#صحة
سارة سمير 2 فبراير 2023
أشياء قليلة تُقارن بألم فقدان شخص عزيز عليكِ. وعلى الرغم من عدم وجود طريقة لتجنب مشاعر الحزن الشديدة، فإن هناك طرقاً صحية للتصالح مع خسارتكِ، ومحاولة العيش بعد موت عزيز في حياتكِ.
الفجيعة بعد فقدان عزيز:
الفجيعة هي تجربة الحزن والحداد، بعد وفاة شخص مهم بالنسبة لكِ، في حين أنها جزء لا مفر منه من الحياة، وأمر نمر به جميعاً تقريباً في مرحلة ما، ويمكن أن يكون فقدان شخص تحبينه إحدى أكثر التجارب المؤلمة، التي سيتعين عليكِ تحملها على الإطلاق.
وسواء أكان صديقاً مقرباً، أم زوجاً، أم شريكاً، أم أحد الوالدين، أم طفلاً، أم قريباً آخر، فإن وفاة أحد أفراد الأسرة أمر لا تفكرين فيه على مدار حياتكِ، لكن هذا ما يحدث، وخلال هذه الفترة قد تواجهين موجات من المشاعر الشديدة والصعبة للغاية، بدءاً من الحزن العميق والفراغ واليأس، إلى الصدمة أو الخدر، وقد تغضبين من ظروف وفاة أحد أحبائكِ، وتجدين صعوبة في تقبل الرحيل.
ولا تقتصر الفجيعة على الاستجابات العاطفية أيضاً، إذ يمكن أن يؤدي الحزن على وفاة أحد أفراد الأسرة، أيضاً، إلى ردود فعل جسدية، بما في ذلك: تغيرات الوزن والشهية، وصعوبة النوم، والأوجاع والآلام، وضعف الجهاز المناعي، ما يؤدي إلى المرض، والمشاكل الصحية الأخرى.
ويمكن أن يلعب مستوى الدعم، الذي لديكِ من حولك وشخصيتك ومستويات صحتك ورفاهيتك، دوراً في كيفية تأثير الحزن عليك بعد موت عزيز، لكن بغض النظر عن مقدار الألم الذي تعانينه الآن، من المهم أن تعرفي أن هناك طرقاً صحية للتعامل مع الكرب، والتصالح مع حزنكِ.
وعلى الرغم من أن الحياة قد لا تكون هي نفسها مرة أخرى، فإنه في الوقت المناسب يمكنكِ تخفيف حزنك، والبدء في النظر إلى المستقبل بأمل وتفاؤل، والمضي قدماً في حياتكِ في نهاية المطاف.
كيف تتعايشين بعد موت عزيز؟
التعايش بعد موت عزيز يحتاج منكِ إلى بعض القرارات والخطوات الثابتة، حتى تتمكني من تجاوز أحزانكِ، والمضي في الحياة، بجانب التمسك والإيمان بالله، وسوف تتمكنين من تحقيق ذلك، وعلى أن تتأكدي أن هذه الطرق لا تنسيكِ أحباءكِ الراحلين، هي فقط تساعدكِ على تخطي آلام الحزن والفقد.
1 . فهم حزن فقدان أحد المقربين:
غالباً تعتمد شدة مشاعركِ على ظروف وفاة أحبائكِ، ومقدار الوقت الذي قضيتِه في توقع خسارتهم، وعلاقتك بهم، وتجاربكِ. باختصار، كلما كان الشخص أكثر أهمية في حياتكِ وزادت مشاعركِ تجاهه، بغض النظر عن علاقته بكِ، زاد التأثير المحتمل أن تحدثه خسارته.
فقدان الزوج أو الشريك:
بالإضافة إلى التأثير العاطفي للحزن، عندما تفقدين زوجاً أو شريكاً، غالباً يتعين عليك التعامل مع ضغوط الاعتبارات العملية، مثل: ترتيبات الجنازة والأوراق الرسمية والأمور المالية أيضاً، قد تضطرين إلى التعامل مع أحزان المقربين، مثل: الأطفال، والآباء أيضاً.
