#منوعات
ياسمين العطار السبت 7 سبتمبر 13:00
تؤمن صفية الشحي، مديرة إدارة التسويق والاتصال والعلاقات العامة في معهد الإمارات المالي، والمدربة المعتمدة وصانعة المحتوى المتخصص في بناء الهوية الشخصية والتواصل، بأن الأم العاملة تتحمل مسؤوليات مضاعفة، قد تكون الأصعب في العالم. فبين المهام المهنية وتربية الأبناء، تعيش الأم العاملة في سباق يومي؛ لتلبية احتياجات عائلتها وعملها.. في هذا الحوار، تطرقت صفية إلى تحديات الأم العاملة، وكيفية التوفيق بين أدوارها، والاستعداد للعام الدراسي الجديد دون الشعور بالذنب:
كيف نجحتِ في حياتك المهنية مع الحفاظ على تماسك أسرتك؟
كان نجاحي في التوفيق بين عملي وأبنائي قائماً على عدم تقديم جانب على حساب آخر. فأبنائي هم الأولوية، وشعورهم بوجودي بجانبهم لمراعاة احتياجاتهم النفسية زودني بطاقة كبيرة، تساعدني على تأدية دوري في عملي على الوجه الذي يرضيني، وهذه نقطة مهمة. كما كان للمشاركة الفعالة مع أفراد الأسرة، والتواصل المفتوح، دور كبير في تماسك الأسرة، ونجاح أفرادها. كذلك، من أبرز الأشياء التي ساهمت في تقوية ترابط عائلتي، تخصيص وقت للاحتفاء بالإنجازات الصغيرة والكبيرة معاً.
تقدير.. وامتنان
ما التحديات، التي تواجهها الأم العاملة؟
تعد مهام الأم العاملة من أصعب المسؤوليات في العالم؛ فالأم تعمل جاهدةً في جبهتين مختلفتين؛ فيحيط بها الخوف المستمر من التقصير في أيٍّ منهما. فإلى جانب مهام العمل، تتولى الأم مهام تحضير وجبات الطعام لأبنائها، ومساعدتهم في الدراسة، وتوصيلهم للمدرسة، والتعامل مع تقلباتهم المزاجية خاصة المراهقين. وهي، دائماً، موجودة لدعمهم في المرض والصحة والمناسبات الدراسية والاجتماعية، وصولاً إلى مساعدة الزوج في توفير احتياجات الأبناء، كماليات وأساسيات؛ فتشعر بأنها في سباق لا ينتهي. لهذا أقول: إن الأم العاملة بطلة، تحتاج دوماً إلى التقدير والامتنان؛ لما تؤديه من دور في حياة أسرتها.
نفسياً وجسدياً.. كيف تستعد الأم العاملة لأعباء العام الدراسي الجديد؟
في خضم زحام التركيز على ضرورة تهيئة الأبناء؛ ليعودوا بطرق سليمة، تعينهم على أداء متطلبات الدراسة بشكل جيد، يجب علينا ألا ننسى أهمية استعداد الأم بشكل عام، والعاملة بشكل خاص، وتهيئتها نفسياً وجسدياً لذلك. تركز الأم على تحضير أبنائها لمقاعد الدراسة، دون أن تدرك أن تهيئة نفسها للعودة لمهام العام الدراسي، مصحوبة بمهام إضافية لا تقل أهمية، ولا شك في أن ذلك دورها الحقيقي، بل ووظيفتها الأساسية. ولتحقيق أعلى مستويات التهيئة حتى يؤدي الطرفان دورهما باقتدار، بإمكاننا اتباع مجموعة من الطرق، منها: ضرورة معرفة المهام الأكثر أهمية، والأكثر ضرورة، وترتيبها لإنجازها دون الإخلال بإحداها. وكذلك، تنظيم الوقت والخروج من حالة عدم المسؤولية، خاصة في الأيام الأخيرة للإجازة، التي غالباً يكون الوقت فيها غير منظم. ويجب ألا ننسى ممارسة التمارين الرياضية الخفيفة؛ لتحسين مستوى الطاقة، وإعداد خطة أسبوعية، تشمل المهام اليومية؛ لتقليل التوتر، والشعور بالاستعداد.
هل تؤثر نفسية الأم في أدائها ودور أبنائها بالدراسة؟
بالتأكيد، نفسية الأم تؤثر بشكل كبير في أبنائها؛ فالأم الإيجابية المتفائلة تعزز دافعية أبنائها لتحقيق النجاح. بينما قد يؤثر الضغط النفسي والتوتر سلباً في أداء الأبناء. لذا، يجب أن تحافظ الأم على توازنها النفسي؛ لتكون نموذجاً إيجابياً، ولا تتردد في طلب استشارة المختصين، وإحاطة نفسها بمجموعة من الأصدقاء المقربين، وأفراد العائلة، الداعمين.
في العام الدراسي الأول، ومع اليوم الأول، يشهد باب المدرسة بكاء الأطفال ودموع الأمهات.. كيف يمكن أن تتجاوز الأم هذه الفترة الصعبة؟
بشكل شخصي، عشت هذه المشاعر مع بداية دخول أبنائي المدرسة، واكتشفت أنه من المفيد أن تهيئ الأم طفلها نفسياً قبلها بوقت كافٍ، من خلال الحديث عن المدرسة بطريقة إيجابية، وقراءة القصص التي تتحدث عن تجربة المدرسة. في يوم المدرسة الأول، يمكن أن تساعد الأم طفلها في الشعور بالأمان، بالوجود بجانبه لفترة قصيرة، والتحدث مع المعلمين لتسهيل هذه المرحلة الزمنية.
تكامل الأدوار
مهما تصنعت القوة.. يسيطر الشعور بالذنب على الأم العاملة، فما أسبابه، وكيف تتخلص منه؟
مررت بهذه التجربة في البدايات، واكتشفت أن الشعور بالذنب قد يعود إلى توقعات غير واقعية بضرورة التفوق في جميع الأدوار، وذلك لا يتحقق؛ لأننا ببساطة لسنا آلات. وللتخلص من هذا الشعور، يجب على الأم أن تدرك أن الكمال ليس مطلوباً، فيكفي أن تقدم أفضل ما لديها. كما يمكن للأم العمل على تحسين التوازن بين العمل والحياة العائلية، والتواصل مع أمهات أخريات للحصول على دعم نفسي ومعنوي. أما الحوار مع الأبناء وأفراد الأسرة، حول إمكانية تحقيق التكامل في الأدوار؛ فهو يساهم - بشكل كبير - في إنجاح هذه الخطوة.
ما نصيحتك للأمهات العاملات؟
أود أن أؤكد أنه لا توجد طرق مختصرة للنجاح، كما أن النجاح نسبي، فهو يعني شيئاً مختلفاً لكل شخص منا، وما يهم هو الاستمرار في التعلم، والتطوير، والسعي إلى رفع مستوى الجودة في جميع جوانب الحياة. كما أن الأسرة هي الأساس، الذي نبني عليه استقرار مجتمعنا وتفوقه. وبالمودة والرحمة والتفاهم؛ يمكننا تحقيق الكثير في حياتنا الشخصية والمهنية.