#أخبار الموضة
زهرة الخليج الخميس 1 ديسمبر 2022 10:00
استطاعت الإماراتية علياء عبدالله المزروعي، الرئيس التنفيذي في صندوق خليفة لتطوير المشاريع، ورائدة الأعمال، أن تُثبِت حضورها في عالم الأعمال كسيِّدة أعمالٍ ناجحة، ما جعلها تنضمُّ إلى قائمة النساء الإماراتيات، لتُصنِّفها مجلة «فوربس» ضمن قائمة أقوى 100 سيدة أعمالٍ عربيةٍ في العالم. وترى المزروعي أن نجاح رواد الأعمال يعتمد على الالتزام المتواصل بالتطور والنمو، وتنظيم الوقت، اللذين يعدان من أهم سبل التميز. واستطاعت المزروعي أن توازن بين حياتها العائلية والعملية كرائدة أعمال طموحة، فلطالما قدمت المشورة إلى رواد الأعمال، الذين يتطلعون إلى النجاح.. التقت «زهرة الخليج» علياء المزروعي؛ لتسلط الضوء على تجربتها الملهمة في عالم ريادة الأعمال، والخبرات التي اكتسبتها، وتوفيقها بين حياتها العملية والعائلية، فكان الحوار كالتالي:
• كيف شكلت تجاربك الماضية فكرك ورؤيتك الحاليين؟ وأين ترين مستقبل رائدات الأعمال في الإمارات؟
ـ عندما بدأ والدي مشروعه في القطاع الخاص، لم تكن هناك نساء كثيرات بمجال الأعمال في ذلك الوقت. وأتذكر نصيحة والدي، حينها، عندما أخبرته برغبتي في تأسيس مشروعي، فأجابني بأنه يتعين عليَّ تعلم القيام بالأعمال التجارية أولاً قبل بدء أي مشروع. أما بالنسبة لمستقبل رائدات الأعمال في دولة الإمارات، فإن الفرص كثيرة، والنجاح يفتح ذراعيه لمن ترغب، وذلك بفضل الدعم الذي نتلقاه من حكامنا، والدور الذي تقوم به قيادتنا الرشيدة في تشجيع رائدات الأعمال.
• ما النصائح التي توجهينها إلى من يرغب في الانضمام إلى عالم الأعمال؟
ـ مجال الأعمال مليءٌ بالتحديات، وقد واجهت الكثير من العقبات التي استغرقت وقتاً أطول بكثير مما كنت أتوقعه. وأنصح من يرغب في أن يكون رائد أعمالٍ ناجحاً بألا يخجل أبداً من طلب المشورة من أصحاب الخبرة، وهذا ما كنت أفعله دائماً، وباختيار المجال الذي يبرع فيه، فأنا أؤمن بأن من اتبع هدفاً يرغب فيه وسعى بجد واجتهاد لتحقيقه، سينجح دون شك.
أول طريق النجاح
• حدثينا عن بداياتك، ورحلتك المهنية في مجال ريادة الأعمال.
ـ بدأت مشواري في القطاع الخاص مع والدي عام 2013، وتوليت مناصب مختلفة في القطاعين الخاص والحكومي، كما بدأت مشروعي الخاص كسيدة أعمال، حيث واجهت الكثير من التحديات والمخاطر، وتعلمت من هذه التجارب أن الخطأ وارد، والإخفاق أول طريق النجاح.
• كيف تنظرين إلى الطفرة التي حدثت في الإمارات بمجال تمكين المرأة؟ وماذا ينتظرها في المستقبل؟
ـ في السنوات الماضية، شهدنا تطوراً استثنائياً في تعليم المرأة، حيث أصبحت جزءاً لا يتجزأ من المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية. ومستقبلاً، سوف تستحوذ المرأة الإماراتية على مكانة مميزة محلياً وعالمياً. ويأتي تمكين المرأة الإماراتية إيماناً من قيادة الدولة الرشيدة بأهمية مساهمات بنات الوطن، ودورهن في جهود التنمية ورفاهية البلاد، وتقديراً وتكريماً لما قدمنه لدعم مسيرة الدولة داخل الوطن وخارجه.
-
• صنفتك «فوربس» ضمن قائمة أقوى نساء العالم.. من الشخصية التي ألهمتك حتى وصلت إلى هذا التميز؟
ـ بالتأكيد أنا ممتنة لسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية (أم الإمارات)، فقد زرعت في كل امرأة على أرض هذا الوطن المعطاء الكثير من المفاهيم، التي تحث على التطور ومواكبة الحداثة حول العالم مع الحفاظ على الهوية الإماراتية، ولطالما تعلمنا من كلماتها - التي تكتب بحروف من ذهب - أن عمل المرأة، وحصولها على مكانة عالمية، ينبغي ألا يتعارضا مع محيطها العائلي، ولاتزال سموها (حفظها الله) مصدر إلهام لي، بدعمها العمل النسائي، حتى أصبحت الإماراتية قدوة تحتذى عالمياً.
• ما سر تميزك في مجال عملك؟ وكيف توفقين بينه وبين حياتك العائلية؟
ـ أحاول، دائماً، تقييم إنجازاتي، وأضع أهدافاً لتحقيقها، وعند تعارض المهام، أنظم أولوياتي. ففي مجال ريادة الأعمال من المهم تعلم كيفية تنظيم الوقت وعدم إهداره، وهذا يسهم في إنجازي أصعب المهام الموكلة إليَّ، ومن المهم جداً إيجاد التوازن بين بيئة العمل والحياة العائلية، حيث أجد في حضن أبنائي الدفء والسكينة، وفي عملي أجد نفسي سعيدة بمنح المجتمع الإماراتي خبراتي، وكل من يحتاج إليها.
