#تنمية ذاتية
أمل نصر الدين 17 يونيو 2024
لماذا يعاني الكثيرون صعوبة في تغيير بعض عاداتهم، أو مسارات حياتهم؟.. وما المعوقات التي تجعل رحلة التغيير معقدة؟.. ولماذا يبدو التغيير أمراً مستحيلاً بالنسبة لبعض الأشخاص؟.. هذه التساؤلات، وغيرها، تجيب عنها الدكتورة والكاتبة سلوى العنزي، المتخصصة في إعادة برمجة العقل الباطن، ومؤلفة كتب، منها: «أسرار ومفاتيح التجلي»، و«رسائل من القلب»، في الحوار التالي:
كيف انتقلت من تخصصك «الهندسة الكيميائية» إلى «برمجة العقل الباطن»؟
بعد تخرجي في كلية الهندسة، وتخصصي في «الهندسة الكيميائية»، واصلت دراستي، وحصلت على الدكتوراه في التخصص نفسه من جامعة «لوفبرو» في بريطانيا. كنت محظوظة في مساري المهني، ولم أواجه أي عقبات، وبعد الزواج والأمومة، أصبحت أمًا لخمسة أبناء. لم أغير مساري بالكامل، بل قررت توسيع دائرة معرفتي واهتماماتي إلى جانب عملي الأساسي. بعدها بدأ الملل والروتين يتسللان إلى حياتي، ورغم أنني كنت ممتنة لكل نعم الحياة، فإنني شعرت بالفراغ، والحاجة إلى شيء يجلب الحيوية، والإشراق إلى حياتي.
..وماذا بعد؟
قرأت، وبحثت، إلى أن وجدت ضالتي في دراسة التنمية البشرية، وتطوير الذات، وعلوم إعادة برمجة العقل الباطن، وفتحت أمامي بوابة كبيرة لتغيير حياتي إلى الأفضل، ثم الانتقال إلى مرحلة مساعدة الآخرين، من خلال الاستشارات والتدريب، فمن خلال إدراكنا ووعينا لقوة «العقل اللاواعي»، نستطيع اكتساب أفكار وسلوكيات جديدة، تجعل حياتنا أفضل.
صعوبة التغيير
..وماذا بعد؟
قرأت، وبحثت، إلى أن وجدت ضالتي في دراسة التنمية البشرية، وتطوير الذات، وعلوم إعادة برمجة العقل الباطن، وفتحت أمامي بوابة كبيرة لتغيير حياتي إلى الأفضل، ثم الانتقال إلى مرحلة مساعدة الآخرين، من خلال الاستشارات والتدريب، فمن خلال إدراكنا ووعينا لقوة «العقل اللاواعي»، نستطيع اكتساب أفكار وسلوكيات جديدة، تجعل حياتنا أفضل.
لماذا يجد البعض صعوبة في التغيير؟
لأن الناس اعتادوا المكوث في منطقة الراحة، فيخافون من التغيير، أو لأنهم يعيشون حالة الإنكار، فالتغيير يحتاج قوة وشجاعة ومبادرة من الشخص، وصدقاً مع الذات؛ لإيجاد واقع حياتي أفضل على جميع الصعد، ومن خلال التحكم في قوة «العقل اللاواعي»، وتوجيهه في الاتجاه الذي يخدمنا؛ نستطيع الحصول على نتائج تُحدث نقلة في حياتنا، ونحقق أهدافنا بسرعة، وبأقل مجهود.
