#منوعات
غيث التل 20 نوفمبر 2024
ضمن فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي، وبحضور عدد من كبار الفنانين في مصر، وعلى رأسهم: حسين فهمي، ويسرا، وبشرى، ولقاء سويدان.. وقعت الكاتبة الدكتورة ميرفت أبو عوف كتابها الجديد «فن الخيال - تطور السينما المصرية إلى العصر الرقمي».
ويناقش الكتاب تاريخ السينما المصرية منذ نشأتها عام 1896م، وحتى عام 2024، وكل التحولات التي مرت بها، شاملاً كل التفاصيل المتعلقة بهذه الصناعة، ما يجعل من هذا الكتاب مرجعاً مهماً لكل الباحثين والدارسين والمهتمين بكل تفاصيل السينما المصرية، التي تعد رائدة للفن في العالم العربي.
وقالت الدكتورة أبو عوف، خلال حفل التوقيع، إن الكتاب يوثق كل ما هو مهم بالسينما، وإنها استطاعت فتح نوافذ متعلقة بالسينما لم تكن تعلم بوجودها أصلاً، ما دفعها للشعور بالقلق على مستقبل السينما المصرية، رغم الإرث الكبير والمواهب الفذة التي تمتلكها، فجاءت فكرة هذا الكتاب بهدف إيجاد نموذجٍ تنظيميٍ لإنقاذ صناعة السينما.
معلومات هائلة وعلامات لا تمحى:
بيّنت الدكتورة أبو عوف أنها، وخلال بحثها الخاص برسالة الدكتوراه، المتعلقة بالتشريعات السينمائية، استطاعت جمع كم كبير جداً من المعلومات، وكان كثيرٌ منها لا علاقة له بالبحث، وبدأت بالتفكير بأهمية تلك المعلومات وكيفية توجيهها لتأليف كتاب يشكل مرجعاً للباحثين والمهتمين، خاصة أنها تعد من محبي السينما بشكل كبير.
وأضافت أن شقيقها الراحل عزت أبو عوف، وشقيقتها مها أبو عوف، والمنتج هشام عبد الخالق، كان لهم دور كبير في تشجيعها على إكمال مشروعها هذا، الذي قابلت خلال رحلتها فيه أكثر من 20 شخصيةً مهمةً في تاريخ السينما المصرية.
وأكملت أن السينما المصرية قدمت عبر تاريخها علامات لا يمكن نسيانها أو محوها، كالممثل إسماعيل ياسين على سبيل المثال لا الحصر، وأن حبها الشديد وشغفها بالسينما وإيمانها القوي بأهمية هذه الصناعة التي تشكل قوة ناعمةً تحتاجها المجتمعات للتغير، كانت ضمن الأسباب التي دفعتها للإصرار على إكمال هذا المشروع.
الفن منذ الصغر:
شددت المؤلفة، خلال الندوة التي أقامتها على هامش توقيع الكتاب، على أهمية وجود الفن في المدارس وتعليمه للأجيال منذ الصغر، خاصةً في هذا العصر الذي بدأ يشهد اندثار الإحساس بالفن وأهميته في تكوين الإنسان، وقدرته على تغيير المجتمعات، ومنح الإنسان قدرة على التفكير خارج الصندوق، والتعبير عن واقعه بكل حرية.
ووفق رؤية الكاتبة، فإن العصر الذهبي للسينما المصرية كان مع بداية أربعينيات القرن الماضي وحتى الستينيات منه، ومن ثم تأثر بعوامل عدة ساهمت في تراجعه بعض الشيء، من أبرزها تضخم كلفة الإنتاج بشكل كبير جداً، مشددةً على أهمية إعادة السينما المصرية إلى عصرها الذهبي مرة أخرى، من خلال تسهيل صناعة السينما، وعدم وضع أي معيقات أمامها، قارعةً جرس الإنذار بأن إنتاج الأفلام يقل كل عام عن سابقه.
وتطرقت أبو عوف لعدد من مراحل السينما، منها: إنشاء ستوديو مصر، وظهور بطولة المرأة للأعمال، وصولاً إلى منصات البث الرقمي في يومنا هذا.
أنواع الأفلام:
تدور رؤية أبو عوف حول وجود ثلاث فئات من الأفلام، هي: (أ، ب، ج)، والفئة الأولى هي الأعمال الطويلة ذات الإنتاج الضخم. أما الفئتان التاليتان، فهما أقل كلفة، وغالباً تكونان خارج النمط المألوف، مثل الأفلام المستقلة، مطالبةً بالاهتمام بهاتين الفئتين بشكل أكبر، خاصة أن عدداً كبيراً منها حقق نجاحات ساحقة، مثل: (إسماعيلية رايح جاي)، و(الحريفة)، اللذين لم يكونا بإنتاجات ضخمة.
وبينت أن المنصات، وما يعرض عليها، باتت نوعاً جديداً للسينما وهو أمر إيجابي لابد من استغلاله، فهناك أفلام تنتج خصيصاً لهذه المنصات، وبعضها يعرض في السينما لفترة قصيرة، ويتحول للعرض عبرها.
وزادت أبو عوف أن هذه المنصات تسهل وصول الأعمال للعامة بشكل كبير، وتنقل ثقافة العلم وبلده للعالم أجمع بكل سهولة ويسر، وتعرف الشعوب على الممثلين المصريين والعرب.
الفن يحمل الأمل:
تشدد الدكتورة ميرفت أبو عوف على أهمية أن يكون الفن باباً للأمل، وترفض وجود أي عمل فني لا يبث مثقال ذرة من أمل في نفس متابعيه، وتقول: «أنا لا أريد مشاهدة أي عمل، لا يبث أي بصيص من الأمل»، وحتى لو كان العمل تشاؤمياً أو ينقل الواقع، وينتمي لمدرسته، لكن على صناعه إيصال بعض الرسائل المتفائلة من خلال سرديته وقصته.