#منوعات
زهرة الخليج - الأردن 5 يونيو 2024
يعكس إحياء «اليوم العالمي للبيئة» الأهمية المتنامية لمساعي ومبادرات صون البيئة وحمايتها، التي تقوم بها منظمة الأمم المتحدة، في ظل تفاقُم التحديات الناجمة عن التغيُّر المناخي والتلوث وانبعاثات غازات الدفيئة.
وتمثل هذه المناسبة نداءً لتضافر الجهود بين المؤسسات، وتعزيز التعاون بين الدول للتصدي لهذه التحديات، التي تلقي بظلالها على العالم أجمع، ودفع عجلة التنمية المستدامة، باعتبارها السبيل المثلى للجمع بين التقدم والنماء وحماية البيئة، واستشراف مستقبلٍ أفضل للبشرية جمعاء، حيث تزداد الخشية من التعرض لتلوث الهواء، بما يتجاوز المستويات المأمونة بنسبة 50%، كما ستتضاعف النفايات البلاستيكية، التي تتدفق إلى النظم البيئية المائية، ثلاث مرات تقريبًا، بحلول عام 2040.
ووفقاً لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، فإن ما يصل إلى 40%، من أراضي كوكب الأرض متدهورة، ما يؤثر بشكل مباشر على حوالي نصف سكان العالم.
وتعد استعادة الأراضي ركيزة أساسية لعقد الأمم المتحدة لاستعادة النظم البيئية (2021-2030)، وهو نداء عالمي لحماية وإحياء النظم البيئية في جميع أنحاء العالم، وهو أمر حاسم لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
واختارت منظمة الأمم المتحدة شعار «أرضنا مستقبلنا #معاً_نستعيد_كوكبنا»، ليكون محور المناسبة لعام 2024، الذي يوافق الذكرى الثلاثين لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، حيث تستضيف المملكة العربية السعودية الدورة السادسة عشرة من مؤتمر الأطراف (COP 16)، في شهر ديسمبر المقبل.
وتحمل مناسبة «اليوم العالمي للبيئة»، في طياتها، رمزيةً خاصة في دولة الإمارات العربية المتحدة، في ظل الرؤية السديدة للقيادة الرشيدة، حيث باتت الدولة نموذجاً في تعزيز العمل البيئي، وتبني نهجٍ مُستدام، وتوسيع نطاق إعادة التدوير والاعتماد على موارد الطاقة المتجددة والنظيفة، والاستغلال الأمثل للموارد الهيدروكربونية، وتطبيق الممارسات الصديقة للبيئة في إدارة النفايات.
الإمارات سباقة:
تعد الإمارات، كذلك، سباقة بين دول العالم في مكافحة التصحر وحماية الأراضي، من خلال برامج عدة في هذا الشأن، كان من أبرزها: وضع الاستراتيجية الوطنية لمكافحة التصحر لعام 2022-2023، ووضع خطط واضحة لدعم الزراعة العضوية والتوسع، والاستراتيجية الوطنية للتنوع البيولوجي، ورسم الخرائط الجوية للمناطق الزراعية، وإطلاق مبادرة «نخيلنا».
وكانت الإمارات سباقة، كذلك، في تنفيذ عمليات الاستمطار الاصطناعي، الذي كان له دور كبير في مكافحة التصحر والجفاف، وزيادة الرقعة الخضراء في البلاد، وزيادة المخزون المائي.
وتسعى الإمارات لزراعة ما يقارب الـ100 مليون شجرة قرم مع حلول عام 2030، ما يعني تأمين حماية كبرى للتربة والأرض، وخفض الانبعاثات السامة، وزيادة نقاء الهواء، ورفع قدرة الدولة على مواجهة تغيرات المناخ.
هيئة حكومية تعنى بالبيئة:
ويعزز هذه الرؤية إنشاء هيئة حكومية جديدة في إمارة دبي، تعنى بالبيئة والتغير المناخي، لتكون الجهة المختصة في الإمارة بكافة المسائل ذات العلاقة بوضع واعتماد وإدارة الخطط والسياسات والاستراتيجيات ذات العلاقة بالتغير المناخي وحماية البيئة والأمن الغذائي، وغيرها من المكوّنات المرتبطة بالبيئة.
وتسعى منظمة الأمم المتحدة لتعريف الناس بأهمية العناية بالبيئة العالمية، في ظل تآكل ما يعادل مساحة ملعب كرة قدم من التربة كل خمس ثوان، في الوقت الذي يستغرق فيه نمو 3 سنتيمترات من التربة السطحية 1000 عام. ويمكن للأشجار في المناطق الحضرية تبريد الهواء حتى 5 درجات مئوية، ما يقلل احتياجات تكييف الهواء بنسبة 25%. وتحتفظ البحيرات والأنهار والأراضي الرطبة بنسبة 20-30% من الكربون العالمي، رغم أنها تحتل فقط 5-8% من سطح الأرض.