#منوعات
زهرة الخليج - الأردن 22 مايو 2024
لا يدرك الأطفال الصغار قيمة الوقت، ويرفضون عادة التقيد بمواعيد صارمة، تحدد أولويات يومهم، خاصة في مرحلة ما قبل المدرسة، إذ يعتقد الصغار، عادة، أن الوقت أمامهم متاح دائماً للهو واللعب، دون ضوابط.
وحتى دخوله مرحلة المراهقة، يبقى صعباً على الطفل تحديد أولوياته، وتنظيم ساعات يومه، لذا من المهم أن تعي الأم أهمية تشجيع الطفل على تقسيم ساعات يومه، إذ يمكن تدريبه على أهمية إدراك الوقت، بناء على مرحلته العمرية، انطلاقاً من ذهابه إلى الروضة، ثم انخراطه في الصفوف المدرسية الأولى، حتى يصبح تقسيم وقت اليوم بحسب الأولويات عادة حميدة، يستطيع تطبيقها بسهولة، والهدف من ذلك أن يبدأ الاعتماد على نفسه، في مراحل عمره الحاسمة، وهي التي تبدأ بدخوله سن المراهقة.
أولويات الطفل:
بلا شك إن النوم لساعات كافية، وتناول الطعام الصحي، وممارسة النشاطات البدنية، تعتبر من أبرز أولويات الطفل، يضاف إليها تحديد مواعيد القيام بالواجبات المدرسية، مع دخول الطفل صفوف المدرسة الابتدائية.
وبالتأكيد مهمة إدراك الطفل، واقتناعه بقيمة الوقت، من المهام الصعبة للغاية، بدءاً من إقناعه بضرورة الخلود للنوم في ساعات المساء، وليس انتهاء بإيلاء مواعيد وجبات الطعام أهمية أخرى، عدا تحديد أوقات معينة؛ للهو واللعب على الأجهزة الإلكترونية، وتحديد مواعيد ممارسة النشاطات البدنية، مثل: السباحة، واللعب، والرسم والتلوين.
جدول زمني:
يعد النجاح في وضع جدول زمني للطفل، أبرز المهام المتعلقة بإدراك الطفل قيمة الوقت، وضرورة تقسيمه؛ للقيام بالمهام الضرورية يومياً، وكلما كان الطفل سريع الاستجابة ومتعاوناً، كلما كان أقدر على تحديد أولوياته، خاصة في مرحلة الدراسة.
وتستطيع الأم، بذكاء، أن تجعل عملية إدارة الوقت ممتعة، من خلال تخصيص مكافأة صغيرة للطفل؛ عند الالتزام بجدول زمني للمهام اليومية، التي يجب عليه القيام بها، وكلما تعود الطفل على إدارة وقته صغيراً، كلما نفعه ذلك في مرحلة المراهقة.
ومن المهم جداً تحديد الأولويات اليومية للطفل، فهو لا يدرك معنى أن عليه إنجاز مجموعة من المهام، لذا على الأم مناقشته في تحديد الأمور الضرورية، وبدء تنفيذها خلال ساعات اليوم، انطلاقاً من الأشياء الأكثر أهمية، مع ضرورة عدم شعور الطفل بالضغط، وتحويل المهمات اليومية، خاصة الدراسية منها، إلى وقت مرح يقضيه مع والدته بين المناهج، والكتب الدراسية.
ويمكن، كذلك، ترغيب الطفل في أداء مهامه اليومية، من خلال تهيئة غرفته لكل مهمة، من خلال تحضير أدوات الدراسة مثلاً، واختيارها بألوان زاهية ومختلفة، كذلك تنويع طرق ممارسة الألعاب، وعدم حصرها في شكل ونوع واحد، عدا إيلاء يوم الإجازة الأسبوعية أهمية خاصة، من خلال إدراك الطفل أنه يستطيع القيام بنشاط خارجي، يسمح له بالتعبير عن نفسه بحرية مسؤولة.