#تكنولوجيا
زهرة الخليج - الأردن 2 ابريل 2024
في الوقت الذي تتزايد فيه يومياً، نسب الإقبال على استخدام أنظمة وتقنيات الذكاء الاصطناعي المختلفة، كما يتزايد فيه أيضاً إقبال الشركات الكبرى والمتوسطة والصغيرة، في الاعتماد على الروبوتات المبرمجة بالذكاء الاصطناعي التوليدي، يتناسى معظم الناس الخطر القادم، جراء الرغبة بالاعتماد الكلي على الذكاء الاصطناعي، مقابل تقليل الاعتماد على العناصر البشرية في الأعمال.
ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد، إذ بدأت بعض المعاهد والكليات الجامعية الغربية، في الاعتماد على روبوت المحادثة الذكي ChatGPT، في تدريس الطلاب وحثهم على الاستعانة به للتحصيل الدراسي، وهو الأمر الذي يؤدي إلى ضعف الذاكرة وتراجع التحصيل الدراسي، بحسب دراسة بحثية علمية، نشرتها مجلة The International Journal of Educational Technology المختصة بتكنولوجيا التعليم، واستهدفت الدراسة تقييمات ذاتية قام بها الطلاب الجامعيون وطلاب مرحلة الدكتوراه، حيث أظهرت النتائج اعتماداً شبه كلي على أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي في تنفيذ المهام والمشاريع الأكاديمية المختلفة، وهو ما يؤكد أن الطلاب الذين تم استهدافهم في الدراسة البحثية، لا يشغلون عقولهم في فهم وإدراك المواد الأكاديمية التي يدرسونها، ويجدون الإجابات على أسئلتهم جائزة عبر روبوت المحادثة الذكي ChatGPT، الذي يغنيهم عن التحصيل العلمي وعن أي شيء آخر.
و لفهم العلاقة بين الاستخدام المهووس لروبوتChatGPT، وتراجع التحصيل الدراسي لدى الطلاب، جمع الباحثون إجابات من 165 طالبًا، أجابوا باستخدام مقياس مكون من 8 درجات لتحديد مدى اعتمادهم على ChatGPT، وقد تراوحت العبارات المستخدمة في المقياس بين: استخدم ChatGPT لأداء فروضي الدراسية، ويعد روبوت ChatGPT أداة مهمة في حياتي الجامعية.
وتوصل الباحثون إلى نتيجة مفادها، أن الطلاب عندما يكونون تحت ضغط العمل الأكاديمي والوقت، فإنهم يلجأون إلى استخدام ChatGPT بشكل كبير ومفرط، كما لاحظ الباحثون أن الطلاب الذين يستخدمون ChatGPT بنحو مكثف، يعانون الكسل أكثر من أقرانهم، كما تضعف ذاكرتهم، إضافة إلى ذلك تراجعت درجاتهم بنحو ملحوظ.
وينصح الباحثون القائمون على الدراسة، باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي للأغراض التعليمية، بحذر وباعتدال، خشية أن تؤدي كثرة استخدامها إلى نتائج عكسية على قدرات الطلاب.
وتثير نتائج الدراسة القلق في البيئة الجامعية، التي يتوقع منها تخريج طلاب على مستوى عال من الكفاءة الأكاديمية، بخصوص إساءة استخدام تقنيات وأدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي في البيئات التعليمية، والقلق المتزايد بين المعلمين بشأن إساءة استخدامها، خاصة فيما يتعلق بالنزاهة الأكاديمية، حيث إن الاستخدام المفرط لروبوت ChatGPT، يتسبب في تراجع الجهود الإدراكية التي يبذلها الطلاب مع فروضهم الدراسية، وذلك لأن الروبوت قادر على تقديم إجابات سريعة عن أي تساؤلات تُطرح عليه، بغض النظر إن كانت إجاباته جيدة أو سيئة.