#صحة
غيث التل 16 أكتوبر 2023
يهدف اليوم العالمي للعمود الفقري، الذي يتم الاحتفاء به في 16 أكتوبر من كل عام، إلى زيادة الوعي بأهمية الحفاظ على صحة العمود الفقري للإنسان، ونشر التوعية بهذا الجانب المهم، الذي يؤثر في كل مفاصل حياة البشر وحركتهم، وتأديتهم وظائفهم الحياتية المختلفة.
وكان الاتحاد العالمي لتقويم العمود الفقري أعلن، عام 2012، عن تخصيص يوم للعمود الفقري، للتشجيع على زيادة الوعي، وبالتالي تقليل الآلام اليومية، التي تصيب الأشخاص بسبب الممارسات الخاطئة، التي تؤثر في صحة عمودهم الفقري.
ويعرف الدكتور محمد العقل، أخصائي طب وجراحة العظام، خلال حديثه إلى «زهرة الخليج»، العمود الفقري بأنه أحد أعضاء الجسم، المكون من سلسلة من العظام غير المنتظمة الحجم، التي يطلق عليها «فقرات»، ويبلغ عددها 33 فقرة، تمتد من منتصف أسفل قاعدة الجمجمة إلى منطقة العصعص، بهدف الحفاظ على النخاع الشوكي.
أهمية العمود الفقري
ويؤكد الدكتور العقل أن هذا الجزء يعد واحداً من أهم أجزاء جسم الإنسان، أو الكائنات الحية بصفة عامة، لكونه نقطة ارتكاز رئيسية في التحكم في القدرة على الجلوس، والوقوف والمشي، بفضل مكوناته الخلقية.
ويكمل حديثه، موضحاً أهمية العمود الفقري في ما يلي:
- منح جسم الإنسان القدرة على الحركة بشكل مرن.
- المحافظة على النخاع الشوكي الموجود بداخله.
- الحفاظ على الأعصاب الموجودة بداخله.
- الحفاظ على استقامة الجزء العلوي من جسم الإنسان، ما يمنح القدرة على الحركة بسهولة.
- الحفاظ على القلب والرئتين داخل القفص الصدري المتصل بالعمود الفقري من الخلف.
- العمل على توزيع أثقال الجسم على الأطراف السفلية.
- الحفاظ على قوام جسم الإنسان.
ويفصل الدكتور العقل حديثه، مبيناً أن عدد فقرات العمود الفقري بجسم الإنسان يبلغ 33 فقرة، وهي من الأعلى إلى الأسفل:
الفقرات العنقية: وعددها 7 فقرات، موجودة بالرقبة، بهدف ارتكاز الرأس عليها، والتحكم في حركته.
الفقرات الصدرية: وعددها 12 فقرة، موجودة بمنطقة الصدر، ويرتكز عليها القفص الصدري من الخلف.
الفقرات القطنية: ويبلغ عددها 5 فقرات، موجودة بمنطقة البطن، وأسفل الظهر.
الفقرات الجذعية أو فقرات العجز: وعددها 5 فقرات، وتكون ملتحمة معاً على شكل مثلث، وهي موجودة بمنطقة الجذع.
فقرات العصعص: وعددها 4 فقرات ملتحمة معاً، وهي آخر فقرات العمود الفقري، وتكون صغيرة الحجم.
أخطاء شائعة:
يصحح أخصائي طب وجراحة العظام، الدكتور محمد العقل، الخطأ الشائع لدى الكثير من الناس، والمتمثل في اعتقادهم أن شكل العمود الفقري مستقيم، فيشير إلى أنه وعند رؤيته من منظور جانبي يتم اكتشاف أنه غير مستقيم، حيث توجد به أربعة انحناءات مختلفة، هي: العنقي والصدري والقطني والحوضي، وتشكل هذه الانحناءات الأربعة الشكل الطبيعي له، مع الإشارة إلى أن رؤية العمود الفقري منحنياً جهة اليسار أو اليمين، قد تكون ناتجة إما عن سبب مرضي، أو تشوه خلقي.
