#تحقيقات وحوارات
رحاب الشيخ 4 أغسطس 2020
قال ديميترا آتري، عالم الفلك والباحث في مركز علوم الفضاء بجامعة نيويورك أبوظبي، إن البيانات التي سيرسلها «مسبار الأمل» ستعطينا نظرة أوضح وأكثر شمولية حول تأثير النشاط الشمسي على الغلاف الجوي لكوكب المريخ، في سعي حثيث لدراسة وفهم كيفية تغير مستوى الأكسجين والهيدروجين في الغلاف الجوي للكوكب الأحمر، وحالة طبقة الأوزون في ظل النشاط الشمسي الكبير في الغلاف الجوي للكوكب.
وأضاف في تصريحات لـ «زهرة الخليج»: «سنتمكن من الحصول على بيانات من مركبتي (كريوستي) الفضائية الموجودة بالفعل على سطح الكوكب، إضافة إلى مركبة (بيرسيفيرانس) التي سيتم إطلاقها لاحقاً، والتابعتان لوكالة ناسا الأميركية، لدراسة كيفية اختراق الإشعاع من أعلى الغلاف الجوي حتى مستوى الأرض وتأثيراته».
رحلة تاريخية
وكانت دولة الإمارات أطلقت «مسبار الأمل» من مركز تانيغاشيما الفضائي في اليابان في العشرين من الشهر الماضي، على متن صاروخ الإطلاق «إتش 2 إيه»، في رحلته التاريخية لاستكشاف المريخ. ومن المقرر أن يتم، بعد 28 يوماً من الإطلاق، استخدام نظام الدفع والتوجيه للمسبار، لتوجيهه نحو مدار المريخ، حيث تم تصميم نظام الدفع العالي الدقة بإسهام إماراتي.
ويصل «مسبار الأمل»، في أول مهمة عربية وإسلامية لاستكشاف الكوكب الأحمر، إلى مدار كوكب المريخ في الربع الأول من عام 2021، بالتزامن مع احتفالات دولة الإمارات بالذكرى الـ50 لقيام الاتحاد، في رحلة يتوقع أن تستغرق سبعة أشهر، يقطع خلالها المسبار 493 مليون كيلومتر.
النتائج المتوقعة
وحول النتائج المتوقعة بعد إطلاق «مسبار الأمل»، يقول ديميترا آتري: «مهمة المسبار تتمحور حول فهم الطريقة التي فقد فيها المريخ غالبية غلافه الجوي، وما إذا كان لديه في مرحلة ما من تاريخه غلاف جوي يكفي للحفاظ على الماء السائل على السطح، ودراسة إمكانية وجود حياة عليه». مؤكداً أن الجزء الأكثر تشويقاً في رحلة المسبار، سيكون في العثور على شيء جديد غير متوقع يُضاف إلى فهمنا للكوكب الأحمر.
أول مستوطنة بشرية
فيما تعمل دولة الإمارات على مشروع (المريخ 2117)، والذي يهدف لإنشاء أول مستوطنة بشرية قابلة للسكن على كوكب المريخ بحلول عام 2117، قبين ديميترا آتري إن مهمة «مسبار الأمل» هي أول خطوة نحو تحقيق هذا الهدف، حيث سلطت الضوء على قدرات دولة الإمارات وخبرتها التكنولوجية والعلمية، وهذا يعد من الأمور الأكثر أهمية والأساسية في استكشاف الكواكب والنجوم، كما يساعد برنامج رواد الفضاء أيضا في تنمية معارفنا حول كيفية استجابة جسم الإنسان لبيئة الفضاء القاسية، وكيف يتمكن من التأقلم ضمن هذه البيئة الغريبة.
استخدام البيانات
وفيما يتعلق بدور جامعة نيويورك أبوظبي في مهمة المريخ، يوضح آتري أن أحد الأهداف الرئيسية لدولة الإمارات وراء مهمة «مسبار الأمل»، هي تطوير الإمكانات المحلية لإجراء البحوث باستخدام البيانات التي سترسلها هذه المهمة. وأضاف: «نستعد في مركز علوم الفضاء بجامعة نيويورك أبوظبي، لتحليل البيانات الواردة من المسبار للإجابة على عدد من التساؤلات العلمية المهمة حول كوكب المريخ. وحالياً يجري تدريب جميع الطلاب بما فيهم الطلبة الإماراتيين، لإجراء البحوث ضمن نطاق مهمة «مسبار الأمل»، ونأمل أن تكون الجامعة طرفاً فاعلاً لتحقيق طموح دولة الإمارات بالوصول إلى الفضاء».