#مجوهرات وساعات
غانيا عزام الأربعاء 11 ديسمبر 2024 13:50
حلم مصممة المجوهرات الإماراتية، فاطمة الكليلي، تحقق بعد عشر سنوات من تصورها لعلامتها التجارية «راهي» عام 2011، التي استلهمت فكرتها من شغفها العميق بالمجوهرات، ورغبتها في إنشاء علامة تُظهر جمال الأحجار الكريمة، وتروي قصصاً شخصية ومؤثرة عبر كل قطعة. تعبر فاطمة عن ثقافتها الإماراتية، وجذورها المتنوعة بتصاميم أنيقة ومرحة، تعكس القوة والجمال، وتحاكي - بالتالي - ذوق المرأة العصرية.. في هذا الحوار، نعرف أكثر عن قصة فاطمة، ورحلتها الملهمة، وإصرارها على النجاح رغم العثرات، وجوانب أخرى تتعلق برؤيتها وقيمها، وآخر تصاميمها:
-
فاطمة الكليلي: التراث يتناغم مع الابتكار في مجوهراتي
بعد مرور عشر سنوات، ما الذي دفعك إلى إحياء علامة «راهي»؟
ولادة طفلي الرابع، وبلوغي سن الأربعين، كانا نقطة تحول بالنسبة لي، فقد كانت تلك اللحظة الوقت المثالي لإحياء «راهي». أصبحت «راهي» رمزاً للأمل والإصرار، ليس لي فقط، بل أيضاً كرسالة لأولادي بأن «لا حلم مستحيلاً»، بغض النظر عن التحديات، أو الوقت الذي يستغرقه الحلم، فالأحلام تتحقق إذا صممت على تحقيقها.
ما أفكار التصميم الأولية، التي خطرت ببالك عند تصورك للعلامة؟
عندما تخيلت «راهي»، كانت في ذهني تصاميم كثيرة تمثل القوة والأنوثة، مع تكريم جذوري، وتنوع الثقافات. القطع الأولية، مثل: «الجذور»، و«المنحنيات»، كانت مستوحاة من ذكرياتي، وتجربتي في مدن مختلفة، مع الاحتفاء بجمال الأشكال الأنثوية، والقوة، في تراثنا.
ما التحديات، التي واجهتك عند إطلاق «Rahi»، وكيف تغلبت عليها؟
أكبر التحديات كان التوفيق بين مسؤولياتي العائلية، واهتمامي بالعلامة التجارية. وقد تجاوزت ذلك التحدي من خلال دعم أحبائي، والإيمان القوي برسالتي، وهي تمكين النساء، وإلهامهن تحقيق أحلامهن. وبسبب محدودية خبرتي بالمبيعات والتجزئة، طلبت النصيحة من الخبراء بالمجال، واحتضنت الأخطاء كفرص للتعلم. ورغم القلق، إلا أنني أخذت جرعة إيمان كبيرة، وبدأت رحلتي.
-
فاطمة الكليلي: التراث يتناغم مع الابتكار في مجوهراتي
«نوستالجيا إماراتية»
تعكس «Roots by Rahi» ذكريات وتجارب عميقة.. شاركينا أبرزها!
في مجموعة «الجذور» كنت متأثرة - بشكل عميق - بطفولتي في مدينة العين، وسنوات دراستي في دبي، وحياتي المهنية في أبوظبي. هذه المدن، والأشخاص الذين التقيتهم، شكلوا رحلتي. كذلك، هناك مجموعتان قريبتان من قلبي، هما: «قهوة يدّو»، المستوحاة من جدتي الإماراتية (والدة والدي)، فقد كانت امرأة طيبة وكريمة، وكانت رائحة قهوتها العربية، وبذور الهيل، مصدر إلهام لي. و«تيتا»، المستوحاة من جدتي لأمي، وهي امرأة قوية وأنيقة (من أصل لبناني وتركي وسوري). هذه المجموعات تثير ذكريات العائلة، والتقاليد، والانتماء إلى الوطن.
أخبرينا بالمزيد عن عناصر الثقافة الإماراتية، التي تحتفي بها تصاميمك!
الثقافة الإماراتية تمثل تأثيراً جوهرياً في تصاميمي، فتعكس كل قطعة منها جوانب من تاريخنا الغني، وقيمنا. على سبيل المثال، تضم مجموعة «Nostalgia charms» رموزاً مميزة، مثل: دلة القهوة، والبرقع، ودهن العود، وكلها مستوحاة من جذوري الإماراتية.
تنتمين إلى عائلة من صائغي المجوهرات.. ما رؤيتك لـ«Rahi»؟
مجموعاتي تُبرز جمال المجوهرات، وهي مهارة ورثتها من عائلتي، كما أنها تمكنني من مواصلة تقليدنا مع إضافة لمستي الإبداعية؛ ما يجعلها تكريماً لإرث عائلتي، وتعبيراً شخصياً عن رحلتي.
