#منوعات
كارمن العسيلي 8 ديسمبر 2023
يقدم الغاليريا الماريه في أبوظبي تجارب فريدة ترضي مختلف الأذواق، وتتجاوز توقعات الزوار، فهو يعتبر وجهة عصرية فريدة تجمع بين التسوق الفاخر وتجارب الضيافة، وتمثل معلم جذب للمجتمع المحلي والزوار الدائمين والسياح الدوليين.
في حوارنا مع ديفيد روبنسون، الرئيس التنفيذي لشركة الماريه للتجزئة، يكشف لنا عن كيفية تفرد الغاليريا بتكوين المشهد الاقتصادي المحلي، وكيف يشكل ليس وجهة للتسوق فحسب، بل أيضاً مركزًا مجتمعيًا حيويًا، كما يستعرض روبنسون التأثير الفعّال الذي يمارسه المركز على الحياة الاقتصادية المحلية، ويلقي بالضوء على جوانب أخرى من التزام الغاليريا بالمجتمع.
1. ما الدور الاجتماعي والاقتصادي للغاليريا جزيرة الماريه في المجتمع المحلي؟
نحن ملتزمون بتوفير تجارب استثنائية ترضي مختلف الأذواق وتناسب كافة الأعمار، إذ يعد الغاليريا وجهة عصرية ومعلم جذب للمجتمع المحلي والضيوف والسياح الدوليين، ويسهم على نحو فاعل في إثراء المشهد الاقتصادي المحلي، ودفع عجلة النمو الذي يعود بالفائدة على مختلف الفعاليات الاقتصادية، بما فيها: الفنادق، وشركات النقل، والشركات المحلية، وغيرها.
بالإضافة إلى مساهمته الاقتصادية، يعد الغاليريا وجهة مجتمعية رائدة لاستضافة أهم الفعاليات الموسمية والاحتفالات الترفيهية، الأمر الذي يعزز الروابط الاجتماعية، ويشجع على التفاعل والتواصل بين الناس، وبالتالي الارتقاء بنوعية الحياة في المنطقة بشكل عام، وانطلاقاً من حرصنا على رد الجميل للمجتمع، يسعى الغاليريا دائماً، كوجهة عصرية رائدة في قلب العاصمة، لتعزيز حياة المجتمع المحلي بجميع شرائحه، سواء الأشخاص الذين يعيشون في مكان قريب، أو يعملون في جزيرة الماريه، أو يزورون المدينة.
وتعتبر برامجنا المجتمعية مثالاً ساطعاً على ذلك، إذ تتيح جلسات «لنكن مفعمين بالنشاط» المجال للأشخاص للتواصل وقضاء أوقات مميزة والعيش بأسلوب حياة صحي، وذلك مجاناً وعلى نحو سلس، بما في ذلك جلسات اليوغا والزومبا والمشي، بإشراف مدربين معتمدين يعملون على تلبية احتياجات المشاركين من كافة المستويات، من المبتدئين إلى المحترفين.
كما نحرص دوماً على التعاون مع الحملات والمبادرات التي تهتم بالقضايا المجتمعية، وتسعى لإحداث تأثير إيجابي مثل «حملة مدى»، وهي مبادرة خيرية تعمل على تعبئة الموارد بهدف القضاء على الأمراض المدارية، وهذا دليل على التزامنا بمواجهة التحديات الصحية العالمية. وبمناسبة اليوم العالمي للقلب، تعاونّا مع «كليفلاند كلينك» أبوظبي لرفع مستوى الوعي بأهمية صحة القلب والأوعية الدموية، بهدف التأكيد على التزامنا بدعم الرعاية الصحية، ونتعاون على نحو منتظم مع هيئات ومؤسسات فاعلة مثل «المجلس الأعلى للأمومة والطفولة» لجمع الأموال والتبرعات للمحتاجين.