كما ينبه العقل إلى بعض الأخطاء الحركية، التي يقع فيها العديد من الناس، والتي تؤثر بشكل كبير في صحة عمودهم الفقري، مبيناً أبرز هذه الأخطاء:
- السمنة التي تؤثر بالضغط على فقرات العمود الفقري.
- الجلوس بشكل خاطئ، في أوضاع متعبة للعضلات والفقرات.
- المشي الخاطئ عن طريق تحدب الظهر.
- النوم الخاطئ، خاصة على البطن والظهر.
- ارتفاع ضغط الدم، إذ يمنع وصول الدم إلى عضلات الرقبة والدماغ.
مشاكل وأمراض العمود الفقري:
يكمل الطبيب العقل حديثه مع «زهرة الخليج»، قائلاً إن مشاكل العمود الفقري تعتبر من المشكلات الصحية، التي تؤثر بشكل كبير في حياة الإنسان، خاصة أنها تتسبب في عدم القدرة على الحركة، كما يمكن أن تكون مشاكل العمود الفقري مدمرة للغاية، خاصةً أن علاجها يستغرق وقتاً طويلاً، وقد يتفاقم بعضها مع مرور الوقت، لذلك إن صحة العمود الفقري مهمة جدًا للحفاظ على صحة وظائف الجسم الأخرى أيضاً، ومن أهم هذه الأمراض والمشاكل ما يلي:
1. الانزلاق الغضروفي:
يعرف، أيضاً، باسم «فتق القرص بين الفقرات»، ويحدث نتيجة زيادة الأحمال الثقيلة على الفقرات، ويتسبب في زيادة الضغط على جذر العصب، مسبباً خشونة شديدة بمفاصل الفقرات العظمية.
ويعتبر القرص الغضروفي أكثر شيوعاً باتجاه أسفل الظهر، لكن يمكن أن يحدث في الجزء العلوي من الظهر أيضاً، أما الأعراض الأكثر شيوعاً للقرص المنفتق، فهي ألم في الظهر، وخدر وألم في الذراعين والساقين، والإحساس بالوخز، وضعف العضلات.
ورغم صعوبة هذه الحالة وشدة الآلام المصاحبة لها، فإن علاجها يتم بشكل تلقائي، بعد تناول جرعات دوائية من مضادات الالتهاب، إلى جانب الحصول على قسط كافٍ من الراحة.
وتكون هناك حالات شديدة الصعوبة، قد تحتاج إلى التدخل الجراحي، وذلك عقب خضوع المصاب إلى بعض الفحوص الطبية، مثل: إجراء أشعة الرنين المغناطيسي، والأشعة المقطعية.
2. هشاشة عظام الفقرات:
يصف الدكتور محمد العقل هذه المشكلة بأنها واحدة من أكثر المشكلات المرضية انتشاراً، بسبب سهولة الإصابة بها، إذ تحدث نتيجة فقدان قدرة العظام على تحمل الصدمات، أو الضغط الناتج عن زيادة الوزن، ما يسبب آلاماً شديدة في فقرات الظهر، بينما تتمثل أسباب هذا المرض في عوامل عدة أبرزها العامل الوراثي، إلى جانب ضعف النظام الغذائي، أو التقدم في العمر.
وينصح لعلاج مثل هذه الحالات بتناول الكثير من الأطعمة التي تحتوي على فيتامين (د)، والكالسيوم، إلى جانب تناول بعض الأدوية الهرمونية تحت إشراف طبي.
3. ضيق القناة الفقارية:
هي حالة مرضية تنتج، عادة، مع تقدم العمر، وفق الدكتور العقل، وتتسبب في شعور المريض بآلام شديدة في الساق لدى الوقوف أو المشي، بينما تختفي هذه الآلام عند الاستلقاء أو الجلوس، ويحتاج علاج الحالات البسيطة من هذا المرض إلى استخدام بعض الأدوية المضادة للالتهاب، بالتزامن مع الخضوع لجلسات علاج طبيعي.
