#منوعات
زهرة الخليج - الأردن 17 أكتوبر 2024
أعلنت لجنة التراث في العالم الإسلامي، التابعة لمنظمة الإيسيسكو، اختيار ثلاثة مواقع إماراتية، لإضافتها إلى قائمة التراث في العالم الإسلامي، خلال اجتماعها السنوي، الذي عقد بمدينة شوشا الأذرية، بمناسبة اختيار جمهورية أذربيجان عاصمة للثقافة في العالم الإسلامي لعام 2024.
وأضافت اللجنة 91 موقعاً أثرياً تاريخياً وعنصراً ثقافياً إسلامياً إلى قائمة التراث، من بينها ثلاثة مواقع في إمارة الشارقة، هي: «قلعة دبا الحصن»، و«حصن فيلي»، و«وادي شيص»، باعتبارها من المواقع التي تساهم في تعزيز الهوية الثقافية الإسلامية والإنسانية، ودورها في المحافظة على التاريخ والتراث للأجيال القادمة.
ويعكس إدراج المواقع الإماراتية الثلاثة، تقديراً دولياً لقيمتها التاريخية والثقافية، واعترافاً بجهود إمارة الشارقة الحثيثة في حماية تراثها الثقافي الغني، باعتبارها جزءاً من الهوية الثقافية لدولة الإمارات، وتسهم في إثراء التراث الإنساني، والحفاظ على التراث الثقافي المادي، وصونه من أجل الأجيال المقبلة.
قلعة دبا الحصن:
تدل «قلعة دبا الحصن»، ومستوطنتها، على التبادل الثقافي، واستمرار الاستيطان البشري عبر خمسة قرون. ويتميز موقع القلعة بحسب وكالة الأنباء الإماراتية (وام)، بتصميمه المعماري الغني، وآثاره النادرة، إذ يسرد قصة تاريخية حافلة بالحركة والحياة.
وكان الموقع الأثري ومحطيه مأوى للسكان، ومركزاً للتجارة، وسوقاً محلياً مزدهراً، كما لعب الحصن دوراً محورياً في تأمين طرق التجارة الرئيسية، وساهم في دعم الاقتصاد المحلي، المعتمد على النشاط البحري حتى القرن التاسع عشر. وتحتوي القلعة على مجموعة متنوعة من «المدابس»، إلى جانب قطع أثرية من الصين والهند وأوروبا، ما يجسد دورها البارز مركزاً للتجارة الدولية.
حصن فيلي:
يتميز «حصن فيلي» بموقعه الاستراتيجي الفريد، فكان له دور محوري في نظام الحماية والأمن بالمنطقة، حيث تشتهر المناطق المحيطة به بوجود نظام الأفلاج، الذي يُعتبر من أقدم السمات الطبيعية في هذه المنطقة، ويعمل كالشريان الذي يُغذي الحياة في بيئة صحراوية قاسية، لذا تم إنشاء «حصن فيلي التاريخي»، لمراقبة هذه الأفلاج ومزارع التمور، وحماية القوافل التي كانت تسلك الطريق من الذيد إلى العين وواحة بريمي، إضافة إلى سواحل عُمان.
وتقع فيلي، أيضاً، على الطريق الذي يربط بين السواحل الغربية والشرقية لشبه الجزيرة العربية، ما زاد أهميتها كحامية لطرق جبال الحجر، وتقديم الأمان للحجاج الذين اعتمدوا هذه المسارات.
وادي شيص:
يقع «وادي شيص» بالقرب من الساحل الشرقي لدولة الإمارات، ويحتضن قرية شيص التي تبعد حوالي 17 كيلومتراً عن مدينة خورفكان، و95 كيلومتراً عن مدينة الشارقة. وتشتهر بجمالها الطبيعي الذي يتمثل في جبالها الشاهقة ومزارعها، التي ترويها أنظمة الري التقليدية المعروفة بالأفلاج، والتي تعد شاهداً على العبقرية البشرية في إدارة المياه منذ القدم. وتتميز المنطقة بالطيور النادرة التي لا تزال تعيش في مزارعها، وتولت العديد من الجمعيات البيئية رعايتها ودراستها بهدف المحافظة عليها.
وتضم المنطقة معالم بارزة، مثل: مسجد الاستقامة، والمنازل القديمة، والقلاع، والمزارع التي ترتبط بنظام الري القديم، وتمتاز شيص بتنوعها البيئي والجغرافي الفريد، الذي يجمع بين جبال الحجر والأفلاج التي أدت إلى تكوين غطاء نباتي غني، وتعد موطناً ملائماً للطيور النادرة والحيوانات.
وكانت «هيئة الشارقة للآثار»، بالتعاون مع هيئة تنفيذ المبادرات «مُبادرة»، قد رفعت ملفات متكاملة للترشح إلى منظمة الإيسيسكو، ضمن الاجتماع الثاني عشر للجنة التراث في العالم الإسلامي، وتناولت هذه الملفات دراسات تناولت الأبعاد الأثرية والقيمة التاريخية والفنية لهذه المواقع، إضافة إلى عناصرها المعمارية، وتقارير حالة صونها والحفاظ عليها.