#تغذية وريجيم
زهرة الخليج - الأردن 28 ديسمبر 2023
يأكل الناس للمحافظة على صحتهم بالدرجة الأولى، فالغذاء يبث الطاقة في أجسامهم، ويعينهم على استمرار الحياة. ومع تطور مناحي الحياة، تطورت الطرق التي يصنع بها الطعام، بعد أن كانت الوجبات تعتمد فقط على الطهي المنزلي، أو في المطاعم.
وكون الكثير من الناس لا يلتزمون بنظام طعام صحي، مكون من ثلاث وجبات تتنوع بها مصادر الأغذية، كما لا يلتزمون بتوقيت روتيني لتناول الطعام، يشعر الكثير منهم بالجوع ليلاً، وقد يكون هذا أمراً طبيعياً، في حال الانشغال نهاراً بالعمل، أو متابعة المسؤوليات العملية، أو الاجتماعية، أو الأسرية. لكن الأمر قد يتطور؛ ليصبح مرضاً في حال تكرر الأمر بصورة واضحة للعيان، ما يعني أن هذا الشخص أصيب بشكل رسمي بما يسمى «متلازمة الأكل الليلي».
ويعرف خبراء الصحة «متلازمة الجوع الليلي» بأنها اضطراب في تناول الطعام، يحدث نتيجة انقطاع النوم المتكرر، ويشعر فيه الأشخاص بأنهم غير قادرين على العودة إلى النوم دون تناول الطعام، وقد يستيقظون مرات عديدة في الليلة الواحدة، كما يمكن أن يشعر هؤلاء بعدم القدرة على التحكم برغبتهم في تناول الطعام خلال منتصف الليل، فضلاً عن إصابتهم بالقلق والتوتر، ويعوضونها بتناول الطعام.
يمكن أن تستمر «متلازمة الجوع الليلي» لعدة أشهر، ومن أعراضها: الاستيقاظ اليومي ليلاً لتناول الطعام، والحاجة للشعور بالشبع قبل معاودة النوم، وتكثر هذه الحالات في الشتاء، الذي يتميز النهار فيه بقصره، مقابل ساعات الليل الطويلة.
ومن الأعراض، أيضاً، الشعور بحاجة الجسم لتناول سعرات حرارية كثيرة، ويحدث الأذى حينما يشعرون بأنهم يمكن لهم تأجيل تناول طعامهم حتى منتصف الليل، بحجة حاجتهم للراحة والنوم.
واللافت في الأمر أنهم يفضلون تناول وجبات سريعة التحضير، مثل: المعكرونة، والأطعمة الجاهزة والمعلبات، وكلها أنواع مضرة من الطعام على المدى الطويل، لاحتوائها على كوليسترول عالٍ، ودهون، ومواد حافظة.
كما يعد من أعراض «متلازمة الجوع الليلي» انخفاض شهيتهم لتناول الطعام أثناء نهار اليوم، حيث يمكن أن يقضوا أكثر من ثماني ساعات دون تناول الطعام.
وللتخلص من «متلازمة الجوع الليلي»، من المهم ضبط أوقات الطعام خلال النهار، والتخلص إرادياً من عادة الأكل ليلاً، ويمكن البدء بتناول الفواكه والخضروات الطازجة بداية، وصولاً للتخلص تدريجياً من هذه العادة.
أما من لا يستطيعون كبح جماح أنفسهم، فيمكن حينها اللجوء إلى جلسات العلاج النفسي والسلوكي الإدراكي لدى طبيب أو أخصائي نفسي، لوصف أدوية مضادة للاكتئاب، خاصة إذا كان الانغماس ليلاً في تناول الطعام له سبب نفسي، أو معاناة التوتر أو القلق.
ومن الضروري، أيضاً، متابعة الأمر مع خبير تغذية، بهدف وضع خطة غذائية صحية ومكمّلات غذائية، تساعد على الحد من الشعور بالجوع خلال الليل.