وبين الدكتور محمد العقل أن بعض الحالات الحادة من هذا المرض، وهي نادرة الحدوث، تؤدي إلى تدخل جراحي من قِبَل الطبيب؛ بهدف توسيع القناة العصبية، والتخلص من الضغط المسبب لتضييق القناة الفقارية.
4. الانحناء:
تشير هذه الحالة إلى مشكلة الانحناء أثناء الطفولة أو المراهقة المبكرة، وقد يبقى الانحناء ملازماً للإنسان مدى الحياة؛ إذا لم تتم الاستفادة من العلاج المناسب في بداية مشكلة العمود الفقري، وفق الدكتور العقل.
ويضيف أنه قد تحدث مجموعة من الأعراض أثناء الانحناء، تشمل: الأكتاف غير المستوية، والارتفاعات المختلفة في القفص الصدري، وميلان الجسم نحو جانب واحد، وأن تكون وضعية الرأس ليست فوق الحوض، وأيضاً ارتفاع أحد الوركين أو كليهما بشكل أعلى من المعتاد.
وقد تؤدي هذه الحالة إلى الإصابة بانضغاط العصب؛ إذا لم يتم تحديد علاج مناسب لها، علماً بأن العلاج يختلف حسب كل مريض وحالته، والحل الأكثر شيوعاً لمشكلة العمود الفقري هو العلاج الطبيعي أو الجراحة.
5. الانزلاق الفقاري:
مشكلة العمود الفقري هذه شائعة جداً، ويمكن أن تؤثر في أي شخص تقريباً، ومن أي فئة عمرية، حيث يحدث الانزلاق الفقاري عندما تتحرك الفقرة الموجودة في العمود الفقري من موضعها، وتتقدم قليلاً إلى الأمام، ما يؤدي إلى الألم، خاصة في الرقبة عندما يحاول الشخص الضغط أو تحريك رأسه باتجاه معين، وهذا يؤدي إلى ألم رهيب، يمكن أن يؤثر على وظائف الجسم الأخرى أيضاً.
بالإضافة إلى ذلك، قد يؤدي الانزلاق الفقاري إلى فقدان الأطراف، أو التحكم في المثانة، أو قد يجعل من الصعب على الشخص المشي بشكل صحيح.
ويمكن علاج هذه المشكلة عن طريق إنقاص الوزن، وتناول الأدوية الخاصة، وتأدية تمارين تقوية عضلات القلب، والعلاج الطبيعي.
الممارسات الصحيحة
وأخيراً، يؤكد الدكتور العقل أهمية العمود الفقري، ودوره المؤثر في حياة الإنسان، مشيراً إلى ضرورة الحفاظ على صحته، من خلال اتباع برنامج وقائي؛ لتجنب حدوث أي مشاكل به، ومن أهم الممارسات الصحية التي يقدمها ما يلي:
- تجنب الجلوس أو المشي الخاطئ.
- الحرص على ممارسة الأنشطة الرياضية الخفيفة؛ لتقوية عضلات الظهر.
- توخي الحذر عند ممارسة التمارين الرياضية، التي تؤثر على فقرات الظهر.
- استخدام الوضع المثالي عند رفع الأثقال، من خلال عضلات الطرفين السفليين.
- تجنب ثني الرقبة أثناء القراءة أو الطعام أو العمل.
- الحرص على أن يكون وضع الرأس أفقياً.
- النوم على أحد الجانبين، وتجنب النوم على الأرض.
- تجنب زيادة الوزن والبدانة.
- تناول الأطعمة الصحية الغنية بالكالسيوم، وأوميغا 3، والعناصر الغذائية الأخرى، وتعد من أهم طرق الحفاظ على صحة العمود الفقري، وتقويته.
- استشارة الطبيب عند حدوث أي إصابة أو ألم.