#صحة
سارة سمير 27 يوليو 2024
هل تخيفكِ فكرة السباحة، أو زيارة الشاطئ؟.. إذا كانت الإجابة (نعم)، فقد يكون لديكِ خوف من الماء، الذي يُعرف طبياً باسم «رهاب الماء»، ويسبب خوفاً شديداً لدى الأشخاص الذين يعانونه.
إليكِ كل ما تحتاجين إلى معرفته عن «رهاب الماء»، بما في ذلك أسبابه وأعراضه وطرق الوقاية منه.
ما «رهاب الماء»؟
«رهاب الماء» هو خوف شديد وغير عقلاني من الماء، ويتجلى هذا الخوف في أشكال مختلفة، من الخوف من المسطحات المائية العميقة، مثل: البحر أو النهر أو البحيرات، إلى الخوف من حمامات السباحة، أو حتى الخوف من الماء بشكل عام.
وقد يعاني الأشخاص المصابون بـ«رهاب الماء» القلق ونوبات الهلع والتعرق والارتعاش، وسرعة ضربات القلب، والرغبة الشديدة في تجنب المواقف التي تحتوي على الماء. وينشأ هذا الخوف من تجارب مؤلمة تتعلق بالمياه، مثل: حوادث الغرق الوشيك، وقد يكون دون سبب واضح، وفقاً لدراسة نُشرت في مجلة American Journal of Geriatric Psychiatry Journal.
أسباب الإصابة بـ«رهاب الماء»:
1. الأحداث المؤلمة السابقة:
أحد الأسباب الأكثر شيوعاً، هو التعرض لحدث مؤلم يتعلق بالمياه، ويشمل ذلك: حادثة غرق، أو مشاهدة شخص آخر في هذا الحادث، أو إرغام الشخص على النزول إلى الماء ضد إرادته. وتخلق مثل هذه التجارب استجابة خوف دائمة، وتتحول مع الوقت إلى «رهاب».
2. التعلم بالملاحظة:
يتطور «رهاب الماء»، من خلال التعلم بالملاحظة أو التكييف. على سبيل المثال، إذا لاحظ شخص ما شخصاً قريباً منه يُظهر خوفاً من الماء، أو يتفاعل معه بقوة، فقد يستوعب هذا الخوف، ويصاب بـ«رهاب الماء»، أو الخوف من الماء بنفسه. وبالتالي يُنصح السباحون الجدد بعدم تثبيط عزيمتهم، من خلال إخبارهم بتجاربهم السابقة في الماء، لأن هذا قد يؤدي إلى «رهاب الماء».
3. الاستعداد الوراثي:
هناك استعداد وراثي، أو مزاج، يجعل بعض الأفراد أكثر عرضة لتطور رهاب معين، بما في ذلك «رهاب الماء»، وتلعب حساسية الشخص الفطرية للخوف أو القلق دوراً كبيراً في كيفية استجابته للمواقف المخيفة المحتملة، كالوجود بالقرب من المسطحات المائية، مثل: البحيرات أو البحار أو حمامات السباحة أو الأنهار.
4. ميل الشخص إلى جذب الرهاب:
قد يكون الأفراد، الذين لديهم ميل عام للقلق أو الرهاب المحدد الآخر، أكثر عرضة لتطور «رهاب الماء»، فهذا جزء من نمط أوسع من اضطرابات القلق أو الرهاب المحدد، الذي يعانيه الشخص لفترة طويلة.
أعراض «رهاب الماء»:
في ما يلي بعض الأعراض الشائعة لـ«رهاب الماء»:
1. الخوف غير العقلاني: الأعراض الأساسية لـ«رهاب الماء»، هي الخوف الشديد وغير العقلاني من الماء. وينشأ هذا الخوف من مواقف مختلفة تتعلق بالمياه، مثل: السباحة، أو الوجود بالقرب من المسطحات المائية الكبيرة، أو حتى التفكير في الأنشطة المتعلقة بالمياه.
2. نوبات الهلع: يعاني العديد من المصابين بـ«رهاب الماء» نوبات الهلع، عند مواجهة المحفز الذي يخشونه (الماء).
3. تجنب الماء: يبذل الأشخاص المصابون بـ«رهاب الماء» جهوداً كبيرة؛ لتجنب المواقف التي قد يواجهون فيها الماء، وقد يشمل ذلك تجنب حمامات السباحة، والبحيرات، والبحار، وأي مكان يوجد فيه ماء.
4. أعراض شائعة أخرى: قد يعاني الأشخاص المصابون بـ«رهاب الماء»، أيضاً، أعراضاً مرتبطة عادةً باضطرابات القلق، مثل: صعوبة التركيز، والتهيج، واضطرابات النوم واليقظة المفرطة.
كيف يتم التغلب على «رهاب الماء»؟
إليك بعض النصائح الفعالة؛ للتغلب على «رهاب الماء»:
1. تثقيف النفس:
يجب تثقيف النفس حول «رهاب الماء»، وفهم أنه رهاب شائع، وأن الخوف استجابة طبيعية يمكن إدارتها، ثم التعرف على المحفزات والأعراض المحددة، التي تظهر عند مواجهة الماء، ومحاولة التعامل معها.
2. التعرض التدريجي للماء:
يعد التعرض التدريجي للماء أساساً في علاج «رهاب الماء»، ويتضمن ذلك تعريض نفسك بشكل منهجي وتدريجي لمحفزات مرتبطة بالمياه في بيئة خاضعة للرقابة وآمنة، كأن يبدأ الشخص بأقل المواقف إثارة للقلق، على سبيل المثال: النظر إلى صور المياه، ثم الانتقال تدريجياً إلى المواقف الأكثر تحدياً.
3. ممارسة تقنيات الاسترخاء:
تقنيات الاسترخاء، مثل: التنفس العميق، واسترخاء العضلات التدريجي، والتأمل الذهني، تساعد على إدارة القلق والأعراض الفسيولوجية؛ عندما يكون الفرد في مواقف تثير الخوف.
4. الامتناع عن الأفكار السلبية:
ويكون ذلك بتحدي وإعادة صياغة الأفكار والمعتقدات السلبية حول الماء، ويكون لدى المصابين بـ«رهاب الماء» أفكار غير عقلانية حول مخاطر الماء، أو قدرتهم على التعامل معه عند الوجود بالقرب منه، واستخدام المنطق القائم على الأدلة؛ لمواجهة هذه الأفكار، واستبدالها بوجهات نظر أكثر واقعية وتوازناً.
5. تحديد أهداف صغيرة:
وضع أهداف صغيرة قابلة للتحقق، تتعلق بالتعرض للماء، والاحتفال بالتقدم، والاعتراف بأن التغلب على «رهاب الماء» عملية تدريجية.
6. اتباع أسلوب حياة صحي:
الاهتمام بالصحة العامة يدعم جهود التغلب على «رهاب الماء»، والتأكد من ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، وتناول نظام غذائي متوازن، والحصول على قسط كافٍ من النوم، كما يجب الانخراط في الأنشطة، التي يستمتع بها الفرد، وتساعده على الاسترخاء، وتقليل التوتر.