ما الفرق بين العقلَيْن: الواعي، واللاواعي؟
العقل الواعي هو العقل الذي نخطط به لحياتنا، ونستخدمه في ترتيب أمورنا الحياتية اليومية، مثل: ماذا سنأكل اليوم؟.. وأين سنذهب؟.. ومتى سنسافر ومع من؟.. وغيرها من المهام اليومية، التي يجب أن ننجزها، ومن المهم أن نعرف أن قدرة العقل الواعي محدودة، فلا يمكنه أن يتعامل مع أكثر من 3 مهام في الوقت ذاته. أما العقل الباطن أو اللاواعي فهو قوة عظيمة، تكمن داخل النفس البشرية، وهو جزء من العقل البشري، ويعد مخزنًا للذكريات والمعلومات، وفيه تختزن المشاعر والانطباعات منذ الطفولة، وعقلنا اللاواعي يتحكم في كثير من ردود أفعالنا دون أن نشعر، من خلال التجارب والخبرات السابقة، جيدة أو سيئة، فكلها تخزن، ونبني عليها ردود أفعالنا المستقبلية، وهذا يفسر لنا كثيراً من المواقف التي تظهر فيها مشاعر كالخوف غير المبرر من أمور لا تشكل خطراً أو تهديداً؛ نتيجة حوادث سابقة تعرضنا لها، وتم تخزينها في عقلنا اللاواعي، مثل: الخوف من المرتفعات، أو ركوب الطائرات، أو غيرهما من الأمثلة، فمن خلال إعادة برمجة عقلنا اللاواعي؛ نستطيع تغيير كل تلك المشاعر السلبية؛ ما يمنحنا مزيدًا من القوة والتحكم والسعادة؛ لنصبح أكثر قدرة على مواجهة تحديات الحياة، وهذا يفتح لنا آفاقاً جديدة؛ لنحلق بنسخة جديدة من أنفسنا، تكون أكثر قوة وسعادة وتحكماً.
ما الأمور التي تؤثر في عقلنا اللاواعي؟
عقلنا الواعي، والبيئة، والتربية والتنشئة وجميع الخبرات والتجارب التي مررنا بها منذ طفولتنا، كل تلك الأمور مجتمعةً تؤثر في عقلنا اللاواعي، وتدفعنا وتحركنا وتتحكم في ردود أفعالنا، كذلك حوار الشخص، وكلماته مع نفسه، أو ما نطلق عليه الحوار الذاتي، كل تلك الأمور لها أشد الأثر في برمجة عقلنا اللاواعي. لذلك، كان لا بد من الانتباه جيداً إلى كل كلمة نستقبلها من العالم الداخلي، وكذلك العالم الخارجي، وأن نتعلم كيف نجيد التركيز على الصحيح الإيجابي، ونرسخه في عقولنا؛ لنصنع صورة ذهنية صحيحة عن ذواتنا.
إعادة برمجة
كيف يمكن إعادة برمجة جميع تلك المعتقدات الخاطئة، التي كبرت معنا؟
أول خطوة لإعادة البرمجة أن نحب أنفسنا وذواتنا، ونتقبلها بكل عيوبها، ونعلم أننا في رحلة لإصلاح ذواتنا؛ لنعيش حياتنا بشكل أفضل، وأن نحب كذلك كل ما حولنا؛ لأن طاقة الحب هي طاقة الفطرة السليمة، التي تحرك الكون، فنحيا بالحب وبالقلوب السليمة العامرة بالخير والإيجابية. الخطوة التالية هي تعلم تقنيات إعادة برمجة العقل اللاواعي.
.. وما نتائج ذلك؟
سوف يتجلى في حياتنا كل ما نريده، وكل ما هو إيجابي، بسرعة فائقة، فنحيا الإنجاز والنجاح والسعادة والراحة، وجميع ما يجعل الإنسان في حالة رضا عن حياته، حتى في حال وجود أحداث قد تبدو صعبة؛ فالعيش بتلك العقلية المحبة، يجعلك في حالة سكون وتسليم وتناغم عجيب.
كيف نبدأ التغيير؟
التغيير يبدأ حينما يشعر الإنسان بأن هناك شيئاً ينقصه، أو بأنه لا يجد السعادة، وهنا تبدأ النفس البشرية البحث عما يحقق لها السعادة والبهجة، وحينما يبدأ الإنسان طريق التغيير الصحيح؛ تتحول كل دقيقة في الحياة إلى سعادة وبهجة، وتمتلئ الحياة عطاءً وفرحاً، وبكل ما هو إيجابي.