كما ذهب التزامنا بالقضايا المجتمعية إلى ما هو أبعد من الرعاية الصحية والأعمال الخيرية، حيث عقدنا اتفاقيات تعاون مهمة مع المدارس المحلية والمؤسسات الثقافية، وكان لها دور فعّال في تعزيز ورعاية الفنون والثقافة. كذلك تعاونا مع هيئات مرموقة، مثل: «مؤسسة أبوظبي للموسيقى والفنون»، و«جامعة زايد». ونعتز بإسهاماتنا في تعزيز مكانة إمارة أبوظبي من خلال المبادرات المشتركة مع جهات، مثل: دائرة الثقافة والسياحة، والأولمبياد الخاص الإماراتي، وفعالية «أفضل 50 مطعماً في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا» التي استضافتها جزيرة الماريه.
ويتيح الغاليريا، كمركز مجتمعي رائد، العديد من الفرص التي تعود بفوائد اقتصادية واجتماعية عديدة على ضيوفه. ونسعى باستمرار لدعم مجتمعنا، وترسيخ مكانة أبوظبي كوجهة مميزة للعيش والعمل والسياحة.
2. كيف يسهم الغاليريا في تعزيز السياحة بأبوظبي؟
تبوأ الغاليريا، خلال العقد الماضي، مكانة مرموقة ضمن أبرز معالم إمارة أبوظبي؛ نظراً لهندسته المعمارية الفريدة والعلامات التجارية المميزة التي يحتضنها، والتجارب الترفيهية الحصرية التي يقدمها لضيوفه، ونحن فخورون بالتعاون مع دائرة الثقافة والسياحة في الإمارة لترويج إمارة أبوظبي في العالم، وقد استضفنا في الأشهر الأخيرة مشاهير وشخصيات معروفة من الشرق الأوسط والصين والهند ودول أخرى، بهدف تعزيز مكانة أبوظبي لدى جمهور عالمي متنوع، وذلك من خلال جولتهم لزيارة معالم سياحية عديدة في أبوظبي، مثل: جامع الشيخ زايد الكبير، ومتحف اللوفر أبوظبي.
كما تعاون الغاليريا مع العديد من الجهات المعنية في قطاع الضيافة، ونعتز باستمرار هذه العلاقات وتطورها لأكثر من عقد من الزمن. ولا بد من الإشارة إلى أن منظومة الأصول المترابطة في جزيرة الماريه تتمتع بمزايا إضافية، مثل إقامة الفعاليات المجتمعية والموسمية منها: احتفالية «مهرجان الشتاء»، واحتفالات رأس السنة الجديدة، ورأس السنة الصينية الجديدة. ومن خلال توظيف إمكانات جزيرة الماريه والجهات المعنية فيها، يمكننا الارتقاء بتجاربنا وتطويرها، وتقديم المزيد من الخيارات للضيوف.
3. ما المبادرات أو الإجراءات التي اتخذتموها لتطبيق قرار زيادة نسبة التوطين في القطاع الخاص؟
نؤمن بأن الخلفيات المتنوعة للأشخاص تثري وجهات النظر، وبالتالي تدعم مهمة فريق العمل بشكل عام، وهنا تبرز أهمية استقطاب المواهب الإماراتية، حيث عمدنا إلى تعزيز عملية التوطين منذ سنوات عدة، ونفخر بتوظيف الكوادر الإماراتية عبر مختلف الأقسام والمهام الوظيفية والمستويات المهنية، فضلاً عن تقلد العديد منهم مناصب إدارية عليا، وأصبح زملاؤنا الإماراتيون يشكلون العمود الفقري للشركة، بدءاً من الموارد البشرية والشؤون المالية إلى أقسام التجزئة والتسويق والتأجير، وغيرها. ويتعين على منشآت القطاع الخاص رفع نسب التوطين بمعدل 2% سنوياً، غير أننا تجاوزنا هذه النسبة بكثير، وسنمضي قدماً في البناء على هذا النجاح، وتنمية المواهب الإماراتية والعالمية في شركة الماريه للتجزئة.
