#صحة
سارة سمير 17 يوليو 2024
أصبحت حساسية الطعام عند الأطفال مصدر قلق متزايداً للآباء والمعلمين، ومقدمي الرعاية الصحية، وتحدث هذه الحساسية عندما يحدد الجهاز المناعي، عن طريق الخطأ، بعض البروتينات الموجودة في الطعام على أنها ضارة، ما يؤدي إلى ردود فعل سلبية مختلفة.
لذلك، يعد فهم الأسباب والأعراض واستراتيجيات الإدارة أمراً بالغ الأهمية؛ لضمان صحة الأطفال المصابين.
ما حساسية الطعام عند الأطفال؟
تنتج حساسية الطعام عند الأطفال، في المقام الأول، عن فرط حساسية الجهاز المناعي لبروتينات معينة، موجودة في بعض الأطعمة.
وتشمل المواد الشائعة المسببة للحساسية: الفول السوداني، والمكسرات والحليب والبيض والقمح وفول الصويا والأسماك والمحار. ويكون للعوامل الوراثية دور مهم، فالأطفال الذين لديهم تاريخ عائلي من الحساسية هم أكثر عرضة للإصابة بحساسية الطعام، فضلاً عن العوامل البيئية، التي تساهم بشكل كبير، مثل: التعرض المبكر لمسببات الحساسية، وتغيرات النظام الغذائي ونمط الحياة، وأيضًا في تطور هذه الحساسية.
وسلطت الدراسات الحديثة الضوء على التأثير المحتمل لـ«فرضية النظافة»، التي تشير إلى أن التعرض المنخفض للعوامل المعدية، والكائنات الحية الدقيقة في مرحلة الطفولة المبكرة، قد يزيد قابلية الإصابة بأمراض الحساسية. وتفترض هذه النظرية أن عدم وجود تحديات مبكرة للجهاز المناعي قد يؤدي إلى استجابة مناعية مفرطة النشاط للمواد غير الضارة، مثل بروتينات الطعام، وبالإضافة إلى ذلك قد تؤثر التغيرات الغذائية، مثل: تقليل استهلاك الأطعمة التقليدية، وزيادة تناول الأطعمة المصنعة، في انتشار حساسية الطعام المتزايد.
أعراض حساسية الطعام عند الأطفال:
تشتكي الأمهات الجديدات، كثيراً، من عدم قدرتهن على اكتشاف ما إذا كان الطفل مصاباً بحساسية تجاه أنواع معينة من الطعام أم لا. وهناك عدد من الأعراض، التي تنتشر على نطاق واسع بين الأطفال، وتشير إلى وجود حساسية تجاه الطعام، وتكون خفيفة إلى شديدة، ومنها:
· الشرى.
· الحكة.
· التورم.
· آلام المعدة.
· القيء.
· الإسهال.
في الحالات الشديدة، قد يعاني الأطفال:
- الحساسية المفرطة.
- صعوبة في التنفس.
- انخفاض ضغط الدم.
- فقدان الوعي.
لذا، من المهم أن يتعرف الآباء على هذه الأعراض، ويطلبوا عناية طبية فورية من مقدمي الرعاية؛ إذا اشتبهوا في حدوث رد فعل تحسسي.
ويختلف توقيت الأعراض وظهورها، أيضاً، فقد يعاني بعض الأطفال ردود فعل فورية في غضون دقائق من تناول الطعام المسبب للحساسية، بينما يعاني آخرون ردود فعل متأخرة تحدث بعد ساعات عدة. ويجعل هذا التباين من الصعب تحديد الطعام، الذي يسبب الحساسية، خاصة في الحالات التي يتم فيها تناول أطعمة متعددة معاً.
تشخيص حساسية الطعام:
عادةً، يتضمن تشخيص حساسية الطعام لدى الأطفال مزيجاً من التاريخ الطبي، والفحص البدني، والاختبارات التشخيصية.
وقد يستخدم الأطباء والمتخصصون اختبارات وخز الجلد، واختبارات الدم، واختبارات الطعام عن طريق الفم؛ لتحديد مسببات الحساسية. وتتضمن اختبارات وخز الجلد وضع كمية صغيرة من مستخلص مسببات الحساسية على الجلد ووخزه؛ لمراقبة حدوث رد فعل.
وتقيس اختبارات الدم مستوى الأجسام المضادة (IgE) المحددة لأطعمة معينة، كما تتضمن اختبارات الطعام عن طريق الفم، التي يتم إجراؤها تحت إشراف طبي، إدخالاً تدريجياً لمسببات الحساسية المشتبه بها؛ لمراقبة حدوث ردود الفعل السلبية.
ويعد التشخيص الدقيق أمراً ضرورياً لتطوير خطة إدارة فعالة، حيث يؤدي التشخيص الخاطئ إلى قيود غذائية غير ضرورية، وزيادة القلق لدى الأطفال والآباء، ومن الأهمية بمكان التمييز بين حساسية الطعام والحالات الأخرى، مثل: عدم تحمل الطعام، والحساسية، التي قد تسبب أعراضاً مماثلة، لكنها لا تؤثر على الجهاز المناعي.
كيفية إدارة حساسية الطعام عند الأطفال، وأبرز طرق الوقاية:
إدارة حساسية الطعام لدى الأطفال مزيج من التجنب والتعليم والاستعداد للطوارئ. لذا، يجب على الآباء والطبيب المتابع لحالة الطفل، قراءة ملصقات الطعام بعناية، وتجنب التلوث المتبادل أثناء تحضير الطعام.
كما يعد تثقيف الأطفال حول حساسيتهم، وتعليمهم معرفة الأطعمة المسببة للحساسية وتجنبها، أموراً لا غنى عنها. ففي حالات الحساسية الشديدة، قد يكون حمل محقن الأدرينالين التلقائي (EpiPen)، ووضع خطة عمل، أمرين منقذين للحياة.
وتلعب المدارس، ومقدمو خدمات رعاية الأطفال، دوراً أيضاً في إدارة حساسية الطعام، إذ يساعد تنفيذ سياسات صديقة للحساسية، مثل: المناطق الخالية من المواد المسببة للحساسية، والتدريب الشامل للموظفين، في توفير بيئة أكثر أماناً للأطفال المتضررين.
كما تساعد التدابير الوقائية، مثل تقديم الأطعمة المسببة للحساسية في وقت مبكر وتحت إشراف طبي، أيضاً في تقليل خطر الإصابة بحساسية الطعام، حيث تشير الإرشادات الحديثة إلى أن تقديم الأطعمة المسببة للحساسية، مثل: الفول السوداني والبيض، للرضع الذين تراوح أعمارهم بين 4 و6 أشهر، قد يقلل احتمالية الإصابة بالحساسية.
ومع ذلك، ينبغي أن يكون هذا النهج مصمماً وفقاً لعوامل الخطر الفردية لكل طفل، وأن يتم إجراؤه بالتشاور مع مقدم الرعاية الصحية.