#منوعات
ياسمين العطار السبت 20 ابريل 15:45
المغامرة هي الحافز الأكبر لرائدة الأعمال منار المعمري، التي آمنت بنفسها وقدراتها وكانت خلاقة في إيجاد الفرصة، بعدما التزمت بحلمها وواكبت طموحاتها أن تكون رائدة أعمال بمشروع استثنائي وبما يتماهى مع قناعتها بأن أكثر الأفكار نجاحاً هي تلك التي تنطلق من الحاجات الحقيقية للمجتمع. في لقاء مجلة «زهرة الخليج» معها، ترصد منار المعمري مناحي نجاحها في إيجاد فكرة مشروعها التجاري «هوم ميد»، الذي يتمتع بطابع خاص ومميز، تتحدث عنه بتوسع في الحوار التالي:
هل بدأت حياتك العملية مع مجال ريادة الأعمال؟
لا بل كانت بدايتي العملية بعيدة كل البعد عن ريادة الأعمال، إذ إنني كنت أعمل بدوام حكومي لمدة 6 سنوات، وبعدها تركته لأبحث عن كياني الخاص وأركز في تحقيق حلمي منذ الصغر في افتتاح مطعم، ولكن في تلك الأثناء تعرضت والدتي لوعكة صحية ومكثت معها بالمستشفى لمدة عام كامل، وبعد ذلك كانت بحاجة لبقائي معها لمتابعة حالتها في المنزل، وهذا الأمر تطلب مني تأجيل تحقيق حلمي للتفرغ لمساندة والدتي الحبيبة.
تجربة ودراسة
متى اتخذت خطوات جدية لتحقيق حلمك؟
بعد تلك الفترة التي قضيتها مع والدتي في محنتها، تمكنت من اتخاذ خطوات جدية في تنفيذ مشروعي، إذ بدأت بتجربة معظم المطاعم الموجودة في إمارة أبوظبي لتذوق الأطباق والتعرف على الأسعار، وقمت بعمل دراسة للسوق من خلال الاستقصاء والاستعانة بخبرات من المجال لمعرفة احتياجاته، وقد وجدت أن السوق يفتقر لجودة الطعام المنزلي والسعر المناسب، وهذا ما عملت عليه في مشروعي «هوم ميد»، الذي حرصت أن يراعي مختلف الأذواق العمرية، إذ قررت التخصص في الأكلات الشعبية الخليجية إلى جانب الأكلات السريعة، التي أحضرها بمواصفات خاصة تستند على الحفاظ على الطعم المنزلي، وذلك بجودة عالية في الخامات المستخدمة التي نحضرها طازجة كل يوم، هذا إلى جانب السعر المناسب للعميل، إذ أنني لا أطمح إلى الكسب السريع بل أسعى لبناء علامة تجارية مميزة.
لماذا وقع اختيارك على افتتاح مطعم؟
لأنني أهوى الطبخ منذ الصغر، وقد حرصت أمي على تعليمي سر وصفات أكلاتنا الشعبية الرائعة، لهذا اخترت هذا المجال الذي أجد فيه شغفي.
حدثينا على التحديات التي واجهتك عند افتتاح المشروع؟
واجهت في البداية الكثير من الصعوبات، نظراً لقلة خبرتي حينها في إدارة مشروع تجاري وكيفية إدارة رأس المال، والحفاظ على جودة المنتج والأيدي العاملة، ولكن مع الوقت اكتسبت الخبرة وتعلمت أشياءً كثيرةً من المواقف والأحداث اليومية التي أعيشها لتنمية مشروعي.
هل يحتاج افتتاح مشروع تجاري رأس مال كبير؟
لا بالعكس، فأنا أرى أن أي شخص ذكي يمكن أن يبدأ مشروعه التجاري بأقل تكلفة، فتحقيق الأحلام لا توقفها الأمور المادية، بل تعتمد على مقدار الإرادة والعزيمة التي يمتلكها الإنسان وقوة إيمانه بحلمه وقدرته على تحقيقه. كلامي هذا لم يأت من فراغ، بل من خلال النماذج الناجحة التي رأيناها حول العالم، والتي بدأت بعربية طعام وبالمثابرة أطلقت سلسلة مطاعم شهيرة.
