#مشاهير العرب
لاما عزت 25 أكتوبر 2010
على رغم صغر سنّه، استطاع المذيع وسام بريدي أن يبني شخصيته التلفزيونية التي برزت وسط كم كبير من مقدمي البرامج. واستطاع أن يحقق شهرة جيدة وثابتة، وحصد إعجاب ومحبة الجمهور منذ انطلاقته على تلفزيون "المستقبل" في برنامج المعلومات العامة "السهم" ثم برنامج "وقّف يا زمن" الذي استضاف وجوهاً فنية وإعلامية معروفة. وقد راهن كثيرون على فشله، ما اعتبره تحدياً بالنسبة له، فكان النجاح من نصيبه. وها هو ينتقل أخيراً إلى قناة "أم تي في" اللبنانية حيث قدّم برنامج "بالهوا سوا" خلال رمضان المبارك. "أنا زهرة" التقت وسام بريدي، فكان هذا الحوار:
كيف تقيّم ما وصلت إليه اليوم؟
منذ البداية، كان طموحي الوصول إلى ما أنا عليه الآن. علماً أنّ دخولي العمل التلفزيوني كان مصادفة حين شاركت في برنامج "استوديو الفن" على شاشة "المؤسسة اللبنانية للإرسال".
كنت تطرح على ضيوفك في برنامج "وقف يا زمن" السؤال التالي: "أين يبدأ الزمن؟" فما هو جوابك على هذا السؤال؟
بدأ الزمن معي عندما حصلت على شهادة تقدير من برنامج "استوديو الفن" عام 2001، لأنه لم يخطر في بالي يوماً أن أخوض مجال تقديم البرامج. وبعد فوزي، اكتشفت أنّ لديّ ما أبرزه وأطوّره.
قلت إنّك خضت معركة لتقديم برنامج "وقف يا زمن"، ماذا تقصد بذلك؟
بالطبع، خضت معركة غير مباشرة مع إدارة تلفزيون "المستقبل" لأقنع القائمين بأنني قادر على تقديم برنامج حواري مثل "وقف يا زمن" لأنني شاب وما زلت مبتدئاً في مجال الإعلام بالنسبة إلى كثيرين. لذلك، دخلت في تحدٍ مع القائمين على التلفزيون الذين آمنوا بي وبعملي. حتى أنني قلت لهم إنني مستعد للتخلي عن العمل في الإعلام إذا لم أنجح في تقديم "وقف يا زمن". في البداية، ترددوا كثيراً لكنهم قالوا من المستحيل أن يفشل شاب يتمتع بكل هذا الحماس. أردت أن أثبت لهم أن الإعلامي الحقيقي ليس ضرورياً أن يكون في سن الخمسين، بل يستطيع أن يكون في العشرين والثلاثين ويحاور نجوماً مثل جورج قرداحي ورغدة وغيرهما.
على ماذا كنت تراهن؟
كنت أراهن على نفسي، لأني من الأشخاص الذين يثقون بأنفسهم من دون غرور، وأقول: لديّ إمكانات، فلماذا لا أعرضها على الآخرين بدلاً من الجلوس في بيتي أنتظر فرصة أو واسطة؟!.
لكن الدنيا واسطات!
لم تحدث معي. لقد وصلت إلى ما أنا عليه اليوم بفضل قدراتي ولأنني نجحت في إقناع أصحاب القرار بنفسي.
لماذا لا يثق مسؤولو البرامج بالشباب؟
لأنّ بعض الشباب لا يوحوا بالثقة. وإذا لم يكن شاب مقتنعاً بنفسه، لا يمكن أن يقنع الآخرين به.
لماذا لا تعطى البرامج السياسية والاجتماعية للشباب في حين يقدمها المخضرمون؟
لأنّ الإعلاميين المخضرمين أثبتوا أنفسهم طوال سنوات عملهم الطويلة، وحصلوا على ثقة الناس، ويستطيعون بخبرتهم العمرية أن يناقشوا أي قضية. لكن لا يوجد مقياس للنجاح بالنسبة للشباب أو المخضرمين.
من هو مثلك الأعلى في تقديم البرامج؟
الإعلامي رياض شرارة الذي استطاع أن يصل إلى الناس ويؤثر فيهم بشكل كبير.
كيف حاولت أن تكون برامجك مختلفة عن غيرها من البرامج الحوارية؟
المهم أنني لا أتعاطى بفوقية مع الضيف. أحاوره بطريقة لا تعرف الاستفزاز. لذلك نجد الضيوف قدّموا معلومات لم يقدّموها في أي برنامج آخر.
شكل برنامجك "بالهوا سوا" الذي قدمته خلال رمضان على "أم تي في" مختلف عن الصورة التي اعتدناك فيها. هل كان هذا مقصوداً؟
نعم أردت التغيير قليلاً ضمن قالب كوميدي لايت خصوصاً أن فكرة البرنامج هي دعوة عشاء في الهواء الطلق على ارتفاع خمسين متراً تقريباً في وسط بيروت. واجتمعت على هذه المائدة أربع شخصيّات مختلفة من الوسط الإعلاميّ، والفنّي والسياسي ضمن حوار عفوي. وتحدث كل ضيف عن نفسه وحياته الخاصة وإخفاقاته ونجاحاته العملية وعاداته وتقاليده وطقوسه الرمضانية. لذلك، أرى أن البرنامج تجربة جديدة من نوعها على الشاشات العربية. ولعلها التجربة الأولى في العالم التي تستقبل ضيوفاً على طاولة العشاء في الهواء الطلق. ثم ترتفع الطاولة بواسطة رافعة حتى خمسين متراً تقريباً فوق الأرض. لقد تعمدنا أن نبدأ بث البرنامج خلال الشهر الفضيل بسبب نسبة المشاهدة المرتفعة. وأردنا أيضاً أن نفتح مع ضيوفنا صفحات تروي معاني الشهر الفضيل يومياً في ساعة من الوقت.
هل تجمعك صداقة بالفنانين؟
لا أقول إنني على علاقة قوية بهم. لكنّ هنالك حداً أدنى من التواصل والاحترام المتبادل.
هل يجذبك عالم الحوار السياسي؟
في الحقل الاعلامي، أرفض التعرّي من الحقيقة ومن التعامل الأخلاقي. وسياسيو لبنان شخصيتهم ضائعة. فهم يعتبرون التنازلات نقطة ضعف فيما هي بالعكس مصدر قوّة.
هل تركت الإذاعة إلى غير رجعة؟
بالطبع لا. أعود إلى الميكروفون في حال عرض عليّ برنامج جيد على أن يكون موازياً لعملي التلفزيوني لأن للإذاعة نكهتها الخاصة التي أكسبتني الكثير.
لو كنت مدير قناة، ماذا كنت فعلت؟
أضع الإنسان المناسب في المكان المناسب، لأنّ هناك كثيرين أتوا "بالواسطة" لذلك "بغربل وما بوفر حدا" لأنهم يأخذون من درب فتيات وشباب خريجين من كلية الإعلام وتتوافر فيهم الثقافة والجمال وخفة الظل. لكن لم تسنح لهم الفرصة أو لأنهم ما استطاعوا الانسياق وراء بعض الإغراءات الموجودة في الوسط الإعلامي. وهنا تظهر قدرة الشاب أو الفتاة في عدم الانجراف.
ما هي حكمتك في الحياة؟
إن لم تكن ذئباً أكلتك الذئاب.
وما هي العبرة التي استخلصتها؟
ليس كل ما يلمع ذهباً.