4. ما البرامج التي تنظمونها لدعم المجتمع المحلي؟
نستضيف العديد من البرامج المجتمعية في إطار مبادرة «لنكن مفعمين بالنشاط»، التي نقدم من خلالها جلسات اليوغا والزومبا والمشي مجاناً للضيوف مرات عدة في الأسبوع، والهدف الأساسي من هذه البرامج هو تعزيز الشعور بالانتماء للمجتمع، وتمكين الناس من التواصل معاً، ورفع مستوى النشاط البدني. وكما ذكرنا سابقاً، عقدنا شراكات مع جهات، مثل: كليفلاند كلينك أبوظبي، ودائرة الثقافة والسياحة، والمدارس والجامعات المحلية، والمنظمات الخيرية، وغيرها الكثير. وتهدف إحدى مبادراتنا البيئية الأخيرة «لنحتضن الطبيعة ونلهم التغيير»، بالشراكة مع هيئة البيئة، إلى المساهمة في جهود الحفاظ على البيئة، والمشاركة في زراعة 3000 شجرة بدولة الإمارات.
5. ما الدور الذي تلعبه التكنولوجيا والتسوق الرقمي في الارتقاء بتجربة التسوق في الغاليريا؟
يولي الغاليريا اهتماماً بالغاً لتعزيز جودة الخدمات الفريدة التي يقدمها للضيوف من خلال الاستخدام الاستراتيجي للتكنولوجيا. على سبيل المثال، يتيح تطبيق الهاتف المحمول الخاص بالغاليريا للضيوف الاستفادة من خدمات عدة مثل: حجوزات الكراسي المتحركة وعربات الأطفال وعرض الأماكن المتاحة لركن السيارة قبل مغادرة المنزل. بالإضافة إلى ذلك، تم وضع شاشات رقمية تفاعلية مزودة بإمكانية التحكم من دون لمس في موقع استراتيجي لمساعدة الضيوف على تحديد مكان المتجر الذي يبحثون عنه بنقرة زر واحدة، وصُممت هذه الابتكارات التكنولوجية لضمان تجربة تسوق سلسة ومريحة لضيوفنا. أما بالنسبة لتجار التجزئة، فأصبح من الممكن مواكبة احتياجات الضيوف، لأن معظم المتاجر تمتلك الآن تطبيقات خاصة بها على الهاتف المحمول، وتعمل الرؤى المستندة إلى بيانات التسوق داخل المتجر أو عبر الإنترنت، على تمكين العلامات التجارية من تقديم توصيات معدة خصيصاً لتناسب احتياجات العملاء، ما يثري تجربة التسوق.
في الماضي، لم نكن نمتلك الكثير من الطرق للتواصل مع ضيوفنا لمعرفة آرائهم وملاحظاتهم، وهنا تكمن الأهمية البالغة للتجربة في بناء روابط إيجابية، وتوفير تجارب راقية تشجع الضيوف على التفاعل والتواصل مع الوجهة.
6. ما أبرز التحديات التي تواجه مركز الغاليريا حالياً؟
تكمن التحديات الحالية في التأثير المتبادل بين التجارب الرقمية والمادية، وعلى الرغم من أن هذين المجالين يمكن أن يكمل كل منهما الآخر، فإنهما يقدمان أيضاً مستوى معيناً من المنافسة مع تطلع الناس نحو توفير الوقت والجهد، كما أن المنافسة لا تقتصر على التجارة الإلكترونية فقط، بل تمتد إلى منصات، مثل: «نتفلكس»، والتجارب الافتراضية الناشئة التي تكتسب أهمية كبيرة، وهذا ما يوفر للضيوف خيار المشاركة في هذه الأنشطة والتجارب من منازلهم، أو زيارة المراكز التجارية ومتاجر البيع بالتجزئة. إلا أن الناس، باعتبارهم كائنات اجتماعية بطبيعتهم، لديهم فطرة طبيعية للتفاعل مع بعضهم بعضاً، ولا يمكن للتواصل من المنزل إشباع هذه الفطرة بالكامل. ومن خلال توفير المتنزهات المجتمعية، والعروض الترفيهية الجذابة، وتجارب تناول الطعام الاستثنائية، فإننا نشجع الناس على اختيار المراكز التجارية والتجارب الخارجية كوجهة مفضلة لهم، وبالتالي تعزيز الشعور بالمجتمع والتفاعل مع الآخرين بما يتجاوز ما يمكن أن يقدمه العالم الرقمي.
