#منوعات
زهرة الخليج - الأردن 12 ديسمبر 2023
يحب الآباء أطفالهم بلا استثناء، لكنهم يميلون أكثر من باب الرعاية والعطف والاهتمام، بمن يولدون ولديهم مشاكل صحية، تؤثر في مسار حياتهم، إذ يحتاج هؤلاء الأطفال رعاية خاصة، من طعام وشراب ودراسة وحتى اللعب واللهو.
الأطفال من أصحاب الهمم يحتاجون إلى كامل الاهتمام والرعاية والمتابعة، وهم بذلك يختلفون عن أقرانهم الأصحاء، والصبر هو مفتاح نجاح أي علاقة، خاصة أن التعامل مع ذوي الهمم يحتاج مهارات معينة، قد لا يمتلكها معظم الناس.
ومن المتعارف عليه أن أمهات الأطفال من ذوي الهمم، لديهن ضغوطات أكبر من اللواتي يتمتع أطفالهن بصحة جيدة، خاصة أن هؤلاء الأمهات يواجهن تحديات عاطفية كثيرة، إزاء عدم تمكن أطفالهن من عيش حياة طبيعية.
صبر.. وحكمة:
تطلب الأخصائية النفسية والمرشدة الاجتماعية، منيرة صالح، في حديثها مع «زهرة الخليج»، من الأمهات اللواتي لديهن طفل من أصحاب الهمم، الإيمان أولاً بالحال التي يعيش بها طفلها، والتعامل بصبر وحكمة معه، مشيرة إلى أن الطفل يجب أن يشعر بحنية ومحبة واهتمام والديه، لكي يتجاوب معهما، حينما يتعاملان معه، ويقومان برعايته وتعليمه، ويمكن للأم الاستعانة بطبيب نفسي لمساعدتها حول طريقة التعامل مع طفلها، والتعامل مع خبير رعاية اجتماعية، يرشدها لطرق تعليم طفلها مهارات المشي وتناول الطعام والرسم والكتابة والقراءة، وسواها من المهارات.
وكما لكل إنسان نقاط قوة وضعف، يمكن للأم أن تجد نقاط قوة طفلها من أصحاب الهمم، والتركيز عليها وتعزيزها، فهو كأي طفل آخر له نقاط قوة وضعف، حتى إن كان يعاني مشاكل في التنقل، أو فهم بعض المواد مثل الرياضيات، وربما ضعف السمع.
فهم الطفل:
تقول الأخصائية النفسية: «المعرفة بحالة الطفل الصحية ومدى تقبله للتعلم، تسهل طريقة التعامل معه، والأهم أن يشعر الطفل بثقته بنفسه، وتدريبه على كيفية التعبير عن ذاته، وكيف يقوم بطلب ما يحتاج إليه، ومدى تطور الطفل سيزيد ثقة الأم بنفسها كذلك، وسيحفزها لمواصلة تعليمه وتدريبه».
من المهم، كذلك، معرفة الأشياء التي تحفز الطفل وتدفعه للإبداع، وكذلك معرفة الأشياء التي تتعبه أو تثير لديه القلق والتوتر، فمعرفة كل هذه الأمور تساعد الآباء في فهم أطفالهم ومعرفة احتياجاتهم، ما يسهل لاحقاً عملية دمجه بالمجتمع، مثل أقرانه.
الانخراط في المجتمع:
ومن أهم النصائح التي يجب الانتباه إليها، هي متابعة أمور الطفل الصحية، وحاجته لتناول أدويته في مواعيدها، فضلاً عن الذهاب إلى مراكز الرعاية والتأهيل، بهدف إشراكه في المجتمع، وإشعاره بأنه مهم، وليس حبيساً في المنزل، ما يشعره بأنه محبوب، وليس منبوذاً.
وتحرص دولة الإمارات على توفير خدمات الرعاية الصحية لأصحاب الهمم بشكل مبسط وميسر، بما يتناسب مع ظروفهم، حيث أصدرت عام 2006 القانون الاتحادي رقم (29)، بهدف حماية حقوق أصحاب الهمم، حيث ينص القانون على الحقوق، والرعاية، والفرص المتساوية لذوي الإعاقة في مجالات: التعليم، والرعاية الصحية، والتدريب والتأهيل.
كما تنص المادة (2) من القانون، على أنه لا يجوز أن تكون الاحتياجات الخاصة سبباً لحرمان أصحاب الهمم من الحصول على الحقوق والخدمات، لاسيما في مجال الرعاية، والخدمات الاجتماعية، والاقتصادية، والصحية، والتعليمية، والمهنية، والثقافية، والترفيهية.