#ثقافة وفنون
زهرة الخليج 15 مايو 2023
تعتبر المتاحف مساحات للتعلم والتفاعل والتجارب الثقافية، إذ تتيح للزوار فرصة استكشاف تاريخ البشرية وتراثها، وتعزز الوعي بالتنوع الثقافي والحضاري للشعوب المختلفة. وتعمل المتاحف على الحفاظ على التراث الثقافي للأجيال الحالية والمستقبلية، وتعزز الانتماء الثقافي والهوية الوطنية للشعوب، وهي أكثر من مجرد أماكن لعرض القطع الأثرية والأعمال الفنية، فهي تعتبر رموزاً حيةً للثقافة، ومحركات قوية للتنمية المستدامة، وتعزيز الرفاهية الاجتماعية والاقتصادية.
في إطار الاحتفال باليوم العالمي للمتاحف لعام 2023، والذي يوافق الـ18 من مايو كل عام نتوقف؛ لنسلط الضوء على الدور المهم، الذي تلعبه المتاحف في المجتمعات حول العالم، ومنها أيضًا الدور البارز في الاستدامة البيئية والاجتماعية والاقتصادية، فمن خلال تعزيز التوعية بقضايا البيئة والتنوع البيولوجي والتغيرات المناخية، تساهم المتاحف في ترسيخ ثقافة الحفاظ على البيئة، وتشجيع السلوك المستدام لدى الجمهور، كما تلعب المتاحف دورًا في تعزيز التنمية المستدامة من خلال الإسهام في السياحة الثقافية، وترويج التراث المحلي، وتعزيز الاقتصاد المحلي.
بالإضافة إلى ذلك، تسهم المتاحف في تحقيق الرفاهية الاجتماعية والنفسية للمجتمعات، فهي تعد مساحات للترفيه والاستجمام، وتوفر فرصًا للتعبير الفني والثقافي والتفاعل الاجتماعي، ومن خلال برامج التعليم والتوعية، تساهم المتاحف في تنمية المهارات والمعرفة والتفكير النقدي لدى الزوار.
في كل عامٍ، يتم اختيار عنوان لليوم العالمي للمتاحف من قبل المنظمة الدولية للمتاحف (إيكوم)، وفي هذا العام تم اختيار عنوان "بناءٌ مستدامٌ للمستقبل".
يهدف العنوان إلى توجيه الاهتمام والجهود نحو تعزيز الاستدامة والرفاهية، من خلال الأنشطة والبرامج، التي يتم تنظيمها على مدار السنة، حيث أكد ناصر الدرمكي، رئيس "إيكوم الإمارات" أهمية المتاحف، والدور الحيوي الذي تلعبه في بناءٍ مستدام، ومع تزايد التحديات البيئية والاجتماعية، يجب أن يتم استخدام المنصات الثقافية لتعزيز الاستدامة والرفاهية في مجتمعاتنا. ومن خلال "إيكوم الإمارات"، يدعو رئيسها جميع المتاحف إلى تعزيز جهودها، بتقديم برامج وفعالياتٍ مبتكرةٍ للممارسات المستدامة، ودمج مفهوم الرفاهية في البرامج والأنشطة، ما يساهم في توفير تجارب ثقافيةٍ غنية، تساهم في تعزيز الرفاهية الاجتماعية والنفسية للجمهور.