لماذا يجد البعض صعوبة في التغيير؟
التغيير أمر بسيط جداً؛ إن أراد وقرر الإنسان ذلك، ويأتي من خلال تحديد الأمور التي يحتاج الشخص إلى تغييرها في شخصيته أو حياته، فيكتبها، ويحدد أهدافه، ثم يستعين بالمعرفة والعلم لتحقيق هذا الهدف، وهنا يأتي دور الممارسات والتمارين وحضور الدورات والمحاضرات، وطلب الاستشارات من المتخصصين، وجلسات وتقنيات إعادة البرمجة، التي تدعمه في تسهيل عملية التغيير، والوصول إلى هدفه، ولكي يحدث تغيير فعال في واقعنا؛ لا بد من إحداث تغيير حقيقي في عقلنا اللاواعي، وإعادة برمجة العقل الباطن، من خلال تغيير الأفكار والمعتقدات، في هذه الحالة سنحصل على نتائج مختلفة، ويحدث تغيير حقيقي تظهر نتائجه، وتتجلي في واقعنا.
هل هناك أوقات أفضل من غيرها؛ لبدء إعادة برمجة عقولنا؟
كل يوم فرصة جديدة للبدء؛ لنعيش حياة أفضل، والمهم أن تكون هناك نية صادقة، وعزيمة قوية، وأول خطوة على طريق التغيير تكون بعمل جلسات إعادة برمجة للعقل اللاواعي، واستخدام إحدى التقنيات المختلفة لذلك، وهي كثيرة، ثم تطبيق هذه التقنيات والتمارين عملياً، إلى أن تتم بالفعل إعادة البرمجة.
ما نصيحتك لكل باحث عن التغيير؟
أن يعتمد الإنسان لنفسه نمط حياة إيجابياً، وأن يستحضر النعم التي يمتلكها، بدءاً من أصغرها، التي قد لا نشعر بوجودها، مثل: القدرة على التنفس، والحركة، وصولاً إلى أكبرها، مثل: العافية، والأمن، والأمان. وفي هذا الصدد، أنصح بأن نخصص مفكرة صغيرة لإحصاء النعم، وأن نكتب فيها ببداية اليوم خمس نعم نحمد الله ونشكره عليها، وقبل النوم نعدد خمسة أمور جميلة حدثت خلال اليوم، لدعم التغيير، وبرمجة عقلنا اللاواعي، فتذكر النعم، واستحضار اللحظات الجميلة ممزوجة بمشاعر الشكر والامتنان، سيدعمان حصولنا على إنجازات ونجاحات أكبر. بالإضافة إلى ذلك، كما ذكرت سابقاً، لا بد من تعلم إحدى تقنيات إعادة البرمجة لعقلنا اللاواعي، حتى نستطيع التخلص من آثار الذكريات المؤلمة، التي قد تؤثر في حياتنا بشكل سلبي، فهناك تقنيات للتخلص من ألم الذكريات القديمة. أخيراً.. لا بد أن نتعلم مهارة تبسيط الأمور، وحل المشكلات؛ لنعيش حياة أجمل وأفضل، فلا نضخم أي حدث عادي في الحياة، وأن نبحث في كل مشكلة عن الحل، وألا نستهلك أنفسنا، ونهدر طاقتنا، بل نفكر مباشرة في الحلول المتاحة، وأن نتعلم أنه ليس مهماً ما حدث، ولكن المهم أن نتحكم في ردة أفعالنا تجاه الحدث. فمهما كانت الأحداث كبيرة، فبهدوئنا وردة فعلنا المتزنة، يهون علينا كثير من أحداث الحياة، وهذه الطريقة تمنح الإنسان قوة تعينه على اجتياز المواقف الصعبة بشكل أفضل، وتبسيط الأمور لا يعني التهاون، ولكنه يعني أن نتجنب فَوْرة المشاعر؛ لنحافظ على سلامنا واتزاننا الداخليين.