لاما عزت 23 يونيو 2010
يعتبر جمال سليمان أحد ألمع نجوم الدراما العربية والمصرية، إستطاع أن يكسب حبّ الجمهور له واحترامه من خلال أعماله الفنية التي تنوعت بين الأدوار التاريخية والإجتماعية وكانت شاهداً على موهبته وقدرته على تجسيد الأدوار الصعبة والمركّبة.
وعلى رغم أنّه يشارك كل عام بمسلسل واحد فقط، إلا أنّه خرج عن القاعدة هذا العام وقرر تقديم مسلسلين في رمضان المقبل، الأول هو "قصة حب"، والثاني "ذاكرة الجسد" الذي يُتوقع أن يثير جدلاً في الأوساط العربية خصوصاً بعد مهاجمة بعض من الشعب الجزائري له ورفضهم تجسيده شخصية خالد بن طوبال وهو أحد المناضلين السياسيين في الجزائر.
"أنا زهرة" التقت بجمال سليمان، وسألته عن هجوم بعض الجزائريين عليه، واعتذاره عن عدم المشاركة في مسلسل "الجماعة" رغم تحمّسه الشديد له في البداية. وكان معه هذا الحوار.
هل كان صغر حجم دورك في مسلسل "الجماعة" الذي لا يتعدى مشهدا واحداً وراء اعتذارك عن عدم المشاركة فيه؟
خلال مشواري الفني، لم أكترث اطلاقاً بعدد مشاهدي وحجمها في المسلسل. المهم هو القيمة الفنية التي يقدّمها العمل في البداية. وعندما اتصل بي مؤلف المسلسل الكاتب وحيد حامد الذي حلمت كثيراً في العمل معه، كان الاتفاق على تجسيد مشهد واحد فقط في المسلسل، ووافقت لأنّه شرف كبير لأي فنان أن يشارك في عمل مهم بقيمة "الجماعة". فهذا المسلسل يرصد تاريخ مؤسس جماعة الأخوان المسلمين الشيخ حسن البنا. علماً بأنّي أميل إلى تقديم هذه النوعية من الأعمال، إضافةً إلى أنّه مسلسل من تأليف وحيد حامد، وهو كاتب له قيمته ووزنه في الوطن العربي. كما تشارك فيه نخبة من النجوم في مصر والوطن العربي. لكن نظراً إلى إرتباطي بتصوير عدد كبير من مشاهد مسلسلي "قصة حب" وسفري إلى أميركا لحضور احتفال تكريميّ لي نظّمته "جمعية العطاء"، إعتذرتُ عن عدم المشاركة، إذ تزامن موعد تصوير مشهدي في "الجماعة" مع هذه الأحداث.
ما الذي جذبك لتقديم شخصية "ناظر مدرسة" ضمن أحداث مسلسلك الجديد "قصة حب" رغم أنّ هذا الدور سبق وتم تقديمه كثيراً في الدراما المصرية؟
صحيح، هناك العديد من الأعمال المصرية التى قدمت فيها شخصية "الناظر" لكني بالتأكيد لن أقدّم عملاً مكرراً. في هذا المسلسل، لا نركّز على صورة "الناظر" وعلاقته بالتلاميذ فقط لكننا نناقش أيضاً العديد من القضايا السياسية والاجتماعية والاخلاقية الموجودة في المجتمع كما نتطرق ضمن أحداث المسلسل الى العديد من العلاقات الانسانية كعلاقة الأخ الأكبر الذي يضحّي بحياته من اجل تربية اشقائه الأربعة إضافة الى وجود قصة حب تجمع بينه وبين والدة احدى التلاميذ في المدرسة. وهي سيدة منقبة تجسّد دورها الفنانة بسمة ونريد أن نوصل رسالة من خلال هذا الأمر وهو أن قصة الحب القوية التي تجمع بين "رحمة" والناظر "ياسين الحمزاوي" لم يقف النقاب حائلاً بينها.
كان من المفترض أن تقدم مسلسل آخر فى رمضان المقبل بعنوان "قطار الصعيد" لكنك رفضت وفضلت تقديم "قصة الحب"؟
عندما عرض عليّ مسلسل "قطار الصعيد" لم أستطع رفضه وأعجبت به كثيراً لكني فضّلت الخروج من عباءة الأدوار الصعيدية هذا العام حتى لا يتهمني البعض بأنّني أكرر نفسي كل عام خصوصاً أنّني اشتهرت في تقديم شخصية الرجل الصعيدي في الدراما المصرية. لذلك اتفقت مع المنتج جمال العدل على تأجيله حتى رمضان المقبل، وقررنا تقديم مسلسل "قصة حب".