أجمل أيام الطفولة
• كل أم تترك تفاصيل مميزة في حياة ابنتها.. حدثينا عن تلك التفاصيل؟
ـ نشأت في مدينة أبوظبي، وتعلقت كثيراً بمدينة العين، حيث عشت فيها أجمل أيام طفولتي، ولن أنسى أجمل ذكريات الطفولة، والتجمعات العائلية في منزل جدي. لذلك، تعد مدينة العين من الأماكن العزيزة جداً على قلبي، ولابنتي التي توارثت مني، ومن العائلة، حب الإمارات وعشق تراب أرضها، خاصةً أبوظبي والعين.
• أين ترين ابنتك في المستقبل؟
ـ كامرأة إماراتية، أريد تحقيق الأفضل لأبنائي؛ ولهذا السبب قمت بإرشادهم في سن مبكرة، لأمكنهم من بناء شخصياتهم، والقدرة على اتخاذ القرارات الصحيحة، والاعتماد على الذات، والانتماء والولاء للوطن. كما أنني، دائماً، أوضح لابنتي - في حال لجأت إليَّ - أن بإمكانها، دائماً، أن تكون ما تريد، وأن هذه الحياة مبنية على التطور والتعلم المستمر، ويمكنها أن تتحسن وتصبح أفضل.
• ما أبرز العادات والتقاليد الإماراتية، التي تحرصين على أن يكون حضورها في البيت جلياً وواضحاً، ولماذا؟
ـ تزخر دولة الإمارات بإرث عربي وإسلامي كبير، نراه في عادات وتقاليد وسلوكيات شعبها؛ لذا أحرص على تعليم أبنائي الكثير من العادات والتقاليد، التي تركها لنا أجدادنا، مثل: احترام الكبير، والعطف على الصغير، كما أحرص - مثل كل بيت إماراتي - على إعداد مائدة الطعام التي تحتوي على أكلات إماراتية، خاصة في الأعياد والمناسبات، وأهتم كثيراً باصطحاب أبنائي إلى الأماكن التراثية؛ للتعرف إلى تاريخ أجدادنا، والشعور بالانتماء إلى ماضينا.. بكل فخر واعتزاز.
• ما الرابط بين أجيال المستقبل والأجداد؟
ـ أعتقد أن جيل المستقبل يستلهم أفكاره من الأجيال السابقة. «من ليس له ماضٍ.. ليس له حاضر»، هذه مقولة شهيرة للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وقد ظهر منهجه وحرصه على اتباع وتطبيق وتكريس هذا المنهج في نفوس أبناء الإمارات بمختلف الأعمار، ليسيروا عليه في حياتهم، وينقلوه - بدَوْرهم - جيلاً بعد جيل.
• كيف يمكننا تشجيع عقلية ريادة الأعمال لدى شباب وبنات اليوم؟
ـ أعتقد أن إنشاء وإطلاق برامج ومبادرات مميزة من الجهات المسؤولة في الدولة، تركز على ريادة الأعمال، تعتبر نقطة انطلاق جيدة، خاصة لدعم موظفي القطاع العام في بدء أعمالهم التجارية الخاصة، ومن ثم غرس روح ريادة الأعمال في الأفراد؛ حتى يتمكنوا من العمل في القطاع الخاص، بالإضافة إلى العمل لحسابهم الخاص، كما أن التعرف إلى عالم الأعمال في سن مبكرة يساهم في تعزيز الثقة لدى الشباب، وتزويدهم بالمهارات اللازمة لإنشاء مشاريعهم الخاصة، وتوسيعها في المستقبل.
مئوية الإمارات
• في عيد الاتحاد الـ51.. كيف ترين إنجازات الإمارات، وما وصلت إليه من مكانة عالمية؟
ـ تستمر إنجازات دولة الإمارات العربية المتحدة، في سلسلة مترابطة، بدءاً من تاريخ مشرق، وضعت فيه أمهاتنا بصماتهن التي أسهمت في بناء أجيال من الفتيات والسيدات، اللاتي تسلحن بالعلم والمعرفة؛ للمساهمة في مسيرة التطور والتنمية الشاملة، التي شهدتها الدولة منذ بزوغ فجر الاتحاد.
• ما الصورة التي ترين عليها الإمارات بحلول عام 2071؟
ـ تعد «مئوية الإمارات 2071» برنامج عمل حكومياً شاملاً وموسعاً، يتضمن وضع استراتيجية وطنية لتعزيز سمعة الدولة وقوتها الناعمة، وضمان وجود مصادر متنوعة للإيرادات الحكومية، بعيداً عن النفط، إضافة إلى الاستثمار في التعليم الذي يركز على التكنولوجيا المتقدمة، وبناء منظومة قيم أخلاقية إماراتية في أجيال المستقبل، ورفع مستوى إنتاجية الاقتصاد الوطني، وتعزيز التماسك المجتمعي. لذلــــــك، بإذن الله، سيحمل جيل المستقبل راية دولة الإمارات، وسيتمتع بأعلى المستويات العلمية، والقيم الأخلاقية والإيجابية، وسيضمن الاستمرارية وتأمين مستقبل سعيد وحياة أفضل للأجيال المقبلة، ورفع مكانة الدولة لمنافسة أفضل الدول عالمياً.
• ماذا تقولين بمناسبة الاحتفال بعيد الاتحاد الـ51؟
ـ في هذه المناسبة الوطنية الغالية، أدعو الله أن يديم على الوطن نعمة الأمن، ويحقق مزيداً من التقدم والازدهار في ظل قيادتنا الرشيدة. وأبارك لشعب الإمارات الوفي، والمقيمين على هذه الأرض الطيبة، تلك المناسبة العزيزة.