#مجوهرات وساعات
ميثاء الديواني السبت 6 يوليو 11:00
نشأ كريستيان سلموني في كنف عائلة متخصصة في صناعة الساعات بسويسرا. خلال السبعينيات، أثناء التحاقه بالجامعة، حصلت «أزمة الكوارتز»، التي كادت تطيح بصناعة الساعات السويسرية، ما دفعه إلى الابتعاد عن هذا المجال، ودراسة الشراء، وحصل على درجة الماجستير. بعد فترة في الخدمات المالية، انضم إلى «Vacheron Constantin»، منذ 34 عاماً، حيث شغل مناصب عدة، وأصبح رئيساً للمشتريات، ثم التحق باللجنة المسؤولة عن تطوير المنتج. في عام 2001، طُلب منه إنشاء قسم المنتجات، وأصبح مديره، ولاحقاً مديراً لتسويق المنتجات. وخلال 2017، أصبح مديراً فنياً للعلامة التجارية، ثم مديراً للأسلوب والتراث، وعضواً في لجان عدة.. التقيناه على هامش معرض «Vacheron Constantin» في أبوظبي، حيث عرضت الدار روائعها من الساعات الفاخرة الجديدة، لأول مرة، أمام جمهورها.
ما اللحظات الأساسية، التي تعتز بها خلال أدوارك المختلفة في «Vacheron Constantin»؟
من الصعب جداً أن أختار لحظة معينة، لكن إحدى هذه اللحظات كانت خلال وجودي بالشركة أثناء الذكرى السنوية ال250، في عام 2005. كان ذلك مُرهِقاً للغاية، حيث عملنا لسنوات على هذه الساعات، وكانت لحظة حاسمة لعلامة «Vacheron Constantin»، بمعنى أننا عدنا بصناعة ساعات عالية، ما مثل نقطة انطلاق لتطورات مستقبلية عدة.
سعي إلى الابتكار
كيف توازنون بين تراث علامتكم، والسعي إلى الابتكار، والبقاء على صلة بسوق اليوم؟
تشيرين إلى شيء مهم للغاية؛ فهذا هو التحدي اليومي، الذي يواجهه زملائي المصممون، فلدينا تراث عظيم يعود إلى عام 1735، ونسعى إلى الحفاظ على رابط ثمين بين اليوم وتراثنا. نريد أن تعكس ساعاتنا الجديدة روح العصر مع احترامنا لتراثنا، لذلك ننظر إلى «Vacheron Constantin» كعلامة تجارية كلاسيكية. ونسعى، دائماً، إلى تطوير ساعاتنا بطريقة تحافظ على هذه الصلة. في كل ابتكار وتصميم نقوم بإعدادهما، نتأكد دائماً من احترامنا للمكان الذي أتينا منه، وفي الوقت نفسه نحرص على أن تكون ساعاتنا الجديدة ذات صلة تماماً بالعالم، الذي نعيش فيه اليوم.
ما أبرز الابتكارات، التي أطلقتها «Vacheron Constantin» في «ساعات وعجائب 2024»؟
يجب أن أذكر التحفة الفنية «بيركلي»، وهي ساعة جيب كبيرة، أصبحت الأكثر شمولاً في التاريخ؛ فقد استغرقت 11 عاماً من التطوير، وتتضمن 63 تعقيداً، وهو رقم قياسي جديد. والمثير للاهتمام أنها تدمج التقويمَيْن: الصيني، والتقليدي. وهو تحدٍّ كان يعتبره الخبراء مستحيلاً بسبب تعقيداته؛ لأن التقويم الصيني معقد بشكل لا يصدق. وعادةً، مع مفهوم صناعة الساعات، من الصعب جداً دمج عدم الانتظام في هذا التقويم؛ حتى لا نتعمق كثيراً في التقنية. لذا يصمم مهندسونا تلك الآلية، التي يمكن أن تجعلها دائمة، وهي الأولى من نوعها في العالم. بالنسبة لي، هذا هو الابتكار الأكثر إثارة للانتباه الذي قمنا به هذا العام، ويجب أن أتحدث عنه.
ما الذي ألهمكم طرح ميناء باللون الأخضر الغامق في ساعات «Overseas»؟
هناك اتجاه للتجديد، منذ ثلاث أو أربع سنوات. فقد قررنا أن نأخذ وقتاً كافياً لتطوير اللون الأخضر، الذي أردنا الوصول إليه في ساعات «Overseas». أردنا تطوير لون أخضر يعكس تعقيد لون الميناء الأزرق، الذي قدمناه في 2016. أخذنا وقتنا؛ لنحصل على اللون الأخضر المثالي، الذي يتغير مع الضوء، ويعكس فلسفتنا في الابتكار والتطوير ببطء، ولكن بثبات.