ألم تخشى العمل مع المخرجة إيمان حداد في مسلسلك "قصة حب" سيما أنّك تعاملت سابقاً مع كبار المخرجين في الدراما المصرية؟
إيمان حداد مخرجة متميزة لها اسلوب خاص في الإخراج رغم أنّ هذا المسلسل هو أولى تجاربها الإخراجية لكني لاحظت أنّها تعتني كثيراً بأدق التفاصيل في عملها. إذ تعمدت استخدام تصوير المسلسل بكاميرا واحدة وهو اتجاه حديث في الإخراج بدأ كثيرون ينتبهون له أخيراً، لأنها تخرج العمل في صورة اشبه بالسينما إضافة الى أنها لم تستخدم عدسات "الزووم" التقليدية التى يعمل بها كثير من المخرجين إلى درجة شعرت المشاهد بالملل. كما تعمدت ايمان إختيار مجموعة من مديرين التصوير والمصوريين السينمائين الذين سيسهمون ايضاً في اخراج العمل بصورة مختلفة ومتميزة.
هل تبحث في أعمالك عن البطولة المطلقة على اعتبار أنّ اغلب أعمالك ليست فيها بطلات من نجوم الصف الأول؟
أنا لا أتدخّل تماماً في اختيارات الأبطال، لأن هذا الأمر من صميم عمل المخرج، وإن كنت في بعض الأحيان أذكّر المخرج بفنان سبق له أن قدم دوراً مميزاً في عمل معين. لكنّي في الوقت ذاته، لا أصر على وجوده. أما بالنسبة إلى مسألة البطولة المطلقة، فأنا لا أبحث عنها فقد سبق لي مثلاً وشاركتُ في فيلم "ليلة البيبي دول" الذي شارك فيه العديد من النجوم منهم محمود عبد العزيز ونور الشريف وسلاف فواخرجي وغيرهم. وأخيراً، كنت سأقدم مشهداً واحداً في مسلسل "الجماعة".
كثير من الفنانين يقومون حالياً بالسفر الى بعض الدول العربية لتسويق مسلسلاتهم الى القنوات الفضائية. ما موقفك من ذلك؟
قبل البدء في تصوير مسلسل "قصة حب"، قام المنتج جمال العدل بتسويق المسلسل الى التلفزيون المصري وقناة "دبي" إضافة الى بعض المحطات الفضائية الأخرى، لكن هذا لا يمنع أن نعترف أن لدينا مشاكل تسويقية ضخمة على مستوى الوطن العربي وذلك بسبب زيادة تكاليف إنتاج العمل الواحد في ظل أزمة اقتصادية عالمية أطاحت بالجميع. كما أنّ اغلب القنوات الفضائية غالباً ما تركّز على شراء المسلسلات خلال شهر رمضان فقط نظراً إلى كونه الأكثر مشاهدة.
ماذا يمثل لك تكريم "جمعية العطاء" في أميركا على مجمل أعمالك الفنية؟
هذا التكريم أسعدني كثيراً لأنّه تأكيد على التواصل بيني وبين الجاليات العربية التي تعيش في الخارج. هو شرف كبير لأي فنان عربي وتأكيد على التواصل بين الوطن العربي بشعبه وأهله، كما أعتبر هذا التكريم من أهم الجوائز التي حصلت عليها في مشواري الفني. تكريم الجمهور للفنان له دوماً مذاق خاص.
بعد سنوات طويلة من العمل في الدراما العربية والمصرية، ما هو تقييمك لهما في الوقت الحالي؟
هناك تقدم كبير على مستوى الموضوعات التي تتم مناقشتها في الأعمال الدرامية العربية والمصرية. إذ إنّ المسلسلات العربية غالباً ما تقوم بالقاء الضوء على كثير من الشخصيات التاريخية المؤثرة إضافة، الى رصد أحوال المجتمع العربي الحالية بشكل أكثر وعياً عن السنوات الماضية.
أما بالنسبة إلى الدراما المصرية، فقد شهدت تغيراً كبيراً أيضاً في الموضوعات المقدمة إلى المشاهد العربي، إضافة الى اهتمام المخرجيين الحاليين بتقديم صورة بصرية تفرض على المشاهد متابعتها بعكس ما كان يحدث في الأعوام السابقة. كذلك، أصبحت الدراما المصرية أكثر اهتماماً باكتشاف أجيال جديدة من الكتّاب والمخرجين الذين غيّروا كثيراً من صورتها.
ألم تخشىَ من أن تجربة تقديم مسلسلين في آن قد لا تتيح للجمهور بمتابعتهما سيما أنّ شهر رمضان يمتلىء بالأعمال الدرامية؟
صحيح. الموضوع قد يكون مغامرة لكنها غير مقصودة. فأنا اعتدتُ تقديم مسلسل مصري كل عام في رمضان، وجاء التحضير لمسلسلي الآخر "ذاكرة الجسد" بالمصادفة. بعد وقت طويل قضيته في انتظار أن تُحل المشاكل الإنتاجية الخاصة بالعمل حيث كان مقرّراً أن اقدم هذا المسلسل منذ سنوات، فوجئت باتصال من أسرة العمل على رأسهم الكاتبة أحلام مستغماني والمخرج نجدت أنزور يخبرونني بأنّ المشاكل حُلّت. والحقيقة أنّني لم أستطع الانتظار وتأجيله الى العام المقبل. وصحيح أنّني قلق كثيراً لكن في النهاية كل مسلسل سيكون له جمهوره الخاص بي.