وفقدان شريك حياة يعني الحزن على فقدان نمط حياتكِ اليومي، وفقدان تاريخ مشترك، وفقدان مستقبل مخطط له معاً، قد تشعرين بالوحدة واليأس والقلق بشأن المستقبل.
فقدان أحد الوالدين:
بالنسبة للأطفال الأصغر سناً، يمكن أن يكون فقدان الأم أو الأب أحد أكثر الأشياء المؤلمة، التي يمكن أن تحدث في مرحلة الطفولة، ويمكن أن يؤدي موت الشخص الذي اعتمدت عليه، الشخص الذي أحبك دون قيد أو شرط، إلى زعزعة أسسك، وتَرْك فراغ ضخم ومخيف في عالمك.
فقدان طفل:
فقدان الطفل مدمر دائماً، إذ إنك لا تفقدين هذا الشخص فحسب، بل تفقدين أيضاً سنوات الوعد والآمال والأحلام التي تنتظرك. ويمكن أن يكون الحزن أكثر حدة، وعملية الفجيعة أصعب في التنقل، والصدمات النفسية أكثر حدة.
ويمكن أن يؤدي فقدان الطفل، أيضاً، إلى ضغط كبير على علاقتك بزوجك أو شريكك، وجعل الأبوة والأمومة لأي أطفال على قيد الحياة تحدياً عاطفياً.
خطوات التعايش بعد فقدان المقربين:
مهما كانت علاقتكِ بالشخص الذي مات، من المهم أن تتذكري أننا جميعاً نحزن بطرق مختلفة، لا توجد طريقة واحدة للرد، عندما تفقدين شخصاً مهماً في حياتكِ، فلا بأس أن تشعري بما في قلبكِ الآن، ويعبر بعض الناس عن آلامهم بالبكاء، والبعض الآخر لا يذرفون دمعة أبداً، لكن هذا لا يعني أنهم يشعرون بالخسارة أقل من ذلك.
1 . تجنبي الحكم على نفسك:
لا تحكمي على نفسك، ولا تعتقدي أنه يجب عليك التصرف بطريقة مختلفة، أو فرض جدول زمني على حزنكِ، إذ يستغرق الحزن على وفاة شخص ما بعض الوقت. وبالنسبة لبعض الناس، يتم قياس هذا الوقت بالأسابيع أو الأشهر، وبالنسبة للآخرين يتم قياسه بالسنوات.
إقرأ أيضاً: الإجهاض.. أسبابه ونصائح لتقليل مخاطره
2. امنحي مشاعركِ الوقت الكافي:
اسمحي لنفسكِ بأن تشعري بكافة المشاعر، ويمكن أن تؤدي عملية الفجيعة والحداد إلى العديد من المشاعر الشديدة وغير المتوقعة، لكن ألم حزنكِ لن يزول بشكل أسرع إذا تجاهلته.
في الواقع، محاولة القيام بذلك قد تزيد الأمور سوءاً على المدى الطويل، لإيجاد طريقة للتصالح مع خسارتكِ في نهاية المطاف، وستحتاجين إلى مواجهة الألم بنشاط، هناك مقولة شهيرة للكاتب إيرل غرولمان: "العلاج الوحيد للحزن.. هو الحزن".
3. استعادة الذكريات:
في بعض الأيام قد يبدو ألم خسارتكِ لعزيز أكثر قابلية للإدارة من غيره، ثم يمكن أن يؤدي التذكير، مثل: صورة، أو مقطوعة موسيقية، أو ذاكرة بسيطة، إلى موجة من المشاعر المؤلمة مرة أخرى.
وعلى الرغم من أنه لا يمكنكِ التخطيط مسبقاً لمثل هذه الذكريات، فإنه يمكنكِ الاستعداد لعطلة أو ذكرى سنوية أو عيد ميلاد قادم، قد يشعل حزنكِ، تحدثي إلى الأصدقاء وأفراد العائلة الآخرين في وقت مبكر، واتفقوا على أفضل الطرق للاحتفال بمثل هذه المناسبات.
