#تنمية ذاتية
زهرة الخليج 16 يوليو 2023
عادة، تكون حياة الإنسان الخجول اجتماعاً صعبة ومرهقة عليه وعلى المحيطين به، حيث يضع نفسه دائماً في دائرة الخوف والقلق، كونه يخشى الدخول في نقاشات، ويمتنع عن الوجود في تجمعات، ويتحفظ على عرض أفكاره وآرائه أمام الآخرين.
وبسبب بقاء الإنسان الذي يعاني الخجل الاجتماعي في منطقة الراحة الخاصة به، قد يفوت على نفسه العديد من التجارب الاجتماعية المُشوقة والمُمتعة، فكيف عليه أن يكسر خجله، ويكون صداقات جديدة، وحياة اجتماعية مثمرة.
ما "الخجل الاجتماعي"؟
هو حالة يعانيها الأفراد عندما يشعرون بالخجل والتوتر في المواقف الاجتماعية. وفي كثير من الأحيان، يعاني الأشخاص المصابون بالخجل الاجتماعي صعوبة التواصل مع الآخرين، ويشعرون بالقلق والتوتر حتى في المواقف البسيطة.
ويعتبر الخجل الاجتماعي حالة شائعة بين الناس، ويمكن أن يتسبب في العديد من المشاكل الاجتماعية والنفسية، وتعد الأسباب الرئيسية للخجل الاجتماعي هي: الوراثة والتربية والتجارب السلبية في الماضي، وقد يعاني الأشخاص - الذين يعانون الخجل الاجتماعي - انخفاضاً في مستوى الثقة بالنفس، ويمكن أن يؤثر ذلك على حياتهم الاجتماعية والعملية.
أسباب الخجل الاجتماعي:
يعتبر هذا النوع من الخجل مشكلة اجتماعية، إذ يؤثر على العديد من جوانب الحياة الشخصية والاجتماعية، وعادة ترجع أسبابه إلى ما يلي:
1. الوراثة:
تشير الدراسات إلى أن الوراثة تلعب دوراً في الخجل الاجتماعي، حيث يمكن أن يكون الخجل وراثياً، وتظهر بعض الدراسات أن بعض الأشخاص يميلون إلى الخجل الاجتماعي، بسبب بعض الجينات التي يرثونها.
2. البيئة:
يمكن أن تؤثر البيئة المحيطة بالفرد على مدى خجله الاجتماعي، حيث يمكن أن يشعر الأشخاص بالخجل بسبب الضغوط الاجتماعية، التي يتعرضون لها في بعض الأحيان، وهذه الضغوط اجتماعية وثقافية وعائلية وتعليمية وعملية.
3. الخبرات السلبية:
قد تؤثر الخبرات السلبية السابقة على الشخص، وتجعله يشعر بالخجل، ومن هذه الخبرات السلبية السابقة مثلاً الاستهزاء أو السخرية من الشخص في مواقف اجتماعية سابقة، وقد يتذكر الشخص هذه الخبرات السلبية، ويشعر بالقلق والتوتر في المواقف الاجتماعية المشابهة.
4. الثقة بالنفس:
تؤثر الثقة بالنفس على مقدار الخجل الاجتماعي، الذي يشعر به الفرد، فقد يشعر الشخص الذي يفتقر إلى الثقة بالنفس بالخجل في المواقف الاجتماعية.
5. الخجل:
يعد الخجل من الأسباب الرئيسية للخجل الاجتماعي، إذ يمكن أن يتفاعل الشخص بشكل سلبي مع العديد من المواقف الاجتماعية، ما يجعله يشعر بالخجل والحرج.
هل الخجل الاجتماعي مرض؟
هو حالة تصيب الشخص بالتوتر والخوف والقلق عند التعامل مع الناس، أو الوقوف أمام جمهور، وقد يتسبب هذا الشعور في تجنب الأنشطة الاجتماعية، أو التحدث مع الآخرين.. فهل هذا الخجل مرض؟
ليست كل حالات الخجل الاجتماعي تعتبر مرضاً، هناك الكثير من الأشخاص يشعرون بالتوتر في بعض الأوقات، لكنهم يتمكنون من التغلب عليه، ومع ذلك إذا كان الخجل الاجتماعي يؤثر بشكل كبير على حياة الشخص، ويمنعه من القيام بالأنشطة اليومية والتفاعل مع الآخرين، فقد يكون هذا مؤشراً إلى وجود مرض.