-
فاطمة الكليلي: التراث يتناغم مع الابتكار في مجوهراتي
أخبرينا بالمزيد عن الحرفية وراء كل قطعة؟
كل قطعة من مجوهرات «راهي» تجسد التزاماً بالحرفية الاستثنائية؛ فنحن نستخدم أفضل المواد، والتقنيات التقليدية مع الابتكارات الحديثة، ما يضمن أن تكون كل قطعة ليست فقط عالية الجودة، ولكن أيضاً فريدة من نوعها. على سبيل المثال، أقفالنا التي نستخدمها في مجموعة «Nostalgia charms» مصنوعة خصيصاً في إيطاليا؛ لضمان أفضل حرفية ممكنة.
تقنيات حِرَفية
هل هناك تقنيات حِرَفية معينة، تُستخدم في تصنيع قطع «Rahi»، ترغبين في تسليط الضوء عليها؟
نحن ندمج تقنيات الحفر اليدوي التقليدية وتقنيات المينا، ما يضيف تفاصيل معقدة ومميزة إلى قطعنا. هذه الحرفية متوازنة مع تقنيات التصميم الحديثة، فتؤدي إلى مجوهرات تجمع بين التراث والجماليات المعاصرة.
هل هناك أحجار كريمة، أو مواد معينة، لها أهمية خاصة بالنسبة لك، ولعائلتك؟
نعم، الزمرد له أهمية خاصة في عائلتي، وقد حصل والدي عليه كحجر خام من تاجر خلال السبعينيات. قمت بصقل هذه الأحجار، واستخدمتها في إحدى مجموعاتي، ما يرمز إلى الصمود والقوة، وهما صفتان أرغب في ترجمتهما بتصاميم «راهي». ونستخدم، أيضاً، الألماس المستخرج بطرق أخلاقية، بما يتماشى مع قيمنا في النزاهة والاستدامة.
كيف تترجمين تقديرك للتنوع والفردية في التصاميم؟
كل قطعة من مجوهرات «راهي» تعكس التفرد، والشخصية المميزة. ومن خلال الاحتفاء بالخلفيات المتنوعة والتجارب الفردية، نقدم مجوهرات تُمكّن من ترتديها من التعبير عن ذاتها الحقيقية بثقة. وكوني من أصول إماراتية ولبنانية، يمنحني ذلك منظوراً خاصاً، وهذا «التواجد» بين الثقافات ينعكس في تصاميمي، فأدمج التقليدي مع العصري. و«راهي» تعبر عن هذا التقاطع، حيث يلتقي فيها التراث مع الابتكار، بتناغم جميل.
حدثينا عن آخر تصاميمك!
أحدث تصاميمي يأتي في مجموعة «Nostalgia charms»، حيث أضفت تعليقات جديدة تحمل طابعاً مرحاً، وهي مستوحاة من جذوري الثقافية، وذكريات طفولتي.
-
فاطمة الكليلي: التراث يتناغم مع الابتكار في مجوهراتي
تصاميم مخصصة
هل من خطط لتوسيع نطاق علامتك؟
نعم، أخطط لتوسيع العلامة التجارية من خلال إطلاق مجموعات تشارك قصصاً جديدة من تراثي الثقافي، وذكريات شخصية من أماكن مختلفة زرتها. وستستمر «راهي» في التطور، لتروي قصصاً متنوعة من خلال مجوهراتنا.
كيف تتصورين «راهي».. مستقبلاً؟
أتصور «راهي» علامةً عالمية للمجوهرات، تلهم النساء حول العالم، وتحافظ على قيمها الأساسية. أهدف إلى توسيع «راهي»؛ لتشمل المزيد من القطع المصممة خصيصاً والشخصية، التي تزيد ارتباطنا بعميلاتنا.
باعتبارك سيدة أعمال ومصممة مجوهرات.. ما نصيحتك للمبتدئين؟
أنصح المصممين المبتدئين بأن يتحلوا بالصبر والمثابرة، وألا يستسلموا أمام أحلامهم. وأن يغتنموا كل فرصة للتعلم ولتطوير مهاراتهم، وأن يستمعوا بعناية، وأن يتقبلوا الفشل كجزء من رحلة التعلم؛ فقد يكون الطريق مليئاً بالتحديات، لكن النجاح يتحقق من خلال الشغف والإبداع، والإصرار على المضي قدماً.
في عيد الاتحاد الـ53.. ماذا يعني لك «الانتماء»، وكيف ينعكس هذا المفهوم في مجوهراتك؟
بالنسبة لي، «الانتماء» يعني الاحتفاء بجذورك، وتقدير الماضي، مع قبول ذاتك بكل جوانبها. في تصاميم «راهي»، نسعى إلى الحفاظ على الذكريات والقيم والهوية؛ لتصبح كل قطعة رمزاً للترابط والارتباط، بالتراث والوطن.