#صحة
زهرة الخليج 19 ديسمبر 2024
في إطار تسليط الضوء على صحة المجتمع، نتناول، اليوم، موضوعاً حيوياً، يهم الجميع، هو «الفيروس التنفسي المخلوي». وفي هذا السياق، تتحدث الدكتورة فيروز راضي، أخصائية النساء والولادة بمركز مستشفى كناد لطب الأم والجنين في العين، والدكتور حسام التتري، استشاري طب الأطفال العام وأمراض الأطفال المعدية بمركز القلب الطبي في مدينة العين، عن «الفيروس التنفسي المخلوي»، أحد الأمراض التنفسية الشائعة، التي تؤثر في الأطفال والنساء، على حد سواء. في السطور التالية، سيتم تناول أعراض هذا الفيروس، وكيفية التمييز بينها، بالإضافة إلى طرق الوقاية التي يمكن اتباعها؛ للحد من انتشاره، ودور اللقاحات في تعزيز المناعة والحماية من هذا الفيروس.
تشرح الدكتورة فيروز عن «الفيروس المخلوي التنفسي»، قائلة: إنه يعتبر أحد الفيروسات المعدية، والسبب الرئيسي للإصابة بعدوى الجهاز التنفسي. وتضيف: رغم أن أعراض هذا الفيروس تكون خفيفة في الأغلب، وتشبه الإصابة بالإنفلونزا، ومنها: سيلان الأنف والتهاب الحلق والسعال والصداع، إلا أنها قد تصل - في بعض الحالات - لمراحل شديدة. ويمكن للفيروس المخلوي التنفسي أن يسبب حالات العدوى الشديدة، كالتهاب القصيبات، وهو التهاب في المسالك الهوائية الصغيرة بالرئة، والالتهاب الرئوي، وهو عدوى في الرئتين. وتتابع الدكتورة فيروز: إن المرأة الحامل بإمكانها تناول اللقاح، لحماية أطفالها من الإصابة الشديدة بالفيروس المخلوي التنفسي، وتوصي مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها بإعطاء النساء الحوامل لقاح الفيروس المخلوي التنفسي، بمعدل جرعة واحدة، خلال الأسابيع من 32 إلى 36 من الحمل.
فوائد اللقاح:
ويرى الدكتور حسام أن لقاح الفيروس المخلوي يمثل تطوراً مهماً في مجال الوقاية من الأمراض التنفسية، خاصةً للفئات الأكثر عرضة، كالرضع وكبار السن والأشخاص ذوي المناعة الضعيفة، موصياً كبار السن (60 سنة فأكثر) بأخذ اللقاح قبل بداية موسم انتشار الفيروسات التنفسية، الذي يبدأ عادة أواخر الخريف، ويستمر خلال فصل الشتاء. ويتيح ذلك لجهاز المناعة الوقت الكافي؛ لتكوين حماية ضد الفيروس.
ويلخص الدكتور حسام أهمية اللقاح في النقاط التالية:
- حماية الرضع من العدوى الخطيرة: يعمل اللقاح على نقل الأجسام المضادة للفيروس المخلوي التنفسي إلى الجنين، ما يمنح الأطفال حديثي الولادة مناعة ضد الفيروس، خلال الأشهر الأولى الحرجة من حياتهم، وهي الفترة التي يكونون فيها أكثر عرضة للمضاعفات.
- تقليل المضاعفات الصحية: يُعد الفيروس المخلوي التنفسي من الأسباب الرئيسية للالتهابات التنفسية الحادة، مثل: التهاب القصيبات الهوائية، والالتهاب الرئوي، التي يمكن أن تكون خطيرة، وتتطلب دخول المستشفى، خاصة للأطفال وكبار السن. ويساعد اللقاح على تقليل حالات الإصابة الشديدة.
- تخفيف العبء عن النظام الصحي: يخفف اللقاح العبء عن المستشفيات ونظام الرعاية الصحية، خصوصاً خلال موسم الشتاء الذي يشهد ارتفاعاً في حالات الأمراض التنفسية.
- الحد من انتشار الفيروس: وذلك بين الأفراد الأكثر عرضة، مثل: كبار السن، والعاملين في الرعاية الصحية.
الوقاية من الفيروس:
وعن الوقاية من الفيروس المخلوي التنفسي، الذي ينتشر بسهولة عبر الرذاذ المباشر عند السعال أو العطاس، ولمس الأسطح الملوثة، والتلامس المباشر، وينتقل أيضاً من الأشخاص المصابين ضمن الأسرة، وحتى عبر مقدمي الرعاية عند عدم أخذ الاحتياطات اللازمة، تشدد الطبيبة فيروز على أهمية أخذ اللقاح؛ باعتباره الخطوة الرئيسية للوقاية منه، فضلاً عن اتباع الإرشادات العامة، الموصى بها لتعزيز الوقاية، منها: غسل اليدين باستمرار، والابتعاد عن المصابين، وتنظيف الأسطح بانتظام، وتجنب الأماكن المزدحمة، وارتداء الكمامة في الأماكن العامة، والحفاظ على الصحة الجيدة بالتغذية الصحية، ويشمل ذلك الرضاعة الطبيعية للطفل فهي تعزز جهازه المناعي، وصحته العامة.