#تغذية وريجيم
سارة سمير 12 مارس 2024
السحور هو وجبة يتم تناولها في الساعات الأولى من اليوم خلال شهر رمضان، إذ لها مكانة مهمة في ممارسات الصيام بجميع أنحاء العالم، وتعتبر هذه الوجبة قبل الفجر جزءاً أساسياً من الصيام وتحمل عدداً لا يحصى من الفوائد، بدءاً من الفوائد الجسدية إلى الروحية.
فوائد السحور التي تجعلكِ لا تستغني عن هذه الوجبة:
الفوائد الغذائية:
السحور من الناحية المثالية، هو وجبة صحية ومعتدلة تعمل كوقود قوي للجسم، مما يوفر طاقة كافية لساعات عدة، ولذلك فهي فرصة ممتازة لتناول العناصر الغذائية المتوازنة، والتي تعتبر حيوية للحفاظ على أداء الجسم على النحو الأمثل طوال اليوم.
تميل هذه الوجبة إلى أن تشمل مجموعة متنوعة من الفواكه والخضراوات، ومصادر غنية بالبروتين، والكربوهيدرات المعقدة، ويتم إطلاق هذه الكربوهيدرات ببطء في مجرى الدم، مما يساعد على الحفاظ على مستويات السكر في الدم متوازنة ومستقرة طوال اليوم، ويمنع انخفاض الطاقة المفاجئ والرغبة الشديدة في تناول الطعام.
اليقظة العقلية:
الانضباط المتمثل في الاستيقاظ مبكراً للسحور يمكن أن يحفز اليقظة الذهنية والوضوح، وتعتبر هذه الوجبة في الصباح الباكر بمثابة حافز لبدء عملية التمثيل الغذائي ونشاط الدماغ، مما يحدد نغمة إنتاجية وحيوية لليوم التالي، كما تساعد العناصر الغذائية التي يتم تناولها أثناء السحور على تحسين التركيز والذاكرة، حيث يتم تزويد الدماغ بالوقود والتغذية الكافية، ولذلك فإن ممارسة السحور تساهم بشكل غير مباشر في تعزيز الوظيفة الإدراكية والأداء العقلي طوال اليوم.
فائدة روحية:
من الناحية الروحية، السحور هو أكثر من مجرد وجبة؛ فهو عمل مبارك موصى به، حيث إن الاستيقاظ للسحور هو وسيلة لاتباع السنة، كما أنه وقت الطمأنينة والبركة، إنه وقت مخصص لتقوية العلاقة مع الله من خلال الصلاة وتلاوة القرآن، فهي فترة هادئة من التأمل والتواصل، مما يساهم في النمو الروحي والسلام.
يعزز الانضباط الذاتي:
السحور كممارسة، هو تمرين ممتاز في الانضباط الذاتي، فهو يتطلب الاستيقاظ في ساعة غير عادية، ومقاومة الرغبة في الإفراط في تناول الطعام، والحفاظ على نظام غذائي متوازن، ويؤدي هذا الروتين حتماً إلى بناء قوة الإرادة وضبط النفس، وهي صفات مفيدة بعد فترة الصيام، كما يمكن لهذا الانضباط أن يتغلغل في جوانب أخرى من الحياة، مما يعزز أسلوب حياة أكثر تحكماً وهدفاً.
يعزز أنماط نوم أفضل:
الاستيقاظ لتناول السحور يعزز أيضاً أنماط نوم أفضل، فهو يشجع على النوم المبكر، وبالتالي الاستيقاظ مبكراً، وهو نمط يتماشى مع إيقاع الساعة البيولوجية الطبيعي، حيث يؤدي روتين النوم المتسق هذا إلى تحسين جودة النوم ومدته بشكل عام، مما يساهم في تحسين الصحة والرفاهية، ومن المرجح أن يكون الفرد الذي يحصل على راحة جيدة منتجاً ونشطاً وفي مزاج إيجابي طوال اليوم.
يساعد على إدارة الوزن:
تناول وجبة سحور صحية يساعد على إدارة الوزن، ويمكن لتناول وجبة متوازنة في الصباح التحكم في الرغبة الشديدة وتقليل احتمالية الإفراط في تناول الطعام عند الإفطار، فهو يضمن حصول الجسم على الكمية المناسبة من السعرات الحرارية والمواد المغذية، مما يمنع الإفراط في تناول السعرات الحرارية في وقت لاحق من اليوم.
