#منوعات
رحاب الشيخ 19 فبراير 2023
يغوص المصور الفوتوغرافي العماني، المهندس حمد الغنبوصي، من خلال لقطاته الفوتوغرافية المميزة في أعماق النفس البشرية؛ ليستلهم من تعابير الوجوه، وتفاصيلها الدقيقة، ثقافات الشعوب وتقاليدها، فيوثق لحظات تنبض بالإنسانية، داخل السلطنة وخارجها. ويحاول، أيضاً، نقل صورة جميلة عن السلطنة، تعبر عن سحر الطبيعة فيها، مؤمناً بأن تصوير حياة الشعوب، والتعرف - عن قرب - إلى عاداتها وتقاليدها، هما السبيل المثلى لتعريف العالم بها؛ فالصورة خير تعبير عن الانفعالات والمشاعر والأحاسيس.. التقت «زهرة الخليج» المصور حمد الغنبوصي؛ ليروي لنا قصته مع التصوير، والرابط بين دراسته للهندسة، وكيف أثر ذلك في ممارسته فن التصوير؛ فكان الحوار التالي:
• حدثنا عن بدايات شغفك بفن التصوير، وكيف تطور هذا الشغف إلى احتراف؟
- بداياتي في التصوير كانت بسيطة جداً، حيث اقتنيت كاميرا فيلمية؛ لتصوير بعض المناسبات العائلية، ورحلات الأصدقاء، وكانت مجرد صور تذكارية. وفي عام 2008، كنا في رحلة عمل مع بعض الزملاء، وكانت لدينا كاميرا رقمية خاصة بالعمل، وتعد هذه المرة الأولى، التي أصور فيها بهذا النوع من الكاميرات. وقد دفعني ثناء زملائي على الصور التي التقطتها إلى أن أقرأ عن فن التصوير الضوئي، والمشاركة في المنتديات الفوتوغرافية، مثل: «عرب فوتو»، و«قطر فوتو»، وغيرهما، والتي تعتبر مكاناً خصباً للمصورين؛ ليبرزوا مواهبهم، ويشاركوا بصورهم، كما تابعت بعض المصورين العرب والأجانب؛ لأطور من نفسي، وأتعلم ذاتياً مهارات التصوير، والقواعد الأساسية في التقاط الصورة.
• لماذا ركزت، في بداياتك، على تصوير الطبيعة العمانية؟
- تتميز السلطنة بتنوع جغرافي كبير، سهول وجبال ووديان وبحار، وقد استهواني هذا النوع من التصوير، لاسيما وقد استمررت في الاهتمام بالتركيز على تصوير الطبيعة حتى عام 2014، حيث تم الإعلان عن رحلة تصوير إلى نيبال، عن طريق فريق فوتوغرافي خليجي، فقررت أن ألتحق بأفرادها؛ للتعرف - عن قرب - إلى طريقة التقاطهم الصور، ومهاراتهم في التصوير.
عادات الناس
• ماذا أضافت إليك رحلة نيبال؟
- تعلمت الكثير من المصورين المشاركين فيها، وبدأ حبي لتصوير حياة الناس يزداد شيئاً فشيئاً، ورجعت إلى بلدي بصور جميلة، لازلت أعتز بها. ولاحقاً بعض هذه الصور فازت في مسابقات محلية وعالمية، وتبعتْ هذه الرحلة رحلاتٌ أخرى مع فرق مختلفة، أو حتى مع مجموعة من الأصدقاء إلى دول، مثل: الهند، وفيتنام، وغيرهما من الدول، ما صقل مهارتي في تصوير حياة الناس، والتعرف عن قرب إلى عاداتهم وتقاليدهم، ومحاولة تعريف العالم بها من خلال الصورة.
• ما نوع الكاميرا التي بدأت بها، وما اللقطات الأولى التي تركت أثراً في نفسك؟
- في بداياتي، كانت الكاميرا الفيلمية، وقد التقطت بها صوراً تذكارية للأصدقاء وللأهل. لكن عام 2008، اقتنيت كاميرا رقمية نوع «كانون 600D»، حيث أحدثت نقلة كبيرة في عالم التصوير، وبعدها كاميرا «كانون 5D فل فريم»، التي لازلت أستخدمها حتى الآن، بالإضافة إلى كاميرات أخرى، مثل: «جوبرو»، و«فاتتوم درون».
• مَنْ أبرز المصورين العرب والعالميين، الذين تأثرت بهم، وجذبتك أعمالهم؟
- كنت، ولازلت، أعشق وأتابع مصوري حياة الشعوب، من الدول العربية وغيرها. ومن المصورين العالميين الذين أتابعهم جيمي نيلسون، صاحب موسوعة القبائل البدائية، إذ تجذبني أعماله؛ لأنها تنقل تراث وعادات هذه الشعوب وتلك القبائل، قبل أن تنقرض، وله كتاب مميز في ذلك تحت عنوان «قبل أن ينقرضوا». أيضاً، أتابع المصور العالمي الشهير ستيف مكوري، وهو متخصص في تصوير حياة الناس، مع التركيز على تراث، وعادات، وتقاليد الشعوب المختلفة، وهناك مصورون عالميون آخرون أتابعهم، منهم: رضا ديجاتي، وإريك لافورجي.
