#ثقافة وفنون
زهرة الخليج - الأردن 3 مارس 2025
في خطوة ثقافية بارزة، تهدف إلى تعزيز حوار الثقافات، وترسيخ الشراكات الثقافية العالمية، والارتقاء بالإبداع الفني عبر التبادل الثقافي، وتعزيز الحضور الثقافي لدولة الإمارات، وأبوظبي، على الساحة الدولية، انطلقت عروض الأوبرا العالمية «بيلياس وميليساند»، على خشبة مسرح «أوبرا الباستيل» في باريس، بتنظيم مشترك بين «مهرجان أبوظبي»، و«أوبرا باريس الوطنية».
العرض الأوبرالي، الذي يُقدّم يومياً، حتى مساء السابع والعشرين من شهر مارس الحالي، بإخراج مبتكر من اللبناني الكندي وجدي معوّض، يُعد الأول والأكبر من نوعه في التعاون بين الأوبرا الفرنسية العريقة والعالم العربي.
وتُعد أوبرا «بيلياس وميليساند» تحفة فنية من إبداع المؤلف الموسيقي الفرنسي كلود ديبوسي، قُدمت للمرة الأولى عام 1902، كعمل أوبرالي رمزي، مستوحى من المسرحية، التي تحمل الاسم ذاته للكاتب موريس ميترلينك.
وتروي الأوبرا، في لوحاتها، موضوعات الحب والمصير وهشاشة المشاعر الإنسانية، من خلال ألحان مؤثرة تفيض بالمشاعر الرقيقة والعواطف الجياشة، ما يجعلها واحداً من أبرز أعمال ديبوسي، وأكثرها شهرة. ويعود المخرج والكاتب المسرحي اللبناني الكندي، وجدي معوض، المعروف برؤيته الإبداعية العميقة، ونهجه المسرحي المتفرد، إلى أوبرا باريس الوطنية بإنتاجه الثاني. وحظيت هذه الرؤية الإخراجية بالمزيد من التألق بقيادة المايسترو العالمي أنطونيلو ماناكوردا، والإشراف الموسيقي لقائد الجوقة أليساندرو دي ستيفانو، إلى جانب تصميم الديكور الساحر لإيمانويل كلوس، الذي أضفى على هذا الإنتاج طابعاً بصرياً أخاذاً.
-
هدى إبراهيم الخميس
وفي تصريحات لهدى إبراهيم الخميس، مؤسس مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، المؤسس والمدير الفني لمهرجان أبوظبي، بينت أن العرض الأوبرالي التاريخي «بيلياس وميليساند»، يعد ترجمة لعهدنا المتجدّد بتحفيز جهود الدبلوماسية الثقافية، والتزامنا ببناء الحضارة الإنسانية، واستشراف مستقبل مشرق لمشهد الثقافة والفنون عالمياً.
وأكدت أنه: «في عالم الثقافة والفنون، لا تقتصر أعمال الإنتاج المشترك على تشارك الاستثمار فيها فقط، بل هي تلاقي العقول والقلوب وتبادل المعرفة بإبداع وفكر متجدد، حيث تتيح التواصل والحوار بين الثقافات والشعوب، وهذا التواصل والحوار هو الطريق إلى بناء الحضارة وصناعة المستقبل، وإن هذا الإنتاج المشترك هو خطوة كبيرة على هذا المسار، ومنصة استثنائية تسمح لموهبة كبيرة من العالم العربي والغرب معاً، هو وجدي معوض، بإعادة تقديم الإبداع الخالد لديبوسي، كما يفتح هذا الإنتاج المشترك صفحة جديدة من الحوار بين فرنسا والإمارات، وبداية لفصل جديد لأعمال إنتاج مشتركة في الأوبرا والباليه، حيث نشهد اليوم قصة تاريخية في العمل الثقافي الذي يوحدنا، ويوسع آفاقنا بكل أبعادها، فكم نحن بحاجة اليوم للحوار والتفاهم للنهضة والسلام العالمي».