7. ما الصيحات المقبلة التي تتوقعون أن تؤثر في قطاع التسوق والبيع بالتجزئة بالمنطقة؟
سيمضي عالم التكنولوجيا في تطوره، وسيتعزز استخدام الواقع المعزز في الأماكن المادية للارتقاء بتجارب الضيوف، كما سيتم توظيف الذكاء الاصطناعي لمواصلة تطوير وتخصيص تجاربهم أيضاً، ونحن نرى كيف بدأت هذه التقنيات بالفعل تغيير واقع بعض القطاعات، ولن تكون مراكز البيع بالتجزئة بمنأى عن ذلك.
وتكمن أهمية المراكز التجارية في دورها كمرفق حيوي يجمع الناس معاً، حيث يبحث المواطنون والمقيمون في دول مجلس التعاون الخليجي عن أماكن تجمعهم، وتعكس مجتمعهم، وتلبي احتياجاتهم المتعددة، بدءاً من قضاء الوقت مع العائلة وحتى الترفيه وتناول الطعام والاحتفالات الموسمية والمزيد، وعلى الرغم من أن التسوق هو الذي يستقطب الضيوف، فإنه لم يعد كافياً لاستمرار نجاح الوجهة. وتوفر مراكز التسوق، في المدن المتعددة الثقافات مثل أبوظبي، تجارب كثيرة ومتنوعة لشريحة واسعة من الناس على اختلاف أذواقهم. ومع استمرار التقنيات في تعزيز هذه التجارب، نعتقد أن العامل الأساسي في نجاح الوجهات العصرية هو قيامها بدور فاعل في تنمية المجتمع وبنائه. ومن خلال إعطاء الأولوية لعناصر، مثل: إنشاء مساحات للتفاعل الاجتماعي ودعم الشركات المحلية، والحفاظ على جودة الخدمات والتجارب الراقية التي يتوقعها الضيوف، يمكن لمراكز التسوق أن تلعب دوراً محورياً في تعزيز وترسيخ التواصل داخل المجتمعات التي تخدمها.
8. هل يمكنك إطلاعنا على الجوانب التي يتبناها مركز الغاليريا، والمتعلقة بالاستدامة والمسؤولية الاجتماعية؟
تم تصميم الغاليريا بما يتماشى مع معايير الاستدامة العالمية، ويشمل ذلك استخدام الزجاج المزدوج العالي الأداء الذي يتميز بطلاء منخفض الانبعاثات، وأجهزة تكييف الهواء مع أنظمة استرداد الحرارة لتقليل استخدام الطاقة، واعتماد إضاءة «إل إي دي» الموفرة للطاقة.
وفي يونيو 2023، أطلقنا مبادراتنا البيئية «لنحتضن الطبيعة ونلهم التغيير»، حيث قمنا بمكافأة الضيوف الذين تعهدوا بالقيام بدورهم في الحفاظ على البيئة، وكجزء من هذه المبادرة، سنسهم في زراعة 3000 شجرة بدولة الإمارات خلال هذا الربع من العام، ما سيؤدي إلى تعويض الكربون بحوالي 72000 كغم (72 طنًا)، أي ما يعادل توفير 180 كيلووات/ساعة من الكهرباء. هذه هي طريقتنا في رد الجميل للطبيعة، ولمجتمع أبوظبي الذي طالما اعتبر الغاليريا موطنه الثاني.