#منوعات
زهرة الخليج - الأردن 12 ديسمبر 2023
مع دوران عجلة الحياة، والتقدم بالعمر، يبدأ الإنسان الشعور بأن الوقت صار أسرع بالنسبة له، وقد تكون مجريات الحياة السريعة بفضل التطور التكنولوجي سبباً في هذا الشعور، ما قد يجعل البعض يقولون بأنهم غير قادرين على مجاراتها في تطورها وتقدمها، وقد يكون ذلك تفسيراً شعبياً لما يشعر به الناس.
لكن الدراسات الطبية والنفسية تؤكد هذا الشعور، إذ يجد علماء النفس أن التغيرات البيولوجية والبصرية التي تصاحب التقدم بالعمر، لها دور في شعور المرء بمرور الوقت سريعاً، على الرغم من كونه لا يفعل شيئاً، خاصة أولئك الذين وصلوا إلى سن التقاعد، وصار الوقت أمامهم متاحاً لفعل كل ما يحلو لهم، إلا أنهم لا يدركون تفاصيله.
منظم أكثر:
تقول الدكتورة سيندي لوستيج، أستاذة علم النفس في جامعة ميشيغان الأميركية، إن الفرد كلما تقدم بالعمر شعر بمرور الوقت أسرع بسبب حياته الروتينية، وتضيف: أن المرء عندما يكبر يصبح روتينياً، وأكثر تنظيماً، خاصة مع قلة الأعمال التي يقوم بها، وتفسر الأمر بقولها: «يميل الدماغ إلى تجميع الأحداث والأمور المتشابهة معاً في مكان واحد، لذلك من الطبيعي أن يشعر شخص كبير في السن بتسارع الوقت، نتيجة قيامه بذات الأمور بشكل يومي، كون الأحداث بأكملها في السنة تجمع في جزء صغير جداً من الدماغ، بينما الشخص الذي يمضي يومه بالقيام بتجارب حياتية متنوعة، يعمل حينها الدماغ على ترميزها في الذاكرة، وحال استدعائها في وقت لاحق تبدو كأنها فترة زمنية طويلة».
تجارب جديدة أقل:
وتضرب الدكتورة سيندي المثل بطفل عمره خمس سنوات، تكون تجاربه التي يقوم بها لا تمثل أكثر من 20% من اكتشافه للعالم من حوله، لكن هذا الاكتشاف لا يزيد عن 2% لشخص يبلغ من العمر 50 عاماً، الذي بالتأكيد لديه تجارب جديدة أقل.
وتقول: «بالنسبة لطفل يبلغ من العمر خمس سنوات، فإن التجارب التي يحظى بها في العام الواحد تمثل نسبة 20% من اكتشافه للعالم من حوله. ومع ذلك، فإن نفس القدر من الوقت يمثل 2% فقط من حياة شخص يبلغ من العمر 50 عامًا، ومن المحتمل أن تكون لديه تجارب جديدة أقل».
شيخوخة الدماغ:
وتذهب دراسة سريرية، أجراها البروفيسور الأميركي أدريان بيجان عام 2019، إلى القول بأن تغير الإدراك والإحساس بقيمة الوقت، مع التقدم بالعمر، يعود إلى التأثر بشيخوخة الدماغ، حيث تتدهور مع تقدم العمر السمات العصبية الرئيسية للدماغ؛ ما يجبرنا على اكتساب المعلومات الجديدة ومعالجتها بشكل أبطأ. ويشرح: «معدل إدراك التغيرات في الصور الذهنية يتناقص مع تقدم العمر، بسبب العديد من السمات الجسدية، التي تتغير مع تقدم العمر، مثل: التحفيز البصري، ووزن الجسم، وما إلى ذلك».