سنوات طويلة مرت على مشروع مسلسلك "ذاكرة الجسد"، لماذا تتحمس لتقديمه؟
مسلسل "ذاكرة الجسد" من الأعمال التاريخية الهامة. هو مأخوذ عن رواية بالاسم نفسه للكاتبة أحلام مستغماني تتناول انحراف الثورات العربية على مستوى العالم. بمعنى أنّ هناك كثيراً من القادة الذين حرّروا أرضهم ثم قاموا باحتلالها بعد ذلك، إضافة الى أنّ المسلسل يتناول قصة حب ذا طابع خاص بين بطل الرواية المناضل الجزائري خالد بن طوبال وبين ابنة أحد المناضلين التي يلتقي بها في فرنسا بعدما فقد ذراعه في الدفاع عن بلده الجزائر. وهذا أعطى ثقلاً أكبر للمسلسل عن الرواية الأصليةً.
ماذا عن العلاقة بينك وبين المخرج نجدت أنزور في مسلسل "ذاكرة الجسد"؟
لا أستطيع أن أصف مدى سعادتي بالعودة إلى العمل مع نجدت. هو من أهم المخرجين المتميزين الموجودين على مستوى الوطن العربي، وكان لي شرف العمل معه من قبل وتعاوني معه في "ذاكرة الجسد" يطمئنني بأن المسلسل سيخرج في أفضل صورة سيّما أنّ نجدت من أكثر المخرجين الذين تفوّقوا في إخراج الأعمال التاريخية في الدراما العربية.
هل تتوقع الهجوم عليك من جريدة "الشروق" الجزائرية بعد عرض "ذاكرة الجسد"؟
أنا لا أكترث لهذه الأمور. ما يشغل بالي بعد عرض المسلسل هو رأي الجمهور بدوري. فقد سبق لجريدة "الشروق" أن هاجمتني وطالبتني بالإنسحاب من المسلسل خلال مساندتي الشعب المصري في أزمة كاس العالم. مع ذلك، لم أهتمّ واستمريت في العمل في المسلسل. وبصفة عامة، فإنّ "الشروق" من الصحف الصفراء التي لا تتمتّع بأي احترام وتمثل ذاتها فقط وليس الشعب الجزائري بأكمله.
بعض النجوم يخشون تقديم أجزاء ثانية لمسلسلاتهم، فهل كان ذلك سبباً في رفضك تقديم جزء ثان من مسلسل "أفراح ابليس"؟
دراما الأجزاء الثانية لا بد من أن يكون بها مضمون وتقدم شيئاً جديداً وليس مجرد استغلال لنجاح جزء سابق لكن لم يخطر في بالي تقديم جزء ثان من "أفراح ابليس" خصوصاً أنّني رفضت تقديم الأدوار الصعيدية هذا العام.
رغم الصداقة والعشرة التي تجمعك بمؤلف فيلم "ليلة الدم"، إلا أنّك اعتذرت عنه؟
نعم سامي كمال الدين مؤلف فيلم "ليلة الدم" هو صديق شخصي لي. وعندما عرض عليّ السيناريو، أعجبت به كثيراً خصوصاً أنّه دور جديد أقدّم من خلاله شخصية رجل أعمال يتزوج عرفياً من إعلامية شهيرة. لكنّي لم أعتذر عنه وتم تأجيله فقط لأننا ما زالنا في مرحلة البحث عن منتج ومخرج له. وعندما تتوافر هذه الأمور، سيكون في مقدمة مشاريعي السينمائية.
لماذا ترفض تقديم شخصية الرئيس العراقي الراحل صدام حسين في فيلمٍ سينمائي رغم أنك محبّ لتقديم الشخصيات التاريخية؟
صحيح أنّني محب لتقديم الأدوار التاريخية لكني لم أحلم في تقديم شخصية صدام حسين. ومع ذلك، ليس لدى إعتراض على تجسيد حياته لكن إن حدث ذلك، سيكون بهدف واحد فقط وهو كشف أخطائه وسياسة حكمه الفاسدة للعالم كلّه وليس من أجل تمجيده مع إلقاء الضوء على العراق، بصفته الدولة العربية الوحيدة التي تم إستهدافها من قبل العديد من الحلفاء الأوروبيين.
ما هي علاقتك بزملائك من الفنانين المصريين في الفترة الحالية؟
أصبح كثيرون منهم أصدقاءً لي خصوصاً بعض الذين كانوا يهاجمون وجودي في مصر في البداية. لكنّني لا استطيع أن أفصح عن أسمائهم لأنّهم أصبحوا أصدقاء لي. وقد شعرتُ بهذا الأمر تحديداً خلال تصوير مسلسلي "قصة حب" من خلال نظرات الحب التي وجدتها في أعين جميع العاملين معي.
المزيد على أنا زهرة: