لا يبدأ الكثيرون يومهم إلا بعد تناول قهوتهم الصباحية، إذ يرونها البداية الحقيقية ليومٍ مثمرٍ ومليءٍ بالنشاط، بفضل الكافيين الموجود فيها. وحتى أولئك الذين لا يحبون القهوة، فبالتأكيد لديهم مصدر آخر للكافيين، يعطيهم النشاط المطلوب. لكن مهما كان نوع الكافيين الذي تتناولينه، فلا بد أنكِ فكرتِ يوماً في التخلص من سموم الكافيين بنفسكِ. لذا، إذا كنتِ لا تعرفين من أين تبدئين، فنحن هنا لمساعدتكِ!
كيف تعرفين أن الوقت قد حان للتخلص من الكافيين؟
يقول الخبراء: إذا كنتِ تشعرين بالتوتر بشكل متكرر، أو تعانين تقلبات مزاجية، أو قلقاً شديداً، فإن أخذ قسط من الراحة يعد فكرة جيدة، وتقليل تناول الكافيين، أو التخلص منه تماماً، قد يكون مفيداً. فالتوقف المؤقت عن تناول الكافيين يعد أمراً جيداً لصحتك العقلية والجسدية. وفي حال كنتِ تتطلعين إلى إزالة جميع المواد المسببة للإدمان، أو إذا كنتِ تعانين مشاكل في الأمعاء أو المزاج، فإن تقليل تناول الكافيين قد يساعد على تقليل التوتر والالتهابات، ما قد يمنح جهازكِ الهضمي، ودماغكِ، بعض الراحة.
هل ما زلتِ مترددة؟.. فكري في هذا: إذا كان المقهى المفضل لديكِ مغلقاً، أو نفدت مشروبات الطاقة التي تستهلكينها، فما الذي يدور في ذهنك؟.. يمكن أن يكشف رد فعلكِ - في تلك اللحظة - مدى اعتمادك على الكافيين، والعلامة الحمراء الكبيرة تكون عندما تعتمدين على الكافيين؛ للمضي في أنشطة يومكِ.
كم من الوقت يستغرق التخلص من سموم الكافيين؟
وفقاً للخبراء، في حال كنتِ تتوقفين تماماً عن تناول الكافيين، فيجب أن يستغرق الأمر حوالي أربعة أيام، حيث تكون أول 24 ساعة الأصعب مع ظهور أعراض كالصّداع. ولكن لا يبدو التخلص من الكافيين لدى الجميع متشابهاً، حيث تؤثر عوامل، مثل: عملية التمثيل الغذائي للكافيين لديك، والكمية التي تشربينها عادةً، ومدة استهلاككِ له، على عملية التخلص من السموم الشخصية لديكِ، وقد تستمر فترة التخلص من السموم حتى تسعة أيام.
هل من الجيد الإقلاع عن الكافيين فجأة؟
ينصح الخبراء بأنه الأفضل تقليل تناول الكافيين تدريجياً، ومع ذلك يؤكدون أن الجميع سيتفاعلون بشكل مختلف عندما يتوقفون عن تناول الكافيين دفعة واحدة، إذ يجد بعض الأشخاص أن التخلص من عادتهم أمراً سريعاً وفعالاً، بينما قد يمر آخرون بفترة انسحاب شديدة، وغير مريحة. كما يشيرون إلى أن معظم الناس يتحسنون عند التوقف المفاجئ عن تناول الكافيين. لذا، إذا كنتِ تشربين أكثر من 200 ملغم يومياً، فقد ترغبين في تقليل الجرعة تدريجياً بدلاً من التوقف المفاجئ.
ما أفضل الطرق (وأكثرها أمانًا) للتخلص التدريجي من الكافيين؟
في البداية، تأكدي من تناول نظام غذائي غني بالعناصر الغذائية، يمنحكِ طاقة مستدامة، وشرب كمية كافية من الماء يومياً. وإذا توقفتِ فجأة، فهذا جيد، ولكن يمكنكِ النظر إلى نظامكِ الغذائي؛ للمساعدة على تعزيز هذا النهج من خلال تناول الأطعمة التي تغذي الجسم بشكل طبيعي، وعندما تعتمدين على المشروبات التي تحتوي على الكافيين لإمدادكِ بالطاقة، فأنتِ لا تدعين الطعام يقوم بوظيفته.
وإذا شعرتِ بأنكِ قادرة على تحمل تقليل تناول الكافيين تدريجياً، فافعلي ذلك، حيث يؤدي هذا النهج الثابت إلى تغيير أكثر استدامة، كما يُوصى بالتحول إلى شرب «اللاتيه» (نصف قهوة)، أو الاقتصار على مشروب واحد، يحتوي على الكافيين يومياً.
وتذكري أن التقليل التدريجي، من تناول الكافيين، يقلل شدة أعراض الانسحاب، وإلى جانب ذلك هناك خيار آخر، هو البحث عن بديل لمصدر الكافيين المعتاد.
ونصيحةٌ أخرى: تذكري أن «العقلية مهمة»، فبدلاً من الاجتماع لتناول القهوة، خططي للمشي أو التنزه، وجربي شيئاً آخر مثل مشروبات الأعشاب الخالية من الكافيين، بدلاً من تناول القهوة في الصباح.