#تغذية وريجيم
خالد خزام الأحد 19 يناير 10:00
في عصرٍ باتت فيه السمنة وتأثيراتها السلبية في الصحة النفسية والجسدية خطراً يداهم الكثيرين، تسعى الكثيرات إلى البحث عن طرق صحية؛ للتخلص من الوزن الزائد، ليس فقط لتحسين الشكل، بل لتعزيز الصحة العامة، وتقليل مخاطر الإصابة بالأمراض المزمنة، مثل: السكري، وارتفاع الكوليسترول. وبينما يظن البعض أن النجاح في هذه الرحلة يكمن في الحرمان، تؤكد خولة خالد محمد، أخصائية التغذية في المركز الصحي لشرطة دبي، أن السر يكمن في تحقيق التوازن، واتباع نمط حياة صحي.. وفي هذا الحوار مع «زهرة الخليج»، تشاركنا أخصائية التغذية الإماراتية أفكارها حول التغذية الصحية، وأهميتها في تحسين الصحة النفسية، والجسدية:
لماذا اخترت دراسة التغذية؟
منذ طفولتي، كنت شغوفة بفهم طبيعة العلاقة بين الصحة الجسدية والنفسية، وتأثير البيئة والعوامل الخارجية فيهما. كانت رغبتي في مساعدة الآخرين دافعاً رئيسياً لاختيار هذا المجال. ورغم أنني فكرت في دراسة الطب، إلا أن والدي اقترح عليَّ التخصص في التغذية العلاجية، ما دفعني إلى الغوص في هذا المجال، ودراسته بعمق.
أهداف صحية
كيف تطويرين نفسك في هذا المجال؟
أحرص، دائماً، على متابعة أحدث الدراسات العلمية، وحضور المؤتمرات والدورات التدريبية المعتمدة عالمياً؛ لضمان تقديم أفضل النصائح الغذائية.
مع بداية العام الجديد.. ما الأهداف الصحية، التي يجب أن نتبعها؟
البدايات الجديدة تحمل معها فرصة لإعادة ترتيب الأولويات، ويجب أن تكون الصحة في المقدمة. لذا، أوصي بزيارة الطبيب؛ لإجراء الفحوص الدورية؛ للكشف المبكر عن أي مشاكل صحية. كما تجب ممارسة أنشطة رياضية، مثل: السباحة والجري والتمارين اليومية؛ لتعزيز الصحة النفسية والجسدية، وتحسين جودة النوم، والوقاية من الأمراض المزمنة. إضافةً إلى ذلك، من الضروري الالتزام بنمط غذائي متوازن، وتناول الوجبات في أوقاتها، مع تقليل استهلاك الأطعمة الغنية بالدهون، والأملاح، والسكريات، لأنها تؤدي إلى الشعور بالخمول والكسل والتعب، ولها تأثير سلبي في النفسية، وزيادة الوزن.
ما أبرز الأخطاء الشائعة، التي يقع فيها الأشخاص عند اتباع نظام غذائي صحي؟
هناك الكثير من الأخطاء، التي يقع فيها البعض؛ بسبب نقص المعرفة، وعدم توفر المعلومات الكافية والصحيحة، التي تساعدهم على الاستمرار بنجاح، أبرزها:
1 - الرغبة في تحقيق نتائج سريعة وغير واقعية في زمن قصير، وهذا قد يؤدي إلى الإحباط والتكاسل؛ لأن الهدف المطلوب يتطلب الصبر والتركيز.
2 - التقيد بالأنظمة الغذائية القاسية، وعدم تناول الوجبات الرئيسية، والاكتفاء بوجبة واحدة خلال اليوم.
3 - اتباع حميات غذائية غير متوازنة، ولا تشمل جميع العناصر الغذائية: (النشويات، والبروتين، والدهون الصحية).
4 - استهلاك الأطعمة الصحية بكميات مفرطة، دون مراعاة السعرات الحرارية.
5 - عدم تناول البروتين والألياف بشكل كافٍ، والاعتماد على النشويات.
6 - الإكثار من الصلصات في الوجبات.
7 - عدم شرب كمية كافية من الماء.
8 - الاعتماد على مصادر غير موثوقة للمعلومات الغذائية، خاصة وسائل التواصل الاجتماعي.