هل هناك تغيرات شهدتها منذ دخولك هذه الصناعة، وكيف تكيفت «فاشرون كونستانتين» معها؟
منذ التسعينيات، شهدت صناعة الساعات الفاخرة تغيرات هائلة، فقد كانت صناعة الساعات الفاخرة - إلى حدٍّ كبير - مكاناً متخصصاً في سوق المنتجات الفاخرة، أو تجارة الإكسسوارات. وفي اللحظة، التي أتاح فيها اختراع حركة الكوارتز للصانعين إمكانية القيام بحركات أبسط وأرخص، رأينا فجأة الساعات البلاستيكية. كانت فترة مخصصة للرفاهية إلى حدٍّ كبير, وعادت صناعة الساعات، ميكانيكياً، إلى دائرة الضوء، بفضل مجموعة من هواة جمع الساعات بجميع أنحاء العالم. وفي النصف الثاني من التسعينيات، وأوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، شهدنا بالفعل وصول مجموعات كبيرة فاخرة، ساعدت كثيراً في أن تصبح صناعة الساعات جذابة. بالنسبة لي، كان هذا هو التغير الأكثر أهمية في الثلاثين عاماً الماضية، وهو دمج صناعة الساعات الفاخرة القادمة من جامعي الساعات المتخصصة، وعدد قليل من هواة الجمع حول العالم.
الساعات الميكانيكية
لماذا تشهد هذه الصناعة إقبالاً على الساعات الميكانيكية؟
اليوم، يمكن للجميع قراءة الوقت من هواتفهم وسياراتهم. لكنَّ العملاء يحبون الساعات الميكانيكية؛ لأنها تجمع بين الجمال والحرفية، أيضاً هناك حنين إلى الأشياء الميكانيكية في عالم يزداد فيه كل شيء رقمنة؛ ما يجعل الساعات الميكانيكية جذابة بشكل خاص.
ما الاتجاهات المتوقعة في المستقبل؟
هناك إجابات عدة محتملة لسؤالك؛ لذلك أعتقد أن ما نراه هو أن السيدات زاد اهتمامهن بصناعة الساعات الفاخرة، وربما تتلاشى الحدود بين الساعات الرجالية والنسائية. لذلك، في المستقبل، قد نتحدث فقط عن الحجم الكبير، أو الصغير، أو المتوسط، وستكون هناك دائماً استثناءات. أيضاً، تقنيات التصنيع والتصميم، بمساعدة الكمبيوتر، ستستمر في التطور، ما يمنحنا إمكانيات جديدة للإبداع في تصميم الساعات الميكانيكية. منذ نشأة الدار، عام 1755، كانت هناك حروب وثورات وزلازل وأوبئة، لكننا لم نتوقف؛ لأننا نتطلع دائماً إلى الأمام. وأعتقد أننا قمنا، كذلك، بدمج كل ما يمكن التفكير فيه بالتصاميم، من حيث التقنيات والابتكار. وبسبب كل هذا، أشعر براحة حقيقية تجاه المستقبل.
ما اللحظة، أو المنتج، الأكثر شهرةً في تاريخ «Vacheron Constantin»؟
عودة صناعة الساعات الميكانيكية كانت لحظة مهمة في تاريخنا، ومن الساعات التي أعجبتني كانت ساعة منذ عام 1943 بتصميم عسكري، وساعة من مجموعة «Patrimony» صممت عام 2004، فكلتاهما تعكس التزامنا بالكلاسيكية والأناقة.
هل هناك نصيحة تقدمها إلى صانعي الساعات، والمصممين الطموحين؟
المثابرة والتفاني في العمل هما الأساس، وإذا كانت لديك المهارة اللازمة لتكون صانع ساعات أو مصمماً، فالأمر مثل الموسيقي، وكل ما عليك أن تعمل بجد وتتمرن؛ حتى تصبح أفضل في مجالك.
ما مدى أهمية سوق الشرق الأوسط، خاصة الإمارات العربية المتحدة، بالنسبة ل«فاشرون كونستانتين»؟
الإمارات سوق مهم لنا، فلدينا تاريخ طويل مع هذه المنطقة، وكان هناك العديد من جامعي الساعات المشهورين في جميع أنحائها. وأعتقد أن ما يثير اهتمامي، كلما جئت إلى هنا، هو رؤية مدى أهمية صناعة الساعات، ربما لجيل أصغر سناً، مقارنة بجيل السبعينيات أو الستينيات. وأعتقد أن هناك اهتماماً متزايداً بصناعة الساعات الفاخرة، والكثير من الشغف بين الأجيال الشابة. شخصياً، أعتقد أن الإمارات ستصبح ريادية في المستقبل. إن الإمارات وشركتنا على اتصال وثيق بالتراث، لكنهما في الوقت نفسه منفتحتان على تبني الجديد، لأننا نتشارك القيم نفسها من وجهة نظر ثقافية. في هذا السياق، أرى أن المستقبل مشرق حقاً بالنسبة لكم، وإذا كنا نقوم بعملنا بشكل صحيح فبالنسبة لنا أيضاً، فلطالما كانت (VCA) على اتصال بعالم الفنون والثقافة، وهذا أمر استثنائي مع ما نراه هنا، وستتعين علينا مشاركة المزيد من الأشياء الجميلة معاً، مراراً وتكراراً.
هل من رسالة تود توجيهها إلى عشاق الساعات في أبوظبي؟
خلال هذا المعرض، أعتقد أننا نوجه رسالة، بمعنى أننا أقمنا خلال العام الماضي حدثاً رائعاً، ونظهر أن (VCA) تولي الدولة وأبوظبي اهتماماً كبيراً. هذا العام، نحن هنا في أبوظبي، وأنتم السوق الأول، الذي نعرض فيه ابتكاراتنا الجديدة من معرض «ساعات وعجائب»؛ لذا أعتقد أن هذا دليل واضح على مدى أهمية أبوظبي بالنسبة لنا.