#علاجات تجميلية
تغريد محمود 22 أكتوبر 2023
بمكونات مستوحاة من علم الوراثة اللاجينية (Epigenetics)، واعتماداً على تقنية «الرنا الميكروي» (miRNA)، ظهرت، مؤخراً، فئة حديثة من مستحضرات العناية بالبشرة، تعمل بالتآزر مع الحمض النووي، وتبشر بفصل جديد في باب إطالة أمد شباب الخلايا، والحفاظ على معدلات طاقاتها العالية، بالإضافة إلى قائمة لا تنتهي من الوعود الوردية. «زهرة الخليج» تُلقي بالضوء على آلية عملها، ومدى فاعليتها في الحد من ظهور علامات التقدم بالعمر، ومستقبلها الواعد في تحقيق حلم الجمال والشباب الأكبر للبشرية جمعاء.
تعني البادئة اليونانية «Epi» في لفظ «Epigenetics» (فوق)، بحيث يكون المقصود «علم ما فوق الجينات»، في إشارة إلى عوامل تتجاوز الحمض النووي الذي يولد به المرء. ويُعنى علم الوراثة اللاجينية أو علم اللاوراثة بدراسة التغيرات الوراثية - في التعبير الجيني، أو النمط الظاهري الخلوي - التي تنتج عن آليات أخرى غير التغيرات، التي تحدث في تسلسل الحمض النووي، ومن هنا جاءت تسمية «اللاجيني». وبالتالي، فهو يشير إلى تعديلات تحدث في وظيفة الجينات من دون أي تغيير في تسلسلات النيوكليوتيدات، التي تشكل الحمض النووي.
تنوع التأثيرات اللاجينية
في العقد الماضي، أقبل علماء الوراثة وعلماء البيولوچيا الجزيئية، بشكل متزايد، على دراسة التأثيرات اللاجينية، التي يمكن أن تحدد جميع أنواع السمات، بما في ذلك شيخوخة البشرة، التي مع التقدم في العمر تصبح أكثر جفافاً، وتفقد إشراقها، مستسلمة للتجاعيد. والتأثيرات اللاجينية الشديدة التنوع. فعلى سبيل المثال، يتم تنشيط عمل الجينات المسؤولة عن الصحة العامة للجسم عموماً، والبشرة خصوصاً، عن طريق أن ينعم المرء بالراحة النفسية، والإشباع الاجتماعي، والتشخيص الفوري، والعلاج الأنسب لأي مرض قد يصيبه، وكذلك الأمان المادي، والبيئة النظيفة، وحتى النشاط الفكري، واتباع نظام غذائي صحي متوازن، وممارسة الرياضة.
تعبيرات الجينات.. الإيجابية والسلبية
مؤخراً، توصل العلماء إلى معلومات مفصلة حول مئات الجينات المسؤولة عن العمليات المتعلقة بالبشرة، بما في ذلك: إفراز الكولاجين والإيلاستين، ومعدلات احتفاظ الخلايا بالماء، وخصائص الحاجز الواقي للأنسجة، وسائر العناصر الهيكلية لطبقات البشرة. وتؤثر المكونات اللاجينية في مظاهر عمل جينات معينة، ما يؤدي إلى التغير المباشر في عمل الخلايا؛ استجابة للمحفزات الخارجية. ولاشك في أن فهم العوامل اللاجينية، التي تؤثر في التغيرات المرتبطة بالعمر، وانعكاساتها على البشرة، يسمح لنا باستخدام عوامل وطرق قادرة على زيادة التعبير عن الجينات الإيجابية، وقمع مظاهر عمل الجينات السلبية.
جيناتك «تفصيل».. حسب التفضيل
من هذه المستحضرات، التي تتخذ علم الوراثة اللاجينية هادياً لها Blepharo-Rich Eye Cream، الغني بمركب يتألف من ثلاثي ورباعي الببتيدات، وينظم تكوين الكولاجين (III) النموذجي في محيط العينين، ويحد من عمل إنزيمات (MMP)، المدمرة لألياف الكولاجين. وكذلك علامة «Livius – EPI» اليابانية المعتمدة على تقنية «miRNA»، التي «تعيد برمجة الخلايا»، إذ تقوم بإنتاج مستحضرات مستوحاة من هذا العلم، تحول الخلايا من عجوز إلى شابة، بينما تعالج أي خلل في الحمض النووي، والخلايا الليفية التالفة. ومصل Lyma Serum بخلاصة غذاء ملكات النحل، وكريم Biologique Recherche Crème Dermopurifiante، للحد من الإفرازات الدهنية، ومصل Estée Lauder Advanced Night Repair Synchronized Multi-Recovery Complex، المخصص لترميم الخلايا التالفة على مستويات عدة، ومصل HydroPeptide Power Serum، الذي يدعي قدرته على «تفصيل جيناتك» gene tailoring وفق رغباتك، وكريم Augustinus Bader The Body Cream للجسم بتقنية TFC8 technology، المعززة للتجدد الخلوي، التي تقضي على السيلوليت، وعلامات التمدد، والبقع الداكنة.
القوى النباتية.. والمحاكاة السلوكية
تتسم بعض النباتات بالقدرة على تغيير تعبيراتها الجينية؛ للتكيف مع التغيرات في بيئتها. وبالإضافة إلى الحد من تأثيرات العوامل اللاجينية في بشرتنا، تقوم بعض المستحضرات بمحاكاة سلوك تلك النباتات، وإدخال هذه المواد التي تفرزها وتكونها النباتات ضمن مكونات المستحضرات. ويمكن محاكاة المرونة التكيفية للنباتات، مثل نبات «القيامة» (Resurrection)، من خلال علم الوراثة اللاجينية، ودمجها في تركيبات العناية بالبشرة، مثل مصل Aspurely Anti-Ageing Revival Serum المضاد للتجاعيد.
مستقبل العناية اللاجينية
وفي الوقت الذي يشار فيه إلى العناية بالبشرة باستخدام علم الوراثة اللاجينية، عادةً، على أنها العناية المضادة للشيخوخة في الوقت الحالي، فمن الممكن استخدامها، مستقبلاً، لعلاج المزيد من مشكلات البشرة، مثل: الحساسية، والبثور، والتصبغ، والإكزيما، والصدفية، وغيرها من الاضطرابات الجلدية. وفي خضم تطلع العلماء إلى إجراء المزيد من الأبحاث؛ لتحقيق أقصى النجاحات الممكنة، لاتزال أعينهم موجهة صوب اعتماد إدارة الغذاء والدواء الأميركية كشوفهم، وبحوثهم الثورية.