#تحقيقات وحوارات
ياسمين العطار السبت 3 أغسطس 12:00
قررت المهندسة الإماراتية عذاري السركال أن تكون صوت البيئة، من خلال صناعة محتوى رقمي، متخصص في قضايا البيئة والاستدامة. برسالة هادفة وبناءة؛ تسعى عذاري إلى تعزيز الوعي بالاستدامة، والتغير المناخي وتداعياته على البيئة، بعدما دمجت موهبتها في الإلقاء وحبها للكاميرا وشغفها العميق بالبيئة؛ لتقدم معلومات مبسطة وجذابة؛ للفت نظر المجتمع إلى البيئة، وتحفيزه على الالتزام بمواثيقها، سعياً إلى المساهمة في المسيرة التنموية للدولة، ووضع بصمة واضحة وبارزة في العمل البيئي.. مجلة «زهرة الخليج» التقت المهندسة الإماراتية؛ للاطلاع على جوانب قصتها الملهمة.. وتالياً نص الحوار:
متى بدأ شغفك بالبيئة؟
بدأ شغفي بالبيئة منذ الصغر، وتحديداً في بيت جدتي حيث نشأت، فقد كانت تسمي كل نبتة باسم أحد أحفادها؛ لتحفزنا على متابعة نموها حتى تكبر، وتصبح شجرة أطول منا. جدتي كانت ملهمتي الأولى، التي تعلمت منها طرق زراعة النباتات والعناية بها؛ حتى أصبحت المعنية بكل ما يخص ترتيب حديقة المنزل. هذه الفترة كانت البذرة الأولى، التي زرعت بداخلي الاهتمام بالبيئة، وأهمية الحفاظ عليها.
إبداع.. وابتكار
كيف تطور اهتمامك بالبيئة؟
منذ أيام الدراسة، كنت أقوم بعمل أبحاث ومتابعة المعلومات الخاصة بالاستدامة والبيئة، رغم أن «الهندسة» كانت تخصصي الجامعي، وقد استفدت منها كثيراً في تعلم الطريقة التطويرية والإبداع والابتكار في تناول الأفكار، فنمت مهاراتي لفهم مجال الاستدامة، القائم - في الأساس - على الابتكار، والبحث عن أفضل طرق الاستفادة من البيئة، وتفادي إحداث تأثير سلبي فيها. وفي خضم أبحاثي الخاصة بالبيئة، خلال فترة الجامعة؛ بدأت أعرف أشياء صادمة عن التغير المناخي، وغيره من الموضوعات الغائبة عن نسبة كبيرة من المجتمع، وحينها كنت أقوم بمجهود شخصي؛ لنشر التوعية بين زملائي في الجامعة، ونقل المعلومات التي تعلمتها إليهم بشكل مختصر ومبسط.
ما أبرز المحطات المؤثرة في حياتك مع عالم الاستدامة والبيئة؟
هناك العديد من المحطات في هذه المسيرة، منها: عضويتي الحالية في مجلس الشباب العربي للتغير المناخي، والانتساب إلى برنامج «الرائدات»، تحت مظلة منصة «السيدات للاستدامة والبيئة والطاقة المتجددة»، بجانب اختياري ضمن فئة القيادات النسائية الملهمة للشباب في منصة «زايد الملهم»؛ فتلك المحطات أعتبرها أوسمة فخر، وثماراً جنيتها خلال بحثي الدؤوب عن فرص؛ لمواجهة التحديات، وتحقيق طموحاتي بخدمة وطني.
كيف تحولت مسيرتك من باحثة إلى صانعة محتوى رقمي متخصص في البيئة والاستدامة؟
لم تكن صناعة المحتوى ضمن أهدافي، بل كنت أدرس وأبحث بشكل شخصي لحبي لها فقط. نقطة التحول كانت عندما حصلت على فرصة للتدرب على صناعة المحتوى، ورغم بُعْد هذا العالم عن مجال عملي، فإنني اندمجت فيه بسهولة بسبب حبي للكاميرا، وفن الإلقاء؛ وأطلقت منصة تُعنى بتنمية الوعي العام بقضايا الاستدامة والتغير المناخي وتداعياته على البيئة، بأسلوب مبسط وجذاب.
صوت البيئة
ما الأسس، التي أقمتِ عليها منصتك؟
أطلقت منصتي؛ لأكون صوت البيئة في المجتمع، وكان أهم أساس لديَّ هو تحري الدقة في المعلومات التي أقدمها إلى المتابعين؛ كنت أقضي أحياناً أكثر من 12 ساعة في قراءة وترجمة بعض الأوراق البحثية قبل بلورتها إلى محتوى رقمي، إيماناً بالمسؤولية والأمانة العلمية في نقل مختلف المعلومات. وبعد التفاعل الكبير من المتابعين، وتعلقهم بالمحتوى؛ قررت تشكيل فريق عمل؛ لمعاونتي على متابعة العمل، واستدامة المحتوى.
كيف تطبقين الاستدامة في منزلك؟
أحرص على إعادة تدوير كل شيء، وأبدع في إنتاج ما يلزمني بأقل تكلفة، إدراكاً مني أن التغير الحقيقي يبدأ من الفرد. كما أعلم أبنائي كيفية الحفاظ على البيئة، ومن ذلك: استخدام الزجاجات القابلة لإعادة التدوير، وتقليل استخدام السيارة، والمحافظة على الملابس، وإصلاح الألعاب بدلاً من رميها.
ما طموحاتك تجاه البيئة، وأحلامك الخاصة؟
أتمنى المساهمة في المسيرة التنموية للدولة، ووضع بصمة واضحة وبارزة، وردَّ جزء من فضل الوطن والقيادة الرشيدة، وأسعى إلى توعية المجتمع بأهمية المحافظة على البيئة واستدامة الموارد؛ وأن أساهم في مسيرة المرأة الإماراتية؛ لبناء مستقبل مستدام وملهم وسعيد.
صفي لنا شعورك بتخصيص يومٍ؛ للاحتفاء بإنجازات المرأة الإماراتية؟
لا شك في أنه شعور بالامتنان لقيادتنا الرشيدة، والفخر والاعتزاز بدور المرأة الإماراتية الريادي والمتميز في مسيرة النهضة التنموية الشاملة، التي تشهدها الدولة. يمثل «يوم المرأة الإماراتية» فرصة رائعة؛ للاحتفاء بجميع النساء الإماراتيات، ممن أسهمن، وما زلن يسهمن بجدارة وإخلاص، في تحقيق التقدم والازدهار بالقطاعات المختلفة.