يقوي الروابط الاجتماعية:
يعتبر وقت السحور بمثابة حافز لتعزيز الروابط الاجتماعية، فهو الوقت الذي تجتمع فيه العائلة والأصدقاء لتناول الطعام معاً، مما يعزز الشعور بالوحدة والحب والدعم المتبادل، وهذا الجانب الجماعي للسحور لا يعزز متعة الأكل فحسب، بل يساهم أيضاً في تجربة رمضان الشاملة، فهو بمثابة تذكير بأهمية المجتمع والخبرات المشتركة والعمل الجماعي.
أفضل الأطعمة التي عليكِ تناولها في وجبة السحور:
تعد وجبة السحور ذات أهمية كبيرة لأنها بمثابة المصدر الأساسي للتغذية والطاقة خلال فترة الصيام، ولهذا السبب، يوصى بتناول وجبة متوازنة ومغذية، ومنها:
التمر:
التمر هو طعام تقليدي يتم تناوله عادة أثناء السحور والإفطار، وفوائد التمر متعددة فهو غني بالألياف التي تساعد على الهضم وتضفي الشعور بالشبع، مما يساعد على الحد من الجوع، علاوة على ذلك يعد التمر مصدراً رائعاً للطاقة، لأنه يحتوي على نسبة عالية من السكريات الطبيعية مثل الجلوكوز والفركتوز والسكروز، وهذا يعني أنها توفر دفعة سريعة وفعالة من الطاقة، مما يجعلها طعاماً مثالياً لتبدئي يومكِ به.
الحبوب:
الحبوب الكاملة مثل الشوفان والأرز البني وخبز الحبوب الكاملة هي مصادر رائعة للألياف والكربوهيدرات المعقدة، إذ يتم تكسير هذه الكربوهيدرات المعقدة وامتصاصها ببطء من قبل الجسم، مما يوفر إطلاقاً ثابتاً للطاقة طوال اليوم، ويساعد هذا الإصدار البطيء في الحفاظ على مستوى ثابت للسكر في الدم، مما يمنع ارتفاع الطاقة وتعطلها ويساعدك على البقاء راضياً ونشطاً طوال اليوم.
الأطعمة الغنية بالبروتين:
تعتبر الأطعمة الغنية بالبروتين مثل البيض والجبن واللبن واللحوم الخالية من الدهون ضرورية لسحور صحي، والبروتين ضروري لإصلاح وبناء الأنسجة، وهو أيضاً من المغذيات الكبيرة التي تستغرق وقتاً أطول في الهضم. وتساهم فترة الهضم الأطول هذه في الشعور بالشبع، مما يقلل من احتمالية الشعور بالجوع خلال فترة الصيام.
فواكه وخضراوات:
الفواكه والخضراوات ضرورية لوجبة سحور متوازنة، فهي قوة من الفيتامينات والمعادن والألياف الأساسية، ولها دور في الحفاظ على الصحة العامة وتعزيز جهاز المناعة والمساعدة على عملية الهضم، كما تحتوي الفواكه والخضراوات أيضاً على نسبة عالية من الماء، مما يساعد على الحفاظ على مستويات الماء في الجسم.
المكسرات والبذور:
المكسرات والبذور هي أطعمة غنية بالعناصر الغذائية ومليئة بالدهون الصحية والبروتينات والألياف، كما أنها عالية في السعرات الحرارية، هذا المزيج من العناصر الغذائية والطاقة يجعلها طعاماً ممتازاً لتوفير مستويات الطاقة المستدامة. يمكن بسهولة دمج الأطعمة مثل اللوز والجوز وبذور الكتان وبذور الشيا في وجبة السحور.
البقوليات:
تعتبر البقوليات مثل الفول والعدس والحمص من الأطعمة الممتازة التي يمكنك تضمينها في سحوركِ، فهي تحتوي على نسبة عالية من البروتين والألياف، مما يوفر إطلاقاً مستداماً للطاقة ويساعدكِ على الشعور بالشبع والرضا طوال اليوم.
الدهون الصحية:
الأطعمة مثل الأفوكادو والزيتون وجوز الهند تحتوي على نسبة عالية من الدهون الصحية، وهذه الدهون ضرورية لامتصاص الفيتامينات وتوفير الطاقة على المدى الطويل، كما أنها تساهم في الشعور بالشبع، مما يجعلها إضافة قيمة لسحوركِ.
الماء:
وأخيراً يجب عدم نسيان تناول كمية وفيرة من الماء، للحصول على الترطيب الكافي، لكن من المهم عدم تناول مقدار كامل من الماء أثناء السحور، وإنما توزيع الكمية المطلوبة في الفترة بين الإفطار والسحور، لتجديد طاقة الجسم والحصول على الترطيب الكافي، بالإضافة إلى تجنب الشعور بالانتفاخ.