طرق آمنة
ما الطرق الصحية والآمنة لفقدان الوزن، دون اللجوء إلى الحميات القاسية؟
يجب التركيز على تناول وجبات متوازنة، تشمل جميع العناصر الغذائية. ويجب فهم أساسيات التغذية، مثلاً «كمية الوجبات» التي تلعب دوراً أساسياً في فقدان الوزن، وليس فقط نوعها. واختيار المصادر الصحية من مجموعة النشويات، كالحبوب الكاملة، وهي: الشوفان، والقمح الأسمر، والأرز الأسمر، والمكرونة البنية، والبطاطا الحلوة. والمصادر الصحية من البروتينات من اللحوم البيضاء، مثل: صدور الدجاج، والديك الرومي، والأسماك، مثل: السلمون والسردين والماكريل والتونة، ومنتجات الألبان القليلة الدسم، والبيض، والمكسرات. والمصادر الصحية من الدهون منها: زيت الزيتون وزيت الأفوكادو. وأيضاً شرب كمية كافية من الماء على مدار الساعة؛ لأن الماء يقلل الشعور بالجوع، ويساعد الأعضاء على أداء وظائفها بشكل جيد. ومن الضروري اتباع طرق طبخ صحية، منها: الشيّ، والسلق، والطهي بالفرن، والطهي بالبخار، والطهي بالقلاية الهوائية. أما الجانب الآخر والأهم، فهو تغيير نمط الحياة، وليس فقط تغيير النظام الغذائي، مثل: تنظيم ساعات النوم، وتجنب الأكل العشوائي، أثناء مشاهدة التلفزيون، وجعل النشاط البدني جزءًا من روتين الحياة اليومي؛ لتحسين الصحة البدنية، والنفسية.
هل هناك أطعمة، تساعد في تحسين المزاج، وتعزيز الطاقة؟
بالتأكيد، فبعض الأطعمة تحتوي على مواد تساعد الدماغ في إنتاج مواد كيميائية تحسن الصحة النفسية، وهي الأطعمة التي تحتوي على «التربتوفان»، وهو حمض أميني يساعد في إفراز هرمون السيروتونين، المعروف بـ«هرمون السعادة»، وتشمل: الموز والديك الرومي والبيض والحليب ومنتجاته والتوفو والإيدامامي، والمكسرات. كما أن الشوكولاتة الداكنة تحتوي على مضادات أكسدة كالفلافونويد، بالإضافة إلى عناصر تعزز إنتاج السيروتونين. وكذلك الأطعمة، التي تحتوي على «أوميغا 3»، مثل: السلمون، والسردين، وبذور الكتان، والشيا، وزيت السمك.
ماذا تقولين لمن يعتمد على الوجبات السريعة، بشكل كبير؟
الوجبات السريعة قد يكون الوصول إليها سهلاً، لكنها تحمل أضراراً جسيمة للصحة الجسدية والنفسية، بما في ذلك: زيادة الشعور بالخمول، والإرهاق. أنصح هؤلاء الأشخاص بتجربة خيارات غذائية صحية من مطاعم تقدم وجبات متوازنة، أو الاشتراك في برامج غذائية شهرية. كما أنصحهم بالاطلاع على بعض البحوث، التي تبين أضرار الوجبات السريعة على صحة الهضم، والعظام، والقلب، والبشرة، والأسنان.
هل هناك أغذية معينة، تُوصين بها؛ لتعزيز مناعة الجسم شتاءً؟
هناك العديد من الأطعمة، التي تعزز مناعة الجسم، وهي التي تحتوي على مضادات الأكسدة، ودورها حماية الجسم من الالتهابات، وتقليل خطر الإصابة بالأمراض، ومنها: الزنجبيل، والكركم، والعسل، والشاي الأخضر، والخضروات: الشمندر، والسبانخ، والبروكلي، والجزر، والخضروات الورقية الداكنة. والفواكه، كالتوت بجميع أنواعه، والرمان، والفواكه الحمضية، مثل: البرتقال، والكيوي، والليمون، والجريب فروت، واليوسفي.
خطوات أولى
ما «الخطوات الأولى»، التي تُوصين بها، لمن يريد تحسين نمط حياته الغذائي؟
أولاً: مراجعة الطبيب؛ لإجراء الفحوص المطلوبة؛ لتحديد أي نقص غذائي. ثانياً: الاطلاع؛ لزيادة الوعي بأساليب التغذية الصحية، والأساسيات المهمة؛ لتحقيق الهدف المطلوب. ثالثاً: البدء بخطوات بسيطة، وقابلة للتنفيذ؛ لأن الهدف يجب أن يكون جعل النظام الغذائي والنمط الصحي جزءاً من أسلوب الحياة وليس فترة بسيطة، والاستعانة بأخصائي تغذية.
أخيراً.. ما رسالتك للذين يرغبون في تحقيق حياة أكثر صحة؟
الصحة ليست هدفاً مؤقتاً، بل هي أسلوب حياة. والتوازن هو المفتاح لتحقيق السعادة والصحة النفسية والجسدية. والحياة الصحية تبدأ من منزلك، فالتغذية السليمة ليست مجرد هدف لإنقاص الوزن، بل هي «أسلوب حياة»، وتمنحك طاقة إيجابية، كما تعمل على تقوية صحتك النفسية والجسدية، وتقلل الإصابة بالأمراض المزمنة، مثل: السمنة، والسكري، والكوليسترول، وارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب، والأمر ليس بالحرمان، بل بالتوازن.