ويعتبر اضطراب الخجل الاجتماعي مرضاً نفسياً، ويمكن أن يتسبب في تدمير حياة الشخص المصاب به، إذ إن الأشخاص الذين يعانون هذا الاضطراب يشعرون بالتوتر والخوف الشديد، عندما يتعاملون مع الناس، ويتجنبون التفاعل الاجتماعي، ويمكن أن يؤدي هذا الاضطراب إلى العزلة الاجتماعية، والاكتئاب، والقلق الشديد.
بالإضافة إلى اضطراب الخجل الاجتماعي، هناك أيضاً اضطراب القلق الاجتماعي، الذي يمكن أن يؤثر على حياة الشخص بشكل كبير، حيث إن الأشخاص الذين يعانون هذا الاضطراب يشعرون بالتوتر الشديد والخوف الشديد عند التعامل مع الناس، ويخشون الحديث في الأماكن العامة، والتعرض للانتقادات.
وأوضح الأطباء النفسيون أن هناك نوعين من الانطواء: الأول يكون طبيعياً ويتعلق بفطرة الإنسان. أما الثاني فيكون مرضياً عندما يصبح الإنسان منطوياً على نفسه، ولا يحتاج إلى الخروج للمجتمع، وأحياناً يصل الأمر للإصابة بالرهاب الاجتماعي، أي تصبح لديه مخاوف من الناس، ويرفض التواصل مع الآخرين.
في هذه الحالة، يكون الإنسان مصاباً بمرض نفسي، يحتاج للتدخل الطبي، لأن ذلك ليس من فطرة البشر بشكل عام، وعادة يكون الحل في العلاج النفسي غير الدوائي، عن طريق تقنيات العلاج السلوكي، وقد يتمكن الفرد من التخلص من الخجل الاجتماعي.
كيفية كسر الخجل الاجتماعي؟
هناك مجموعة من الطرق والسلوكيات، التي تساعد في كسر الخجل الاجتماعي، والعودة إلى حياة البشر الطبيعية مرة أخرى، منها الآتي:
- التحدث بثقة:
أول خطوة لكسر الخجل الاجتماعي هي التحدث بثقة، ويمكن بدء ذلك بممارسة التحدث بصوت عالٍ وواضح أمام المرآة، ويجب التركيز على التنفس والتحدث ببطء ووضوح. كما يمكن الاستعانة بالكتب أو الفيديوهات التعليمية لتحسين مهارات الكلام.
- الاستماع بشكل فعال:
خطوة أساسية لتحسين الاتصالات الاجتماعية، عند التحدث مع الآخرين، ويجب الاستماع جيداً لما يقولونه والتركيز على ما يعبرون عنه، ويمكن التدرب على ذلك من خلال الاستماع للمحادثات مع الأصدقاء أو الزملاء في العمل.
- الانخراط في النشاطات الاجتماعية:
يمكن تحسين مهارات التواصل الاجتماعي عن طريق الانخراط في النشاطات الاجتماعية، ويمكن الانضمام إلى الأندية الرياضية، أو الجمعيات الثقافية، أو المجموعات التطوعية، ومن خلال الانخراط في هذه الأنشطة، يمكن توسيع دائرة المعارف، وتحسين المهارات الاجتماعية.
- الخروج إلى الأماكن العامة:
في حالة عدم وجود في أماكن جديدة ومختلفة عليك، قد يكون من الصعب تكوين صداقات جديدة، لذا عليك تمضية المزيد من الوقت في الأماكن العامة والجديدة عليك، حتى تتعرف على نوعيات مختلفة من البشر.
- التدرب على المواقف الاجتماعية:
يمكن للشخص التغلب على الخجل الاجتماعي من خلال التدرب على المواقف الاجتماعية المختلفة، وذلك عبر القيام بأنشطة تشجعه على التواصل مع الآخرين، والتعرف على مهارات التواصل الفعالة، ويمكن أن تشمل هذه الأنشطة الانضمام إلى أندية اجتماعية، والمشاركة في الأنشطة الاجتماعية المختلفة.
- تحسين مهارات التواصل:
تعد مهارات التواصل الفعالة هي الأساس في التغلب على الخجل الاجتماعي، حيث تساعد على التواصل مع الآخرين بثقة وتفهم، وتعزز العلاقات الشخصية والعملية، ويمكن للشخص تحسين مهارات التواصل من خلال القراءة ومشاهدة الفيديوهات التعليمية، والتدريب على الحوار والتواصل مع الآخرين.
- الحديث عن المشكلة:
يعتبر الحديث عن المشكلة خطوة ضرورية في التعامل مع الخجل الاجتماعي، حيث يساعد ذلك على التعرف على الأسباب والعوامل المؤثرة في هذه الحالة، كما أن الحديث عن المشكلة يمكن أن يساعد الشخص على البحث عن الحلول المناسبة، والتغلب على التوتر والخوف.