مدارس تصويرية
• هل تنتمي إلى مدرسة معينة في فن التصوير، مثل: الطبيعية، أو التجريدية؟
- عامة، بداياتي كانت مثل الكثيرين من الهواة، الذين لديهم شغف بفن التصوير بكل أنواعه. لكن مع الاستمرارية والتقدم في هذا المجال، أصبح لديَّ شغف أكبر بتصوير حياة الناس والشارع، داخل عمان وخارجها. والحمد لله، كانت لي لقطات كثيرة في هذا النوع من التصوير، وقد نالت استحسان الكثير من المتابعين، وقد حصلت على العديد من الجوائز.. محلياً، وعربياً، وعالمياً.
• ما أبرز لقطاتك للسلطنة، وهل شاركت بها في محافل دولية، وكيف كان وقعها على المشاهدين؟
- الحمد لله، لديّ كم هائل من الصور للسلطنة، وشاركت بالعديد منها في معارض دولية كثيرة، ومؤخراً، شاركت في معرض روما من خلال وزارة الثقافة والشباب والرياضة بالسلطنة. أيضاً، شاركت بالعديد من هذه الصور في مسابقات دولية، ونالت حظها من الجوائز، وكان وقعها كبيراً على المشاهد من حيث نقل عادات وتقاليد الشعب العماني إلى الآخرين، والتعرف إلى أهم ما يميز العمانيين، من خلال الملبس والموروثات الشعبية والتقليدية.
• شاركت في معارض مختلفة، وحققت إنجازات متميزة.. كيف رأيت عالم المصورين في تلك المعارض الدولية؟
- لمست التنوع الكبير الذي يزخر به هذا العالم، وكيف استطاع المصور أن ينقله عبر الكاميرا، كلّ حسب اختصاصه، مثل: تصوير الطبيعة، وحياة الناس، والتجريد، والتصوير الرياضي، والمفاهيمي، وغيرها. أيضاً، ولله الحمد، حصدت ما يزيد على 200 جائزة محلية وعربية ودولية في المسابقات المختلفة التي شاركت بها، وكانت هذه الإنجازات الدافع الكبير لي؛ لمواصلة المسير في هذه الهواية الراقية.
تخصص.. وهواية
• هل أثرت دراستك للهندسة في ممارستك للتصوير، وهل هناك رابط بينهما؟
- بالتأكيد هناك رابط كبير بين دراستي للهندسة والتصوير، فتخصصي الهندسي وعملي به منحاني بعداً آخر لتطوير مهارتي في التصوير، والاهتمام بقواعد التصوير الذهبية وفهمها، من حيث الزوايا، والمثلثات، والنقاط الذهبية، إذ إنني أحاول أن أطبقها في جميع لقطاتي، وهناك أيضاً رابط كبير بين الهندسة والتصوير، من حيث تطور التكنولوجيا، والمعدات، وغيرها، وهذا ما أحاول أن أفهمه بشكل أعمق؛ لإنتاج صور رائعة، تكسب اهتمام المشاهد.
• حصلت على ماجستير في إدارة المشاريع، وتعمل مديراً لتطوير الكفاءات في شركة تنمية نفط عمان.. بعد رحلتك هذه مع التصوير، هل بات هذا الفن يشكل أحد مشروعاتك؟
- أمارس التصوير كهواية، وكلما سنحت لي الفرصة أقوم برحلات تصويرية داخل عمان وخارجها، لغرض التصوير، لكنني لم أفكر في التصوير كمشروع تجاري، أو ربما لم يحن الوقت بَعْدُ لمثل هذه المشاريع؛ نظراً لانشغالي الكبير بعملي الحالي. ومن الجدير ذكره، أنني أيضاً أنظم رحلات فوتوغرافية خارج السلطنة، وقد قمت بالعديد منها إلى دول، مثل: إيران، والهند، وغيرهما، برفقة مصورين ومصورات من عمان والخليج.
• باعتبارك عضواً في العديد من الاتحادات العالمية والعربية.. ما تقييمك لفن التصوير عربياً، وما أبرز ملامحه، وماذا ينقصه لينافس عالمياً؟
- التصوير في العالم العربي لا يختلف كثيراً عن بقية الدول، وللمصورين العرب حضور رائع في المسابقات والمعارض الدولية، وربما ينقصهم فقط الدعم المادي والمعنوي من الجهات الرسمية المعنية بالفن في مختلف الدول العربية، لكنهم قادرون على منافسة الآخرين، والتفوق عليهم.
جوائز محلية ودولية
تخرج حمد الغنبوصي في كلية الهندسة المدنية من جامعة السلطان قابوس، وحصل على درجة الماجستير في إدارة مشاريع من بريطانيا، ويعمل مديراً لتطوير الكفاءات في شركة تنمية نفط عُمان، ويمارس التصوير كهواية منذ سبع سنوات، كما شارك في معارض محلية وخليجية وعربية وعالمية، وحصد أكثر من 200 جائزة دولية ومحلية، وهو أيضاً رئيس فريق «جعلان» للتصوير الضوئي، وعضو فريق «عدسة نزوى»، وعضو الجمعية العُمانية للتصوير الضوئي، والاتحاد العالمي لفن التصوير الضوئي (فياب)، والاتحاد العالمي للمصورين (GPU)، والجمعية الأميركية للتصوير الضوئي (PSO).