#صحة
سارة سمير 14 أغسطس 2024
تُعرف وجبة الإفطار بأنها أهم وجبة في اليوم، خاصة للأطفال خلال مرحلة النمو، لكن في الحياة العصرية المزدحمة، يميل العديد من الأطفال إلى تخطي هذه الوجبة الحاسمة.
فهل تخطي وجبة الإفطار يؤثر في سعادة الأطفال ورفاهيتهم بشكل عام، وفي أدائهم الأكاديمي، وصحتهم، وحالتهم العاطفية؟
تأثير تخطي وجبة الإفطار على الأداء الدراسي للأطفال:
أظهرت دراسات مختلفة أن وجبة الإفطار لها تأثير كبير في الأداء الأكاديمي للأطفال، فالصغار الذين يتناولون وجبة الإفطار يميلون إلى الحصول على مستويات أفضل من التركيز والذاكرة، مقارنة بالذين لا يفعلون ذلك.
وكشفت دراسة، أجرتها جامعة كارديف، أن الأطفال الذين يتناولون وجبة الإفطار أكثر استعداداً، بمقدار الضعف، لتحقيق مستويات أكاديمية أعلى من المتوسط، مقارنة بأولئك الذين يتخطون هذه الوجبة.
وتخطي وجبة الإفطار يؤدي إلى انخفاض الأداء المدرسي، حيث يؤثر نقص العناصر الغذائية الأساسية في قدرة الطفل الإدراكية، ما قد يؤدي إلى الإحباط، وانخفاض الإحساس بالإنجاز، ويؤثر سلباً في سعادة الطفل، بالإضافة إلى ذلك يؤدي نقص الطاقة إلى شعور الأطفال بالتعب وقلة الدافع للمشاركة في الأنشطة المدرسية، ما يؤدي إلى دورة من ضعف الأداء، وتدني احترام الذات.
الآثار على الصحة البدنية:
توفر وجبة الإفطار الطاقة اللازمة لبدء اليوم بحيوية، وقد يشعر الطفل الذي لا يتناول وجبة الإفطار بالتعب، وتكون لديه طاقة أقل للمشاركة في الأنشطة المدرسية والترفيهية، ولا يؤثر هذا في أدائه الأكاديمي فحسب، بل أيضاً في قدرته على الاستمتاع بالأنشطة البدنية والاجتماعية.
ونقص العناصر الغذائية الأساسية، مثل: الفيتامينات والمعادن، يضعف جهاز المناعة، خاصة عند صغار السن، ما يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بالأمراض، وهذا بدوره يؤثر في صحتهم العاطفية والجسدية.
وقد وجدت دراسة، نشرت في «مجلة طب الأطفال»، أن الأطفال الذين يتخطون وجبة الإفطار أكثر عرضة لمعاناة السمنة، ومشاكل التمثيل الغذائي الأخرى، واعتبرت الدراسة أن العلاقة بين وجبة الإفطار والوزن الصحي أمر بالغ الأهمية، لأن اتباع نظام غذائي متوازن في الصباح ينظم الشهية، ويمنع زيادة الوزن. وفي حال تخطيها، تكون مشاركة الأطفال في الأنشطة الرياضية والترفيهية أقل من المعتاد، ما يزيد الشعور بالتعاسة، وتقلب المزاج بشكل عام.
تأثير تخطي الطفل وجبة الإفطار في حالته العاطفية:
لا يمكن تجاهل العلاقة بين الطعام والحالة العاطفية، فوجبة الإفطار المتوازنة تنظم مستويات السكر في الدم، ما يؤثر في الحالة المزاجية، والقدرة على إدارة التوتر. وقد يعاني الأطفال، الذين يتخطون وجبة الإفطار، التهيج والقلق بسبب انخفاض مستويات الجلوكوز، ما يساهم في انخفاض الشعور بالسعادة.
ويحتاج الدماغ إلى إمدادات ثابتة من الجلوكوز؛ ليعمل على النحو الأمثل، وعندما تكون مستويات الجلوكوز منخفضة، كما يحدث عند تخطي وجبة الإفطار، يعاني الطفل أعراض نقص السكر في الدم، بما في ذلك: الدوخة والتعب وتغيرات المزاج. وهذه الأعراض تجعل الطفل يشعر بالتوعك جسدياً وعاطفياً، وتؤثر في قدرته على التعامل مع التحديات اليومية، والاستمتاع بالأنشطة.
وأوضحت دراسة، نُشرت بمجلة «بي إم سي نيوترشن» قبل أيام قليلة، العلاقة بين زيادة تكرار تناول وجبة الإفطار، وزيادة شعور الرضا لدى الأطفال والمراهقين، الذين تراوح أعمارهم بين 10 و17 عاماً، في 42 دولة.
ومن بين الدول الـ42، التي شملتها الدراسة، كان الأطفال الذين يتناولون الإفطار يومياً في البرتغال لديهم أعلى مستويات الرضا عن الحياة. وعلى العكس، كانت أدنى درجات الرضا عن الحياة لدى الأطفال من رومانيا، الذين لم يتناولوا الإفطار أبداً، ما يشير إلى احتمال تأثير العوامل الاجتماعية والاقتصادية على النتائج.
فوائد وجبة الإفطار للأطفال:
بجانب الدراسات، التي أكدت أهمية وجبة الإفطار للأطفال، هناك عدد من الفوائد، التي تجعلها الأهم على الإطلاق، ومنها ما يلي:
- تحسين التركيز والأداء: يميل الأطفال، الذين يتناولون وجبة الإفطار، إلى التركيز بشكل أفضل، وامتلاك مهارات حل المشكلات، وتنسيق اليد والعين.
- تناول أفضل العناصر الغذائية: توفر وجبة الإفطار العناصر الغذائية الأساسية، مثل: الفيتامينات والمعادن والألياف، التي قد لا يحصل الأطفال على ما يكفيهم منها، خلال بقية اليوم.
- الحفاظ على الوزن الصحي: يساعد تناول وجبة إفطار مغذية الأطفال على الحفاظ على وزن صحي، من خلال تنشيط عملية التمثيل الغذائي لديهم، وتقليل احتمالية الإفراط في تناول الطعام، في وقت لاحق من اليوم.
- تحسين التحصيل الأكاديمي: أظهرت الدراسات أن الأطفال، الذين يتناولون وجبة الإفطار، يؤدون بشكل أفضل في المدرسة، مع درجات اختبار أعلى.
- انخفاض التغيب عن المدرسة: الأطفال الذين يتناولون وجبة الإفطار أقل عرضة للتغيب عن المدرسة، بسبب المرض، أو غيره من المشكلات الصحية.
- المزاج والسلوك الإيجابيان: تعمل وجبة الإفطار الصحية على تحسين مزاج الطفل وسلوكه، ما يجعله أكثر استعداداً للتفاعل بشكل إيجابي مع أقرانه، ومعلميه.