كيف تمكنت من التميز بمجال عملك وسط المنافسة وتعدد الخيارات أمام العملاء؟
تمكنت من تحقيق التميز بفضل رضا الخالق وتوفيقه، وبعد جهد وتعب ومشقة كبيرة، إذ إنني منحت مشروعي جل اهتمامي ووقتي وتفكيري، وعملت بكل المهام بدايةً من استقبال الطلبات وإعداد الطعام وتقديمه للعملاء، ومتابعة كل كبيرة وصغيرة بإدارة المشروع، كما أنني حرصت على تقديم تجربة مغايرة للعملاء، إذ بإمكانهم التحكم في كيفية إعداد الطبق وتغيير بعض المكونات حسب ذائقتهم، وهذا الأمر تمكنت من إتاحته لأن جميع الأطباق بكل مكوناتها تحضر طازجة، هذا إلى جانب سعرها المناسب الذي يكون في متناول الجميع، وذلك انطلاقاً من حرصي على احترام عقلية العميل وخبرته الواسعة في تجربة الطعام خارج المنزل، ورغبتي في عودة عملائي الكرام وأن يصبح مطعمي ضمن قائمة المفضلة لديهم.
قناعة ومثابرة
في رأيك، هل التسويق له عامل أساسي في نجاح المشروعات التجارية؟
لا يمكنني أن أبدي رأيي بصفة عامة بالموضوع، ولكن قناعتي تدفعني إلى الاكتفاء بالطرق التقليدية للتسويق عن طريق حسابات المشروع على مواقع التواصل الاجتماعي، والابتعاد عن باقي أساليب التسويق سواء بالإعلانات أو بالاستعانة بمشاهير مواقع التواصل الاجتماعي، إذ أؤمن أن جودة الطعام تفرض نفسها، ولكن بالمثابرة.
هل تلقيتِ عروضاً لتمويل مشروعك؟
نعم تلقيت الكثير من العروض، لتمويل مشروعي وافتتاح عدة أفرع لتوسعته، ولكنني رفضت بشكل قاطع، إذ أن «هوم ميد» بالنسبة لي ليس مجرد مشروع تجاري، بل هو حياتي لذلك أسعى لتحقيق هذا التوسع بمجهودي الشخصي، حتى لو أخذ الأمر وقتاً طويلا.
ما الصفات والخصائص التي تميز رائدات الأعمال الناجحات؟
رائدة الأعمال الناجحة تتمتع بالعديد من الصفات التي تميزها وتساعدها على إنجاح مشروعها، ولعل من ضمنها الحماس الذي يأتي بسبب شغفها لأفكارها، وأيضاً الفضول، بما يتيح لها البحث باستمرار عن فرص جديدة، وكذلك القيام بالتجارب المنظمة مع كل فرصة جديدة تظهر أمامها، وذلك لاختبار وتقييم الفرص المتاحة. وأرى أن أهم صفة هي تحمل المخاطر، فغالباً ما ترتبط ريادة الأعمال بالمخاطر، فضلاً عن الإصرار والتفاؤل والإقناع والمرونة والقدرة على التكيف مع المواقف غير الاعتيادية، هذا إلى جانب الثقة بالنفس والحزم فلا مجال للتأخير والتأجيل في عالم الأعمال. فالمرأة الناجحة في هذا المجال تعرف ما الذي يجب فعله، ولا تتردد في اتخاذ القرارات التي توصلها للنجاح.
ماذا عن طموحاتك وأحلامك؟
أحلم أن يتحول مشروعي إلى علامة تجارية شهيرة لها أفرع في جميع إمارات الدولة وكذلك دول مجلس التعاون الخليجي.