها وتفكيرها وتستذكر فيها أن والدتها تلقت الخبر ذاته يوما ما حين قام والد أمينة بخيانة والدتها. من هنا تدخلنا الكاتبة في محاورة طويلة مع الذات واستكشاف لتاريخ المرأة المليء بالتعسف والقهر. وترصد في العمل تفاصيل العلاقة اليومية والارتباك الذي يحدث للعلاقة الزوجية. صدر لعبدالحميد في الرواية أيضا "الحرمان الكبير"، "نساء ولكن"، "رغم الفراق"، وفي الشعر "وعادت سندريلا حافية القدمين". والآن نتركك تقتنين الكتاب وتكملين الحكاية...قراءة ممتعة اقرأي أيضاً: ترجمان الأوجاع قصص عن الهوية والاغتراب وسادة لحبك رواية جريئة جدا للسعودية زينب حفنيساعة رولكس
أدخل بياناتك
شكراً
ننتظرك غداً مع سؤال جديد
التالي
اغلق