#مجوهرات وساعات
زهرة الخليج 14 مارس 2025
في عالم المجوهرات، حيث يتلألأ الذهب والأحجار الكريمة، التي تتجاوز كونها مجرد قطع للزينة، فهي سجل حافل بقصص الإبداع والشغف. إنها عالم يتنفس فيه الفن، وتتحول فيه الأحلام إلى قطع فريدة تتوارثها الأجيال. ولم يكن لهذا العالم أن يصل إلى ذروته الحالية؛ لولا بصمات نساء استثنائيات، نساء تحدين القيود، وحولن الأحجار الصامتة إلى لغة تعبر عن القوة والجمال، فغيرن قواعد اللعبة، ولم يكتفين بالتقليد، بل أردن أن يتركن بصمتهن الفريدة، وأن يصنعن مجوهرات تحكي قصصًا، وتلهم الأجيال القادمة.
نستعرض بعضًا من هؤلاء النساء الرائدات، ونسلط الضوء على إنجازاتهن.
إلسا بيريتي:
-
إلسا بيريتي
تعد إلسا بيريتي أيقونة؛ عندما يتعلق الأمر بالمجوهرات والتصميم الحديث، ولا تزال قطعها التي يعود تاريخها إلى السبعينيات مثيرة للإعجاب اليوم، كما كانت في ذلك الوقت. ولكن قبل أن تخطو إلسا نحو عالم تصميم المجوهرات، تألقت كعارضة أزياء، إلا شغفها الحقيقي تجلى في ابتكار قطع خالدة تمزج بين البساطة والأناقة. وقد استوحت بيريتي تصميماتها من الطبيعة والشكل البشري، حيث تميزت بخطوط انسيابية وأشكال عضوية.
وثورتها الحقيقية جاءت من خلال استخدام الفضة في تصميم المجوهرات الراقية، ما جعل الفخامة في متناول الجميع دون المساس بالأناقة. ومن أشهر إبداعاتها كان سوار «بون» (العظم)، الذي صممته لـ«تيفاني آند كو»، وأصبح رمزًا خالدًا في عالم المجوهرات. وما جعل بيريتي تتفرد هو إيمانها بأن المجوهرات يجب أن تكون امتدادًا للجسد، ومريحة وسهلة الارتداء. فتصميماتها المرنة والخفيفة تحدّت القواعد التقليدية، وتركَت بصمة لا تُمحى في عالم التصميم.
بالوما بيكاسو:
-
بالوما بيكاسو
سارت بالوما بيكاسو، ابنة الفنان الأسطوري بابلو بيكاسو، على خطى الإبداع، لكنها اختارت أن تترك بصمتها في عالم تصميم المجوهرات. فبأسلوب جريء وغير تقليدي، قدّمت تصاميم تتميز بألوان نابضة بالحياة وأشكال مبتكرة. وتميزت بالوما باستخدام مواد غير مألوفة، مثل الجلد والبلاستيك، ما كسر الصورة النمطية للمجوهرات الفاخرة المصنوعة من المعادن والأحجار الكريمة. كما ركّزت على إبراز جمال الجسد الأنثوي، من خلال تصاميم انسيابية، تحاكي منحنيات الجسم، في تحدٍّ واضح للتصاميم الهندسية التقليدية. وبرؤيتها الفريدة، أعادت بالوما بيكاسو تعريف الأناقة، وجعلت من المجوهرات وسيلة تعبير عن القوة والحرية والجمال.
سوزان بيلبيرون:
-
سوزان بيلبيرون
واحدة من أشهر مصممات المجوهرات، ومعروفة بعدم توقيع قطع المجوهرات الخاصة بها، قائلة: «أسلوبي هو توقيعي». ويمكن التعرف على تصاميمها على الفور، وتبحث عنها العديد من مرتديات الأزياء الراقية اللواتي يدركن أن الموضة فن. وبعد تخرجها في مدرسة الفنون، بدأت التصميم لدار أزياء «Maison Boivin»؛ لتصبح المصممة الوحيدة للشركة، والمديرة المشاركة مع جين بوفين.
-
من تصاميم سوزان بيلبيرون
ومع مرور الوقت، ظهرت قطعها في مجلة «Vogue France»، وبدأت تجذب الانتباه بسبب أسلوبها المميز. وبدأت العمل مع برنارد هيرز، ثم اشترت الشركة، لاحقاً، بإصرار هيرز؛ للتأكد من بقاء الشركة أثناء الحرب. وهناك القطعة المثالية التي تشبه أسلوبها.
كوكو شانيل:
-
كوكو شانيل
كانت غابرييل «كوكو» شانيل رمزًا للثورة في عالم الموضة والمجوهرات. فبأسلوبها الجريء ورؤيتها الاستثنائية، أعادت تعريف مفهوم الأناقة، ليس فقط من خلال الأزياء، بل عبر إبداعها في تصميم المجوهرات أيضًا. ففي عشرينيات القرن الماضي، قدّمت شانيل نمطًا جديدًا من المجوهرات، يتميز بالبساطة والجرأة، مؤمنة بأن المجوهرات ليست حكرًا على المناسبات الفاخرة، بل يمكن أن تكون جزءًا من إطلالة المرأة اليومية. هذه الفكرة كانت بمثابة تحدٍّ كبير للتقاليد السائدة آنذاك، حيث كانت المجوهرات رمزًا للثروة والمكانة الاجتماعية.
-
قصص نجاح مذهلة.. نساء غيرن شكل المجوهرات عبر التاريخ
وأحد أبرز ابتكارات شانيل كان تقديمها مفهوم «المجوهرات المقلدة»، حيث استخدمت مواد غير ثمينة، مثل: الزجاج وأحجار الراين والمعادن، ما جعل الجمال والأناقة في متناول جميع النساء، سواء إلى أي طبقة اجتماعية انتمين. هذا الابتكار شكل ثورة في الفكر، حيث منحت المرأة الحرية في التعبير عن نفسها من خلال قطع مجوهرات أنيقة، دون الحاجة إلى امتلاك ثروات طائلة. كما تميّزت تصاميم شانيل بعدم التماثل، حيث رفضت فكرة التناغم التقليدي، وفضّلت صنع قطع فريدة تحمل طابعًا شخصيًا. هذه الجرأة في كسر القواعد التقليدية جعلت مجوهراتها تحفًا فنية خالدة، وتركت بصمة لا تزال تؤثر في عالم التصميم حتى يومنا هذا.