#صحة
زهرة الخليج 9 سبتمبر 2024
باتت إجراءات علاج الإخصاب خياراً فعالاً، لأولئك الذين لم يتمكنوا من الإنجاب بشكل طبيعي. وعلى الرغم من كفاءة هذه الإجراءات في تعزيز فرص الحمل، إلا أنها تستدعي توافر تقنيات متطورة، وخبرات عالية. كما أن إجراء الفحوص اللازمة، قبل الشروع في هذه الرحلة العلاجية، أمر في غاية الأهمية، للاطمئنان على صحة الأم، وأهليتها لبدء هذه الإجراءات.
وحول ذلك، تقول الدكتورة ابتهاج نجيب، أخصائية الطب الباطني في مركز «هيلث بلاس» للإخصاب: «تنطوي زيارة أخصائي الطب الباطني، قبل بدء علاج الإخصاب، على أهمية كبيرة؛ لضمان صحة الأم والطفل مستقبلاً. ويساهم أخصائي الطب الباطني في تقديم تقييم شامل للحالة الصحية، إذ يمكنه تحديد وعلاج أي حالات صحية موجودة قد تؤثر سلباً على نجاح العلاج، أو تتسبب في مضاعفات مستقبلية للحمل أو للطفل».
وأضافت: «من الأمثلة على الأمراض، التي يمكن أن تؤثر سلباً في نجاح عمليات الإخصاب، إذا لم يتم علاجها: مرض السكري، واضطرابات الغدة الدرقية، وارتفاع ضغط الدم، والسمنة المفرطة، والالتهابات المزمنة. فهذه الحالات الصحية تعمل على تقليل فرص الحمل، أو تزيد خطر الإجهاض، أو تسبب مشاكل في الحمل والولادة».
وأوصت الدكتورة ابتهاج بزيارة طبيب الباطنية، قبل بدء علاج الإخصاب، في المرحلة التحضيرية للعلاج؛ لضمان أفضلية الظروف الصحية للحمل والولادة. والوقت المناسب للزيارة قبل العلاج بفترة كافية (3 أشهر مثلاً) في بعض الأحيان، للحصول على التقييم الشامل، وتحديد أي مشاكل صحية قد تحتاج إلى علاج قبل بدء الإخصاب. كما توصي بالزيارة في حالة وجود تاريخ طبي، يشير إلى وجود حالات صحية معروفة، أو عوامل خطر قد تؤثر على نجاح العلاج.
تطور علاجات الخصوبة:
أوضح الدكتور روش جليل، استشاري جراحة المسالك البولية وطب الذكورة بالمركز، أن البحوث العلمية المتخصصة تواصل التقدم في علاج الخصوبة، بما في ذلك: التطورات التي تشهدها تقنيات مساعدة الإنجاب، وطرق اختيار الأجنة والتأكد من سلامتها، وخيارات الحفاظ على الخصوبة، إضافة إلى الجراحات الميكروسكوبية؛ لاستخراج الحيوانات المنوية في حال تعذر استخراجها بالطريقة التقليدية بواسطة الخزعة بالإبرة الدقيقة، وجراحات ربط دوالي الحبل المنوي، وعلاج انسداد القنوات المنوية ميكروسكوبياً، أو بالتنظير، وغيرها الكثير مثل تقنيات الطب الخلوي، ودراسات تجديد الأنسجة. ومن الجدير بالذكر أنه أثناء سعينا الدائم لمواكبة أحدث التطورات، نقوم باعتماد ودمج أفضل الممارسات القائمة على الأدلة؛ لتزويد المرضى بأعلى مستوى من الرعاية الآمنة والفعالة لعلاج مشاكل الخصوبة.
وحول الإطار الزمني للعلاج، أشار الدكتور جليل إلى أن الإطار الزمني لعلاج الخصوبة يختلف باختلاف الظروف الفردية، ويبدأ بمراجعة التاريخ الصحي والفحص السريري، ثم إجراء الفحوص المطلوبة، ويتم بعدها تقديم الشرح الكافي للزوجين عن طبيعة الحالة، مع مناقشة موضوعية للنتائج المتوقعة، ما يساهم بشكل فعال في تعاون الزوجين، والتزامهما بخطة العلاج، وتختلف المدة المتوقعة للعلاج باختلاف طبيعة الحالات. وتؤثر التعديلات التي يتم إجراؤها على نمط الحياة، مثل: الحفاظ على وزن صحي، والإقلاع عن التدخين، واعتماد نمط غذائي صحي، وإدارة التوتر بشكل إيجابي في تعزيز نتائج الخصوبة. كما يمكن التوصية، أيضاً، بالعلاجات التكميلية، أو المكملات الغذائية، وفقاً للاحتياجات الفردية.