4. المضي قدماً:
المضي قدماً لا يعني نسيان أحبائكِ، إذ إن إيجاد طريقة للمضي قدماً في حياتك لا يعني أن ألمكِ سينتهي أو سيتم نسيان أحبائكِ، ويحمل معظمنا خسائرهم طوال الحياة؛ ويصبحون جزءاً من هويتنا، ويجب أن يصبح تحمل الألم أسهل تدريجياً، لكن الذكريات والحب التي كانت لديك للشخص ستبقى دائماً.
5. طلب الدعم:
عند موت عزيز، من الطبيعي أن ترغبي في عزل نفسك عن الآخرين، والتراجع إلى قوقعتكِ. لكن، هذا ليس الوقت المناسب لتكوني بمفردكِ، حتى عندما لا تشعرين بالقدرة على التحدث عن خسارتكِ، فإن مجرد الوجود حول أشخاص آخرين يهتمون بكِ، يمكن أن يوفر الراحة، ويساعد على تخفيف عبء الفجيعة.
ويمكن أن يكون الوصول إلى الذين يهتمون بكِ خطوة أولى مهمة على طريق الشفاء. ففي حين أن بعض الأصدقاء والأقارب قد يكونون غير مرتاحين لحزنكِ، فإن آخرين سيكونون حريصين على تقديم الدعم، والتحدث عن أفكارك ومشاعرك لن يجعلك عبئاً. فبدلاً من ذلك، يمكن أن يساعدك على فهم وفاة أحبائك، وإيجاد طرق لتكريم ذكراهم.
6. بناء إرث:
يمكن أن يساعدكِ بدء حملة أو جمع التبرعات باسم أحبائكِ، أو التطوع من أجل قضية مهمة بالنسبة لهم، أو التبرع لجمعية خيرية قاموا بدعمها، في تخطي أحزانكِ أو الشعور بتكملة مسيرة الشخص الراحل، وهذا يزيد إحساسكِ بالفرح، والمضي قدماً في حياتكِ على خطى من فقدتِ.
7 . إدارة الإجهاد:
ربما تكون إدارة الإجهاد آخر شيء تشعرين بالرغبة في القيام به في الوقت الحالي، لكن التمرين ترياق قوي للإجهاد، ويمكن أن يساعدكِ على النوم بشكل أفضل في الليل، كما أن تقنيات الاسترخاء، مثل: التنفس العميق والتأمل واليوغا، أيضاً، طرق فعالة لتخفيف الكرب والقلق.
إقرأ أيضاً: عمليات تصحيح النظر.. إليك كل ما تحتاجين معرفته
8. قضاء الوقت في الطبيعة:
يمكن أن يكون لانغماسك في الطبيعة، وقضاء الوقت في المساحات الخضراء، تجربة مهدئة، عندما يزداد عليكِ الحزن. جربي، مثلاً، أعمال البستنة، أو المشي لمسافات طويلة، أو المشي في حديقة أو غابة.
الاكتئاب بعد موت عزيز:
ليس من السهل، دائماً، التمييز بين الحزن والاكتئاب، لأنهما يشتركان في العديد من الأعراض، لكن هناك طرق لمعرفة الفرق:
· شعور شديد بالذنب.
· أفكار الانتحار أو الانشغال بالموت.
· مشاعر اليأس أو عدم القيمة.
· الكلام البطيء وحركات الجسم.
· عدم القدرة على العمل في المنزل أو العمل أو المدرسة.
· رؤية أو سماع أشياء غير موجودة.
في حالة زيادة العلامات المذكورة، عليكِ التحدث مع مستشار نفسي، أو طبيب مختص، للمساعدة على تخطي حالة الاكتئاب، ومشاركة الأفكار الصحية، التي تساعدكِ على تخطي آلام الفقدان.